الداعية السعودي "سلمان العودة".. من المعتقل إلى العمل السياسي
السبت 14/ديسمبر/2019 - 10:09 ص
طباعة
أجلت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، محاكمة سلمان العودة إلى جلسة 3 فبراير 2019 القادم.
وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة وجهت 37 تهمة إلى الشيخ العودة، جميعها متعلقة بالإرهاب، فيما طالبت النيابة العامة بإعدامه تعزيرا.
واعتقلت السلطات السعودية "سلمان العودة"، في سبتمبر 2017، مع 20 شخصية أخرى، معظمهم من الدعاة، ووجهت له النيابة العامة 37 تهمة تتعلق بالإرهاب.
نشأته وتاريخه
سلمان بن فهد بن عبد الله العودة عالم دين ومفكر سعودي، ولد في جمادى الأولى عام 1376 هـ 1956 م في قرية البصر التابعة لمدينة بريدة بمنطقة القصيم، يرجع نسبه إلى قبيلة بني خالد، حاصل على ماجستير في السُّنة في موضوع "الغربة وأحكامها"، ودكتوراه في السُّنة في شرح بلوغ المرام / كتاب الطهارة، كان من أبرز ما كان يطلق عليهم مشائخ الصحوة في الثمانينيات والتسعينيات.
نشأ في مدينة البصر الصغيرة الواقعة غرب مدينة بريدة بمنطقة القصيم، وانتقل إلى الدراسة في بريدة، ثم التحق بالمعهد العلمي في بريدة وقضى فيه ست سنوات دراسية، وتتلمذ على العلماء عبد العزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، وعبد الله بن جبرين والشيخ صالح البليهي.
حفظ القرآن الكريم ثم الأصول الثلاثة، القواعد الأربع، كتاب التوحيد، العقيدة الواسطية، ومتن الآجرومية، متن الرحبية، وقرأ شرحه على عدد من المشايخ، منهم الشيخ صالح البليهي، ومنهم الشيخ محمد بن صالح المنصور، نخبة الفكر للحافظ ابن حجر وشرحه نزهة النظر، وحفظ بلوغ المرام في أدلة الأحكام، ومختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري، وحفظ في صباه مئات القصائد الشعرية المطولة من شعر الجاهلية والإسلام وشعراء العصر الحديث.
دراسته
تخرج في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم، ثم عاد مدرساً في المعهد العلمي في بريدة لفترة من الزمن، ثم معيداً إلى الكلية ثم محاضراَ، وعمل أستاذاً في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم لبضع سنوات، قبل أن يُعفى من مهامه التدريسية في جامعة الإمام محمد بن سعود وذلك في 15/4/1414هـ وذلك بعد إيقافه عن العمل الجامعي لتصريحه أكثر مرة من خلال محاضراته سواء بالجامعة، أو خارج الجامعة بأمور سياسية بحتة حبس لعدة سنوات بأحد السجون السياسية بمدينة الرياض، قبل أن يتم الافراج عنه والسماح له بإقامة المحاضرات الدعوية بعيدًا عن السياسة البحتة.
مسئولياته
- نائب رئيس منظمة النصرة العالمية.
- عضو مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
- عضو مجلس الإفتاء الأوروبي.
- عضو في عددٍ من الجمعيات والمؤسَّسات الخيريَّة والعلميَّة في العالم الإسلامي...
- أسس مجموعة "الإسلام اليوم" وأشرف عليها لعشر سنوات، ثم تولى الإشراف الدكتور عبدالوهاب الطريري.
