اجتماع القبائل الليبية في القاهرة.. محاولة لاحتواء الأزمة الراهنة

الأحد 10/مايو/2015 - 04:25 م
طباعة اجتماع القبائل الليبية
 
تزامنًا مع المساعي الطائلة التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة برئاسة برنادينو ليون لاحتواء الأزمة في ليبيا، تسعى القبائل الليبية لحل الصراعات القائمة داخل البلاد.
اجتماع القبائل الليبية
فبعد أكثر من حوالي 7 أشهر حوار، شهدت حوارات ليبية في غالبية البلدان العربية، اتجهت رؤية التفاوضات الآن إلى القاهرة عبر وزارة الخارجية المصرية والتي أُعْلِنت عبر متحدثها الرسمي السفير بدر عبد العاطي استضافتها القبائل الليبية بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
ومع محاولات الحوار على مدار المرحلة الماضية في عدة بلاد بدأت في مدينة غدامس بليبيا، وانتهت بمدينة الصخيرات بالمغرب، باءت جميعها بالفشل الذريع لعدم وصول الأطراف المتنازعة إلى رأي موحد يدفع إلى استقرار البلاد.
من جانبه قال مسئول مصري اليوم الأحد 10 مايو 2015: إن اجتماع القبائل الليبية لتسوية الأزمة في البلاد، الذي ستستضيفه القاهرة، سيضم نحو 150 من زعماء القبائل من جميع أنحاء ليبيا.
 وأضاف أن الاجتماع سيعقد خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر مايو الجاري، مشيرًا إلى أن الاجتماع يهدف للتوصل إلى رؤية سياسية موحدة للقبائل الليبية لبدء مفاوضات تدفع البلاد نحو حل سياسي.
وأوضح المسئول المصري أن القاهرة وجهت دعوة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون للمشاركة، لكنه أكد أن الاجتماع سيكون برعاية مصرية وليس برعاية أممية.
اجتماع القبائل الليبية
وكان بيان الخارجية المصرية قال: إن اللقاء يأتي بهدف مساندة المؤسسات الشرعية للدولة الليبية المتمثلة بمجلس النواب والحكومة الشرعية، ودعم التوصل لتوافق وطني يُسهم في نجاح مسار الحوار الذي تقوده الأمم المتحدة في ليبيا.
وترعى الأمم المتحدة جولات حوار بين الأطراف الليبية، آخرها عقدت في مدينة الصخيرات أول أبريل الماضي بين وفود عن "المؤتمر الوطني" ومجلس النواب المنعقد في طبرق.
وسلم "ليون" أطراف النزاع في البلاد مسودة لحل الأزمة الليبية من ثلاث نقاط، تشكيل حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي من شخصيات مستقلة، واعتبار مجلس النواب في طبرق الهيئة التشريعية، وتأسيس مجلس أعلى للدولة، ومؤسسة حكومية، وهيئة صياغة الدستور، ومجلس الأمن قومي، ومجلس البلديات.
وتعددت جولات الحوار الليبي ما بين المغرب والجزائر قبل دعوة القاهرة إلى اجتماع القبائل، في الوقت الذي تحتدم فيه الصراعات على السلطة في ليبيا بين حكومتين، إحداهما معترف بها دوليًّا وتقيم في مدينة طبرق، والأخرى منبثقة عن المؤتمر الوطني العام والمحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وتقيم في مدينة طرابلس.
الأمين العام للأمم
الأمين العام للأمم المتحدة ليوناردو ليون
من جانبه أكد مصدر دبلوماسي أنهم وجهوا دعوة للأمين العام للأمم المتحدة ليوناردو ليون؛ حتى يكون هناك تمثيلا للأمم المتحدة، على غرار الجامعة العربية، وهذا لا يعني أنهم رعاة للاجتماع، لكن من الضروري أن يكون هناك حضور أممي؛ لأننا إذا كنا بصدد البحث عن حل سياسي يجب أن يكون من خلال المبعوث الأممي حتى نضمن أن ما ستتوصل إليه القبائل وما سيحظى بتوافق بينهم سيتم تطبيقه على الأرض.
وأضاف ليون أن الشخصيات الليبية التي ستحضر الاجتماع، الذي وصفه بأنه "ليبي- ليبي"، هم ممثلون عن مختلف القبائل الليبية في جميع أرجاء البلاد.
وتحرص مصر على توحيد الشعب الليبي ونبذ الفرقة التي تهدده، وللأهمية البالغة لدور القبائل الليبية والمجتمع الأهلي وتأثيرهما الواسع في جهود إعادة الوئام والاستقرار إلى الساحة الليبية.
الحوار الذي ينعقد في القاهرة، قد يكون مؤشرًا قويًّا لتوافق الأطراف المتنازعة، وقد يشهد نفس مصير الحوارات السابقة التي عقدت في مدن مختلفة لحل الأزمة، في كل الأحوال لن يكون أسوأ مما مضى، حيث إن الأطراف الليبية لها رؤية مختلفة تجاه مصر، وقد يكون الاجتماع في القاهرة دافعًا قويًّا لتوافق المتنازعين.

شارك