بحثًا عن غنيمة.. إخوان سوريا يعلنون العودة للوطن الممزق

الخميس 07/مايو/2015 - 08:29 م
طباعة بحثًا عن غنيمة..
 
في ظل الصراع المحتد بين المعارضة السورية وجماعة جبهة النصرة من جهة وداعش من جهة اخري يجري على قدم وساق تفتيت سوريا حيث كل فصيل يبحث عن غنيمة في سلطة قوامها الدم وبلاد اصبحت الجثث هي العلامة المميزة لكل شوارعها .وكعادتهم في الانتهازية تعود جماعة الاخوان المسلمون الارهابية لتبحث عن موطئ قدم لها بين الموتى والدمار والخراب، حيث عاد مئات الأعضاء في الجماعة يحدوهم الأمل في إعادة تأسيس الحركة التي سحقها نظام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد قبل عقود.
ولا يزال القانون السوري الحالي يعاقب كل من تثبت عضويته في الجماعة بالإعدام، وذلك بعد أكثر من 30 سنة على حظر الأسد الأب لها، غير أن الأعضاء الذين غادروا البلاد إلى المنفى يعودون شيئاً فشيئاً إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال مراقب الفرع السوري للاخوان محمد وليد :"نحن نشجع الناس على العودة إلى سوريا، يمكنني القول إنهم بالمئات". ورأى أن هذه "النواة" سيكون عليها شرح أهداف الجماعة ومبادئها. وهو كان يتحدث إلى وكالة "رويترز" من تركيا – مقر الاخوان الهاربين الحالي -  حيث يقيم، وأوضح :"كنا بعيدين عن المشهد (العام) لوقت طويل، والكثير من الناس في سوريا لا يعرفوننا كثيراً".
ويقدم الفرع السوري لـ"الإخوان المسلمين" نفسه على أنه يتبنى "الإسلام المعتدل"، وينأى بنفسه عن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً.
وقال وليد (70 سنة)، وهو طبيب عيون من مدينة اللاذقية الساحلية غادر سوريا في السبعينيات من القرن الماضي، إن معظم العائدين استقروا في حلب وإدلب وحماه.
ويشرح عمر مشوح، القيادي في "الإخوان"، أنه بعد تدمير أحياء بكاملها في شمال غرب البلاد عام 1982، لم يبق في سوريا بعد ذلك أي تمثيل للجماعة باستثناء الأعضاء المسنين غير الفاعلين الذين لم يتمكنوا من مغادرة البلاد.
بحثًا عن غنيمة..
وفي حين كانت في الماضي هذه الحركة مهيمنة على المشهد الإسلامي، بات عليها أن تتنافس مع حركات مثل "أحرار الشام" و"جيش الإسلام"، وهي فصائل إسلامية مسلحة لديها مكاتب سياسية واستراتيجيات إعلامية متطورة وقد تشكل مستقبلاً أجنحتها السياسية.
ويعتقد بعض السوريين أن "الإخوان" يدعمون فصائل سورية مسلحة مثل "جيش المجاهين".
وقال ياسر الحجي وهو ناشط سياسي في حلب "أنا واثق أنهم دعموا جيش
وعبر شخص عمل سابقاً مع الجماعة عن اعتقاده بأنها هي التي أسست "فيلق الشام" ومولته، مشيراً إلى أن "الإخوان في كل مكان".
غير أن وليد رد بأن الجماعة ليس بإمكانها توفير الإمدادات والأموال لأي جماعات مقاتلة، إذ "نعاني الكثير من الصعوبات في تمويل نشاطاتنا، ولهذا لا أعتقد أننا نملك ما يكفي من الأموال لتمويل الآخرين".
وشكك أديب الشيشكلي، مبعوث "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، في قدرة الجماعة في البناء على تاريخها السابق. وقال الشيشكلي الذي اضطهد جده الرئيس السوري الراحل أديب الشيشكلي "الإخوان" خلال فترة حكمه في الخمسينيات من القرن الماضي، إنه "ليس لديهم جيل شاب، وعلى الرغم يحاولون تجنيد عناصر، لكنهم لا يتمتعون بالشعبية". وأضاف :"كان الناس يؤيدونهم لخلفيتهم الدينية، لكن الآن هناك الكثير من امثالهم".
وتمنى وليد انحسار انعدام الثقة السعودي حيال الجماعة تحت حكم الملك سلمان. وأضاف :"ربما تمت تنحية بعض الشخصيات التي كانت مناهضة للتوجه الإسلامي".

شارك