موقفه من داعش والتحالف الدولي
كان صرح العودة أن تنظيم "داعش" يكرر أخطاء تنظيم "القاعدة" قبل عشر سنوات، على الرغم من أن القاعدة تلقَّنت بعض الدروس، متسائلًا: "هل معنى أن أي درس واجهه غيرك لا تقبله إلا إذا واجهته أنت؟"، وأشار إلى أن التنظيم أمامه تحديات صعبة من داخله ومن خارجه، في العالم العربي والعالم الإسلامي وفي العالم الغربي، لافتًا إلى أن غياب الرؤية السياسية كفيل بأن يُفجِّر أي مشروع، ومتسائلًا: "السلاح الذي تقاتل به من أين لك؟ أليس سلاح عدوك؟ وهل يصنع لك عدوك سلاحًا لتنتصر به عليه؟".
وقال العودة: "ما زلت أذكر شبابًا كانوا يرسلون لي (فاكسات) من الشيشان ومن أماكن عديدة يريدون من الناس أن يلحقوا بهم ويتركوا مشاريع التعليم والدعوة بالعالم الإسلامي، والآن ها نحن نعيد الخطأ في كل مرة ونبدأ من الصفر ولا نستفيد من تجارب الآخرين".
واعتبر العودة أن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية داعش، قدم دعاية مجانية للتنظيم.
ورأى العودة أن ذلك العدوان الدولي- على حد وصفه- أبرز تنظيم "داعش"، وجعله محطة لالتحاق الأفراد والجماعات الذين يكرهون أمريكا والغرب.
وغرد العودة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلًا: "قيام تحالف عالمي ضد مجموعة محدودة هو إعلان وتنصيب لها ليلتحق بها من المجاميع والعشائر من يكره الغرب وأمريكا.. فهو دعم في صورة حرب!".
موقفه من "عاصفة الحزم"
علق العودة، على عملية "عاصفة الحزم"، قائلا: إن الذين يرفعون شعارات الموت لأمريكا، نكتشف فيما بعد أنهم يعقدون صفقات معهم، مؤكدًا أن هناك اتفاقًا واضحًا بين أمريكا وإيران، ويُستخدم فيه الحوثيون.
وأضاف أن الشعوب العربية أصبحت أكثر إدراكًا، ولا تنطلي عليهم محاولات القفز على الحقائق، لافتا إلى أن الناس تعي جيدًا أن سب أمريكا، لا يمنع من يسبها من عقد تفاوضات واتفاقات، مشددًا على ضرورة الحفاظ على علاقة اليمن، بالدول العربية المجاورة لها.
وقال العودة إنه يجب ألا تكون هناك انتقائية في مواجهة ما وصفه بالإرهاب، وإن ما تفعله جماعة الحوثي في اليمن أكثر من الإرهاب، معتبرا أن إيران تشكل خطرًا على المنطقة؛ بسبب استغلالها للأقليات.
وأضاف العودة: إن اليمن شهد دعوات متعددة للحوار والالتقاء على كلمة سواء داخل وخارج البلاد، لكن هناك طرفا (في إشارة لجماعة الحوثي) استخدم القوة، وحاول أن يكسب الولاءات للتمدد بطريقة بعيدة عن الشرعيتين الدينية والسياسية.
وأضاف العودة أن الحوثيين أقلية في اليمن، حيث لا تزيد نسبتهم عن 5% من سكان البلاد، مشيرًا إلى أنه ينبغي لهم الحصول على حقوقهم سواء كانوا أقلية أم أكثرية، لكن هناك خطرًا في المرحلة الحالية من توسع الأقليات وهيمنتها على الأكثرية تحت ذرائع مختلفة، حسب تعبيره.
في سياق متصل قال العودة: إن "إيران تشكل خطرًا من خلال استغلالها للأقليات، وإنه يجب على العرب والمسلمين ألا يقفوا متفرجين وهم يشاهدون البلاد السنية وهي تتساقط في أحضان النظام الإيران".
وأضاف أنه ينبغي لإيران ألا تلعب على وتر ما وصفه بالتوتير الطائفي، معتبرا أنها تستفيد من المجاميع الشيعية في المنطقة بتوظيفها لتحقيق مصالحها، في حين تتضرر تلك المجاميع جراء خضوعها للتذبذب في قوة إيران وضعفها.
