اشتعال مهاباد اثر جريمة شرف ..اكراد ايران يحتجون ضد السلطة الغاشمة
الجمعة 08/مايو/2015 - 03:46 م
طباعة
مازالت الاضطرابات تسود مدينة مدينة مهاباد الكردية الإيرانية حيث اشتعلت منذ ليلة أمس الخميس حركة احتجاجات وصدامات مع القوات الأمنية الإيرانية والمعلن حتى الان قتل وأصابة 50 شخصًا علي الاقل
وقد اشتعلت الاحداث بهذه الصورة العنيفة اثر محاولة شرطي مخابرات ايراني اغتصاب فتاة كردية مما اضطرها إلى رمي نفسها من الطابق الرابع في الفندق الذي تعمل به الامر الذى اغضب الاكراد بالمدينة ويجعلوهم يثورن في مظاهرات عارمة ضد السلطة الإيرانية التي تصدت قواتهاالشرطية بعنف للمحتجين مما إدى إلى مقتل واصابة نحو 50 شخصًا إضافة إلى مئات المعتقلين الامر الذى ادي الي إعلان حالة الطوارئ في المدينة. وحسب التسريبات التى تواصلت على شبكات التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر )العربية والفارسية من إيران مصحوبة بالافلام والصور عن اندلاع انتفاضة واسعة في مدينة مهاباد باذربايجان الغربية (جنوب بحيرة اورومية)، بعدما حاول احد عناصر وزارة المخابرات الإيرانية الاعتداء على موظفة شابة في فندق تارا اسمها "فريناز خسرواني" عمرها 26 عامًا، وهي خريجة معهد الحاسوب وموظفة في الفندق، في واقعة تشبه حادث الاعتداء على الضحية الراحلة ريحانة جباري التي اعدمها النظام مؤخرًا بعد طعنها لعنصر مخابرات حاول اغتصابها. والضحية الجديدة فريناز قد حاولت، وهي في الطابق الرابع من الفندق، الهروب من الشرفة بعد أن حاول عنصر المخابرات الاعتداء عليها جنسيًا وادت محاولتها إلى سقوطها ومقتلها. واثر ذلك خرج اهالي المدينة من بكرة ابيهم احتجاجًا على هذه الإعتداءات والجرائم، وهاجموا الفندق واضرموا النار فيه، ثم توجهوا إلى مبنى مديرية مخابرات النظام التي يعمل فيها العنصر المعتدي وحاصروها، وخلال هذه الاحداث، خرجت المدينة عن سيطرة قوات النظام رغم انزال حشود منها وانتشارها في احياء المدينة، التي مازالت تشهد اضطرابات يطالب فيها المحتجون بمعاقبة العنصر المخابراتي، مما اضطر السلطات إلى اعلان حال الطوارئ في المدينة. وادت الاشتباكات بين اهالي مهاباد وقوات الامن الإيرانية إلى مقتل واصابة 50 شخصًا، واعتقال عشرات آخرين، واضرام النار في عدد من العجلات والدراجات النارية الحكومية. واشار نشطاء إيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي عن «سرعة انتشار الخبر في المدينة، مما أطلق حملة احتجاجات واسعة في المدينة، وسط موجة غضب عارمة، ليجتمعوا بالآلاف أمام الفندق، وحرقه»، مشيرين إلى «اشتباكات حدثت مع قوات الأمن بعد إطلاقها العيارات النارية، والغازات على المتظاهرين».
الناشط الاجتماعي الكردي السوري إبراهيم أسعد صرح لـ ARA News «إن ممارسات النظام الإيراني تجاه الكرد بلغت مستوى غير معقول أبداً، فحملة الإعدامات لم تتوقف منذ مدة، وكأنها تفرغ سجونها من المعارضين الكرد بإعدامهم، عدا عن الاضطهاد المذهبي الممارس بحقهم»، مضيفاً «على مستوى الأفراد والشخصيات الأمنية، فلن تختلف ممارساتهم عن بقية المتنفذين في الأجهزة الأمنية، سواء في سوريا أو في العراق، إضافة إلى دول عربية عديدة».
