بدا أن تطورت الأحداث في اليمن، أخذت تتجه إلى منحى جديد، خاصة فيما له صلة بمساعي اليمن دفع المجتمع الدولي إلى التدخل البري، حيث ما زالت الأوضاع الميدانية في اليمن على ما هي عليه في اليمن، رغم ما حققته ضربات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، من تدمير منصات الصواريخ والدفاعات الأرضية والقواعد العسكرية.

وفي الوقت الذي لا يزال فيه التحالف العربي يبحث إمكانية التدخل البري بالتشاور مع شركائه في عملية "عاصفة الحزم"، طالبت الحكومة اليمنية مجلس الأمن الدولي، التدخل العسكري البري "لانقاذ اليمن"، بعد اتهام ميلشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الصادر بحقهم عقوبات دولية، بارتكاب "فظائع".

الطلب اليمني ربما يفتح المزيد من الأسئلة المشروعة، حول جدوى الضربات الجوية دون تحرك للقوات على الأرض؟، إلى جانب، تساؤل حول إمكانية قبول الدول الغربية المشاركة في تلك القوات؟، وإلى من تكون قيادة تلك القوات؟.

ومن المؤكد وبحسب خبراء إن الدول الغربية لن تقبل بإرسال أي قوات، إلى اليمن، خاصة أن المنطقة بأثرها تشهد موجة عاتية من الإرهاب، لذلك فإن المملكة العربية السعودية تسعى إلى إقناع شركائها العرب وخاصة مصر من إرسال قوات برية.

من جانبه، قال السفير اليمني في الأمم المتحدة خالد اليماني، في رسالة إلى مجلس الأمن "نحض المجتمع الدولي على التدخل سريعاً بقوات برية لإنقاذ اليمن، ولا سيما عدن وتعز"، متهماً الحوثيين بارتكاب "فظائع" بينها استهداف مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من البلاد، مشيرة إلى أنها "تدعو المنظمات الإنسانية الدولية إلى توثيق هذه الانتهاكات الهمجية ضد سكان عزل".

واتهمت الرسالة الحوثيين خصوصاً بـ"استهداف كل ما يتحرك في مدينة عدن" وبمنع فرق الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان و"بإطلاق قذائف المدفعية الثقيلة على عائلات تحاول الفرار من أحياء محاصرة" في عدن.

وأضافت الرسالة إلى أن "الحكومة ستستخدم كل الوسائل لملاحقة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق صالح أمام القضاء الدولي بصفتهم مجرمي حرب".

كان 32 شخصاً قتلوا أثناء محاولتهم الهرب عبر البحر من القتال في عدن عندما أصابت قذائف عوامة ورصيفاً في ميناء للصيد في المدينة، بحسب ما أفادت مصادر طبية، وذكر شهود أن العديد من سكان عدن يحاولون الفرار من القتال ويستخدمون زوارق صغيرة للهروب عبر البحر، وذكر شهود أن عدداً من السكان لقوا حتفهم بعد أن أصيب مركبهم بالرصاص.

وحذرت 22 منظمة انسانية ناشطة في اليمن أمس الأربعاء من أنها قد تُعلّق مساعداتها العاجلة في حال لم تفتح فوراً الممرات البرية والبحرية والجوية للسماح بالتزود بالوقود. 

كان وزير الخارجية اليمني رياض ياسين دعا  الأربعاء قوات التحالف العربي بالتدخل بأسرع وقت ممكن لإنقاذ المدنيين في محافظة عدن من هجمات المسلحين الحوثيين، مطالباً بتطبيق فوري لقرار مجلس الأمن 2216، مضيفا أن "جماعة الحوثي لم تلتزم بتطبيق بنود القرار".

وندد ياسين بما ارتكبه الحوثيون في عدن، وأشار إن "أكثرمن 50 شخصا قتلوا في مدينة التواهي بعدن"، مؤكدا أن "المسلحين الحوثيين يقصفون عشرات الأسر التي تحاول النزوح بالمدفعية".

كما أشار ياسين إلى أن "جماعة الحوثي تمنع فرق الإغاثة من الوصول إلى المدنيين المصابين في عدن"، مطالبا بـ"تشكيل لجنة تقصي حقائق في جرائم الحوثيين ضد المدنيين في عدن".

وتوعد ياسين الحوثيين بـ"العقاب لما ارتكبوه من جرائم ضد المدنيين والأطفال في المحافظة"، وقال "هذا تصعيد واضح هدفه الرئيسي إفشال حوارالرياض"، بحسب تعبيره.

من ناحيته، قال وزير حقوق الإنسان اليمني، عزالدين الأصبحي إن "جرائم الحوثيين في عدن هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي بالمحافظة"، مشددا على دعوة اليمن لعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن بعد أحداث عدن.

وقال الأصبحي إن "اليمنيين يعيشون حالة من القمع والإرهاب من قبل الحوثيين، وأن بيانهم الذي اعترفوا فيه بجرائمهم في عدن يدل على ذلك".

في السياق، أغارت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية مجددا فجر اليوم الخميس 7 مايو 2015 على العاصمة اليمنية صنعاء، بينما قصفت سفينة مجهولة مدينة ميدي شمال البلاد، وسمع دوي انفجارات ضخمة لم يعرف مكانها بالتحديد في صنعاء، بينما حاولت الدفاعات الأرضية التابعة للجيش اليمني والتي يسيطر عليها الحوثيون التصدي لمقاتلات التحالف.

وكتب الناطق الرسمي للمكتب الإعلامي التابع للحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "استطاع الجيش والأمن واللجان الشعبية وبمساندة الشرفاء من أبناء الجنوب استعادة منطقة التواهي من عناصر القاعدة وأعوانهم في معركة وطنية شريفة رغم مساندة العدوان السعودي الأمريكي بالقصف الجوي المكثف وغير المسبوق وعلى مدار الساعة فقد فشلوا جميعا في إحراز أي تقدم لعناصر القاعدة على الأرض".