وأكد العودة أن الشيعة يشكلون نسبة 10% أو أقل في العالم الإسلامي، وأن هنالك ما يسمى بطغيان وتوسع الأقلية، معتبرًا أن من يروّج لمقولة وجود قوى غربية تحاول زرع صِدام بين السُّنَّة والشيعة.
موقفه من أزمة الخليج
حول الأوضاع في الخليج ومصر واليمن والشام والمغرب العربي توقع أن الفترة القادمة ستكون مليئة بمفاجآت سياسية قد لا يحسب البعض لها حساباً.
وأوضح أن المحللين السياسيين يجتهدون في عملهم بتوقعات وفق المعطيات والحسابات، إلا أنهم يغفلون عن تدبير الله للأشياء الذي يغير هذه الحسابات، ضاربًا المثل بحوادث سابقة كاغتيال السادات ودخول العراق الكويت وأحداث سبتمبر.
وطالب العودة بعدم صناعة الأعداء التي عدها شر صناعة، وأن تكون العلاقات والتحالفات مع الشعوب، وليس الحكومات التي تذهب وتجيء، منتقداً إنفاق بعض الأطراف الأموال والدعم الإعلامي واتخاذ موقف سياسي لتأييد آخرين لا يُضمن ولاؤهم أو تكتلهم إلى صفهم مستقبلاً.
مطالبته بإطلاق سراح المعتقلين
في مساء يوم الجمعة الموافق ١٥ مارس ٢٠١٣، وجّه العودة خطابًا مفتوحًا للنظام السعودي، وخصوصًا وزارة الداخلية، مطالبًا بأن يتم إطلاق سراح معتقلي الرأي، وامتصاص الغضب الشعبي المتعاظم فيما يتعلق بملف المعتقلين، درءًا لخطر الفتنة، وقد استخدم أسلوب حوارٍ هادئ وناصح في خطابه هذا، كما شهد بذلك كثيرٌ من علماء الدين والحقوقيين والمواطنين السعوديين.
انتقاده لأمريكا
اشتهر سلمان العودة من خلال انتقاده الشديد للتعاون مع الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية.
في مايو 1991، كان سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني وناصر العمر من بين الموقعين على خطاب المطالب، الذي شمل المطالبة بإصلاحات قانونية وإدارية واجتماعية وإعلامية تحت إطار إسلامي، وفي سبتمبر 1993 مُنع سلمان العودة وسفر الحوالي من إلقاء الخطب والمحاضرات العامة.
منعه من السفر
فوجئ العودة في يوليو 2011 بمنعه من السفر عندما كان متوجهاً إلى مصر لتصوير برنامجه التلفزيوني الرمضاني "حجر الزاوية"؛ حيث تلقى قرار منعه من السفر داخل مطار الملك خالد الدولي بالرياض، دون أن يبلغ رسميًّا بسبب المنع
اعتقاله
اعتقل العودة ضمن سلسلة اعتقالات واسعة، وقضى بضعة أشهر من فترة اعتقاله في الحجز الانفرادي في سجن الحائر، حتى أطلق سراحه في أبريل 1999.
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة منها: "شرح بلوغ المرام"، ""، "شرح كتاب العمدة في الفقه"، "تفسير إشراقات قرآنية"، "فقه العبادات"، "تعليق على مختصر صحيح مسلم"، "افعل ولا حرج"، "مع الله"، "مع المصطفى"، "مع العلم"، "أسئلة الثورة"، "بناتي"، "شكراً أيها الأعداء"، "كيف نختلف"، "طفولة قلب"، "أنا وأخواتها" و"زنزانة".
الأن
قال عبدالله العودة، نجل سلمان العودة، إن والده ما زال قيد الحبس الانفرادي منذ اعتقاله قبل 15 شهرا، حتي الأن.