محاولات تركية لاستفزاز بشار الأسد.. وتجدد الاشتباكات المسلحة رغم المحاولات الأممية

الأحد 10/مايو/2015 - 08:52 م
طباعة معركة القلمون معركة القلمون
 
القوات التركية تنتهك
القوات التركية تنتهك الاراضي السورية
محاولة تركيا لفرض هيمنتها على سوريا لا تزال مستمرة، وتارة تقوم السلطات التركية بتدريب عناصر مسلحة لقتال قوات بشار الأسد، وتارة تعمل على تمرير شحنات السلاح إلى عناصر مسلحة تقاتل النظام السوري، وبعد عملية عسكرية شنتها القوات التركية لنقل ضريح سليمان شاه، قام اليوم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الحدود إلى سوريا لفترة قصيرة لزيارة ضريح سليمان شاه داخل الأراضي السورية في محاولة استفزازية للجانب السوري.
وسبق أن قامت تركيا بنقل الضريح من داخل سوريا إلى الحدود السورية التركية في عملية عسكرية وصفتها الحكومة السورية بأنها "عدوان سافر" في فبراير الماضي، 
كانت عملية تغيير مكان الضريح التي شاركت فيها دبابات وطائرات بدون طيار وطائرات استطلاع إلى جانب عدة مئات من أفراد القوات البرية هي أول توغل لقوات تركية في سوريا منذ بداية الحرب الأهلية هناك قبل أربعة أعوام.
عناصر الجيش السوري
عناصر الجيش السوري
ويري مراقبون أن تركيا عازمة على الاطاحة بنظام بشار الأسد، واستغلال شريط حدودي يصل إلى 900 كيلومتر الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من السلطة لكنها رفضت لعب دور عسكري بارز في ائتلاف عسكري تقوده الولايات المتحدة قائلة إن الهدف ينبغي أن يكون محاربة قوات الأسد وليس الاقتصار على ضرب أهداف للدولة الإسلامية.
وعلى صعيد الاشتباكات، اقتحم مقاتلون من تنظيم "جبهة النصرة" اليوم أحد أبنية المشفى الوطني في مدينة جسر الشغور شمال غرب سوريا، وذكر نشطاء أن مقاتلي "جبهة النصرة" والكتائب الإسلامية تمكنوا من التقدم والدخول إلى أحد المباني في المشفى الوطني" الواقع عند الأطراف الجنوبية الغربية لجسر الشغور"، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي النصرة والفصائل الإسلامية من جهة والقوات الحكومية المتحصنة داخل المبنى من جهة أخرى.
وجرت الاشتباكات بعد تفجير عربة مفخخة صباح الأحد في محيط المبنى يتحصن فيه قادة وعناصر من القوات السورية، وقال شهود عيان أن ضباطا كبار وعائلاتهم وموظفين كبار محاصرين في مشفي جسر الشغور من محافظة إدلب، وتحدثت تقارير عن وجود أكثر من 100 جندي سوري في مستشفى جسر الشغور محاصرين من قبل "جبهة النصرة" منذ مطلع الشهر الحالي.
يذكر أن مسلحي المعارضة المنتمين تحت لواء "جيش الفتح" الذي يضم فصائل سورية معارضة معظمها إسلامية (أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام)، حاصروا المشفي بعد سيطرتهم على مدينة جسر الشغور التي سقطت بيد "جيش الفتح" في 25 أبريل الماضي.
رئيس الوزراء التركي
رئيس الوزراء التركي
يأتي ذلك في الوقت الذى بدأت فيه الأمم المتحدة لسلسلة من المشاورات بشأن سوريا تشارك فيها إيران للمرة الأولى، ومن المنتظر أن تستمر هذه المناقشات حتى 30 يونيو في جنيف تحت إشراف المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، وأن تشمل 40 مجموعة سورية، و20 جهة فاعلة إقليميا ودوليا.
من جانبه قال محمد رضا جليلي، الأستاذ الفخري في معهد الدراسات العليا للعلاقات الدولية ودراسات التنمية في جنيف أن سوريا هي حجر الزاوية في المعادلة الاستراتيجية للصراع في الشرق الأوسط، فالأزمة السورية لديها امتدادات مهمّة ليس فقط في لبنان وإسرائيل، ولكن أيضا فيما يتعلّق بتركيا والأنظمة الملكية في بلدان الخليج الغنية بالثروات النفطية، وسوريا توجد ايضا على مفترق الطرق في كل الانقسامات الإقليمية في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، وستكون لتسوية الأزمة في سوريا تداعيات في جميع أنحاء المنطقة. 
شدد جليلي على أن إيران لديها من الوسائل ما يُعادل ما لدى روسيا للضغط على حكومة بشار الأسد، نظرا لأن إيران هي في الواقع الحليف الإقليمي الوحيد الأهم، وهذا منذ 30 عامًا، والمبادلات بين البلديْن متواصلة منذ فترة طويلة، إيران لن تقوم بدور حاسم، إذا ما اقتُرح تغيير الحكومة في سوريا، الآن كل المؤشرات الصادرة عن طهران تلتقي عند فكرة واحدة، وهو أن النظام الإيراني يريد الحفاظ على الأسد في السلطة.

شارك