ويتوقع محللون تاثير هذا الحادث على علاقة ايران بكردستان خاصة ان هناك العديد من الازمات التي تكشف عن اضطهاد دولة ايات الله للاكراد بها كما ان هناك تاريخ طويل من محاولات الانفصال الكردي عن ايران ومهاباد هي مدينة في شمال غرب إيران ويقدر عدد سكانها بحوالي 150 الف نسمة، وتقع جنوب بحيرة أرومية، في وادٍ ضيق، على ارتفاع 1300 فوق مستوى سطح البحر، في محافظة آذربيجان الغربية. وتعد المدينة مركزاً زراعياً غنياً. والمدينة متصلة بواسطة الطرق البرية مع تبريز، التي تبعد عنها بـ 300 كلم شمالاً، وتبعد عن كل من أرومية ومدينة أربيل في العراق بحوالي 150 كلم. أغلب سكان المدينة هم من الأكراد. وتوجد في المدينة أيضاً جامعة وتعد المدينة رمزاً وطنياً بالنسبة للأكراد، فقد كانت عاصمة لجمهورية مهاباد في عام 1945، ولكن في 16 ديسمبر 1946، غزتها القوات الإيرانية. و تشتهر هذه المدينة بصناعة أشهر أنواع السجاد والمنسوجات، ومن ابرز من أنجبتهم مدينة مهاباد الشاعر والكاتب الكردي هيمن و هژار.
واستنادا إلى احصاءات عام 2006 فإن ما يقارب 7% من مجموع 68،688،433 من الساكنين في إيران هم من الأكراد ويقدر عددهم بحوالي 6.2 مليون نسمة. يعيش معظم الأكراد في مهاباد ومحافظة کردستان محافظة کرمانشاه ومحافظة ايلام ومحافظه همدان ومحافظه لورستان ومحافظه بة ختياري.
واعاد الحدث الي الاذهان محاولات الاكراد الانفصال عن ايران حيث يشير مفهوم انفصال الأكراد في إيران إلى مختلف الأحداث التي قادها الأفراد أو المنظمات الكردية التي تطالب بـ الانفصال عن إيران. وتشير الأحداث الأقرب التي توصف في بعض الأحيان بالانفصالية إلى المظاهرات التي نشبت في محافظة أذربيجان الغربية المعروفة بهذا الاسم اليوم، والتي جاءت نتيجة كوارث ما بعد الحرب العالمية الأولى والثانية والتدخل الأجنبي المباشر، والأحداث الأخيرة المتمثلة في تمرد حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) في غرب إيران والذي بدأ في القرن الواحد والعشرين.
ولم تستخدم الحكومة الإيرانية مطلقًا هذا الشكل من الوحشية ضد مواطنيها الأكراد كما فعلت تركيا أو العراق، غير أنها في الوقت ذاته كانت حاسمة في رفض أي مقترح يقوم على أساس انفصال الأكراد. وعلى عكس البلدان الأخرى المأهولة بالسكان الأكراد، تتميز الشعوب الإيرانية بوجود علاقات لغوية عرقية وثقافية قوية بين الأكراد والفرس. إن حقيقة أن إيران ليست نتاج رسم الخريطة الإمبراطورية وأن الأكراد يتقاسمون الكثير من تاريخهم مع بقية إيران يمثل سببًا من وجهة نظر القيادات الكردية في إيران والتي لا ترغب في إقامة دولة منفصلة للأكراد. علاوةً على ذلك، لم تبد أعداد كبيرة من الأكراد في إيران أي اهتمام بإنشاء القومية الكردية، وبخاصة الأكراد الشيعة الذين رفضوا بقوة فكرة الاستقلال الذاتي، وفضلوا أن يكونوا خاضعين للحكم المباشر من طهران. ولم يجرِ التشكيك في الهوية الوطنية الإيرانية سوى في المناطق الكردية السنية الهامشية.
وقد اندلع التمرد الكردي في إيران في منتصف مارس عام 1979، بعد نحو شهرين من قيام الثورة الاسلامية الإيرانية، وأصبح الأكبر بين الانتفاضات على مستوى الدولة في إيران ضد النظام الجديد. وبينما حقق المسلحون الأكراد، الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بعض المكاسب الإقليمية في منطقة مهاباد وأطاح بالقوات الإيرانية من المنطقة، إلا أن هجومًا كبيرًا وقع في ربيع 1980 من قبل الحرس الثوري الإيراني قام بعكس مجرى التمرد.
وبعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، في سبتمبر 1980، تم بذل جهد أكبر من قبل النظام الإيراني لقمع التمرد الكردي، الذي كان الوحيد ضمن انتفاضات عام 1979 الذي لا يزال مستمرًا (تم قهر الانتفاضات العربية والبلوشية والتركمانية بالفعل قبل ذلك الوقت). وبحلول أواخر عام 1980، أطاحت القوات النظامية الإيرانية والحرس الثوري بالمتمردين الأكراد من معاقلهم، ولكن استمرت مجموعات من المتمردين الأكراد في تنفيذ هجمات متفرقة. واستمرت الاشتباكات في المنطقة حتى أواخر 1983.
وفيها قتل نحو 10000 شخص أثناء التمرد الكردي، منهم 1200 شخص من السجناء السياسيين الأكراد تم إعدامهم في المراحل الأخيرة من التمرد. وعاد النزاع الكردي الإيراني في عام 1989 فقط، بعد اغتيال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.