تأسيس تحالف إسلامي مسيحي في أمريكا لمقاومة جرائم "داعش"

الخميس 07/مايو/2015 - 08:14 م
طباعة تأسيس تحالف إسلامي
 
تأسيس تحالف إسلامي
في خضم الدماء والمعارك وحروب الكراهية هناك من يحاول أن يسير خلف تيار الصراعات، من ذلك التحالف المسيحي الإسلامي في أمريكا الذي اراد تأكيد أن الإسلام لا صلة له بداعش، وأقام حفلا خيريا لدعم مسيحي العراق الذين تعرضوا لحملة تهجير وتشريد قسري من قبل جماعات ارهابية لا تمت للإسلام بصلة .
وفي إطار مبادرتها لإنشاء التحالف الاسلامي المسيحي وضمن مفهومها لأهمية تعزيز ثقافة التعايش وحماية الأقليات الدينية في الوطن العربي، خصوصا في ظل هذا الوقت الذي تتعرض فيه الاقليات الى الهجوم والتشريد والتهديد.. تؤكد مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية ومن خلال هذه الفعاليات التي تنظمها بالتعاون مع فعاليات ومؤسسات ورجال دين إسلامي بهدف رفع الصوت ضد العنف والتمييز والاضطهاد في الشرق الأوسط، وخاصة في العراق ومصر وسوريا.
وأكدت المؤسسة على أن مبادرة التحالف الاسلامي المسيحي خلال فعاليات حملة دعم مسيحي العراق على ان هذه الحملة هي حملة تؤكد أن المسلمون والمسيحيون يعملون معا من أجل استعادة التعايش التاريخي والحفاظ على تواجد مستمر من المسيحيين، وكذلك الجماعات الدينية الأصلية الأخرى، في الدول العربية باعتبارها الألياف لا يتجزأ من نسيج الحضارة العربية والإسلامية.
كما أكدت المؤسسة أنها ومن خلال هذه الفعاليات والأنشطة تهدف للتشديد على أنها تسعى لكسر الصور النمطية التي تحاول تشويه التعايش الحقيقي في المشرق العربي لخدمة أهداف وأغراض لا تصب في مصلحة العرب سواء كانوا مسلمين أو مسيحيينـ، حيث يسعى الداعمون للجهات المعادية للحقوق العربية الى تشويه صورة العرب والمسلمين دائما.
وأكد راتب ربيع رئيس مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية أن هدف التحالف الاسلامي المسيحي هو تثقيف المسيحيين الغربيين عن المسلمين والإسلام الحقيقي وفتح المجال المهم  من أجل للتمييز بين الناس المؤمنين ليكونوا قادرين على فصلهم من المتطرفين.
وقال ربيع ان الحفل الخيري والذي هدف لجمع التبرعات بمشاركة اخواننا المسلمين حيث حضر الامام محمد ماجد من المجمع الإسلامي في منطقة دالاس ورئيس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، مشيرًا إلى أنه والإمام محمد حاصلان على جائزة "الإيمان والتسامح من اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز كونهما تميزا بالقدرة على الالتزام والتفاني من أجل تعزيز جسور التفاهم ".
وأكد ربيع أن التحالف لا يتعلق بالدين أو السياسة، بل هو يهدف للتأكيد على الخير للإنسانية، وانا معا كأخوة وأخوات من أجل السلام والعدالة وأن النجاح والازدهار ممكن من خلال العمل معا ".
وأوضح ربيع ان مهمة التحالف ليست بناء شيء جديد بل احياء التاريخ القائم على التآخي والتسامح والمحبة والعيش المشترك التي تميز بها المشرق العربي على مر العصور.
بدوره قال الإمام محمد ماجد، "يجب على المجتمع المسلم الوقوف الى جانب الاقليات المسيحية في الشرق الأوسط مشددا على ان الحرية الدينية هي أولوية قصوى بالنسبة لنا جميعا".
تأسيس تحالف إسلامي
بدوره قال القس درو كريستيانسن وهو أستاذ بارز في التنمية البشرية، في جامعة جورج تاون، وهو من المؤسسين بالتحالف الاسلامي المسيحي بواشنطن وعضو مجلس إدارة مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية عملنا وشهادتنا بشكل مشترك ضرورية للحفاظ على تلك المجتمعات التي لا تزال تقيم في اوطانها وطنهم، ومساعدتهم على عدم السفر لاننا نريد ان يبقوا هناك لاننا نريد ان نقوي ثقافة التعددية للشرق الأوسط، حيث الدعم المتبادل، بين الإيمان التنوير وبناء روابط عميقة ودائمة في مجتمعاتنا.

ودعا كريستيانس الى اهمية العمل معا مسلمين ومسيحيين لإنقاذ المضطهدين والمشردين، والدفاع عن حقوق المؤمنين الذين يعيشون تحت التهديد، وضمان مستقبل التعددية للشرق الأوسط العربي ".
من ناحيته قال الدكتور سيد م. سعيد، المدير الوطني لمكتب الاديان الحكومي "،" لدينا هدية للعالم كمسلمين وهي ليست مجرد جمع الأموال للمحتاجين، ولكننا مطالبون بان تقدم نموذجا للتسامح والاحترام والرعاية لجميع الناس . نحن نبني فكرنا وثقافتنا على تقليد مجيد للقرآن الكريم الذي يحمي الانسان ويحمي حقوق الإنسان والحرية الدينية ".
وثمّن كثير من المتحدثين المبادرة بالسعي لجمع التبرعات حيث اجمع الحضور على ان الامر الاكثر اهمية هو ليس المبلغ المالي الذي سيتم جمعه بل الاهمية تكمن في الفكر القائم على المحبة والتآخي مثمنين جهود بعض الشخصيات الاسلامية التي دعت لجمع التبرعات في مساجد الولايات المتحدة الامريكية لدعم وتعزيز صمود مسيحي العراق معتبرين هذه الدعوة تعبير واضح عن ما قاله الدكتور مارتن لوثر كنغ الابن ذات مرة: "الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان"، وهكذا يجب علينا جميعا أن نقف معا iمتضامنين ضد الظلم في كل مكان. في الأرض المقدسة، وهنا في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي كل مكان ".
ريم شمعون، وهي عراقية كلدانية مسيحية ، طالبة سياسة و علاقات دولية في جامعة جورج ماسون، تحدثت عن تجربتها الشخصية وقالت: "ونحن معا أدعو الله أن نتمكن من استعادة هذا التعايش السلمي في الأرض التي تفتخر بانها تشكل فسيفساء من الثقافات والأديان "، حيث لاقت كلماتها الاهتمام والتصفيق من قبل الحضور .
وأكد الحضور جميعا في نهاية الحفل على ان حملة دعم مسيحي العراق ستتواصل بأشكال مختلفة ومتعددة وعلى أكثر من ولاية وصعيد لتعميم فكر التسامح والتآخي والمحبة التي عاشها العرب المسيحيون والمسلمون على مر العصور.

شارك