مع التقدم في القلمون.. أنباء اعتقال "المملوك" تنذر بمزيد من تصدع جبهة الأسد الداخلية

الثلاثاء 12/مايو/2015 - 06:50 م
طباعة مع التقدم في القلمون..
 
عكست تصريحات مساعد وزیر الخارجیة الإيراني حسین أمیر عبد اللهیان، الذي قدم التهاني لنظام الرئيس بشار الأسد على الانتصارات التي حققتها قواته على الجماعات الإرهابية في منطقة القلمون، مدى الدور الذي تلعبه إيران من دعم قوات الأسد مادياً ومعنوياً، بعدما تكبدت أخيراً قوات الأسد خسائر فادحة، على يد قوات المعارضة السورية، والجماعات الإرهابية "النُصرة" و"داعش"، في وقت قال فيه مراقبون إن ما يدور في الداخل السوري ينذر بمزيد من التصدع، بعد أنباء احتجاز رئيس جهاز المخابرات السوري علي مملوك على خلفية اتهامات بالتخطيط للانقلاب على الأسد. 
وفي الوقت الذي، اعترف فيه ولأول مرة الرئيس السوري بشار الأسد، بالخسائر التي تكبدتها قواته، متهماً تركيا بتقديم الدعم للجماعات الإرهابية، قال عبد اللهيان، إن إيران ستواصل دعمها لنظام الأسد حتى آخر لحظة، وأن هذا القرار يعتبر "استراتيجي" بالنسبة لإيران.

مع التقدم في القلمون..
وقدم مساعد وزير الخارجية الإيراني التهاني لـ"الجیش السوري" بالإنجازات التي وصفها بـ"العظیمة" والتي حققها الجيش في القلمون، وكذلك ما قدمه في المناطق الشمالیة"، وأضاف: "الشعب السوري کما استطاع أن یُحبط مؤامرات الأعداء على الصعیدین السیاسي والمیداني فإنه قادر أیضًا علی إفشال مخططات الاعداء ومؤامرتهم المتمثلة بإثارة حرب نفسیة في المجتمع السوري".
وتابع، خلال لقائه مجموعة من الناشطین السوریین الموالين للرئيس الأسد الذين يزورن طهران: "لا شك أن مقاومة الشعب والجیش السوري وحکمة القیادة السوریة تمکنها من مواجهة الحجم الهائل من المؤامرات التي تُحاك، ضدها".
كانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت أمس بين "حزب الله" مدعوماً بغطاء جوي من القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد من جهة، وبين "جيش الفتح – القلمون" من جهة أخرى، في جرود رأس المعرة وجرود فليطة في سلسلة جبال القلمون الحدودية بين لبنان وسورية. 

مع التقدم في القلمون..
وأفاد مصدر عسكري بأن مجموعة مهمة من "حزب الله" محاصرة في منطقة الجبة وقطع عنها الإمداد، وتواترت معلومات عن فقدان "حزب الله" الاتصال مع ثمانية مقاتلين له منذ ليل السبت - الأحد في جرود الجبة، فيما نفت المصادر ذاتها التي تحدثت لوكالة أنباء "رويترز" أسر أمير قاطع القلمون في جبهة النصرة أبو مالك التلي، وأنه تم أسر بعض القياديين والمتشددين من جبهة النصرة.
انتصارات الأسد بلا شك كان لها عامل كبير في رفع معنويات قوات الأسد، في الوقت الذي تحدث فيه مراقبون عن وصول شحنات أسلحة إيرانية متقدمة للرئيس السوري من قبل طهران، فضلاً عن دور عناصر "الحرس الثوري الإيراني" وعناصر "حزب الله" في حسم المعركة.  

مع التقدم في القلمون..
إلى ذلك، نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرًا أمس يفيد بأن رأس النظام السوري بشار الأسد احتجز رئيس جهاز مخابرات النظام، وأحد أهم صناديقه السوداء علي مملوك، في منزله، بعد اتهامه بالتآمر للانقلاب عليه.
وبحسب الصحيفة، يتهم النظام علي مملوك بإجراء محادثات سرية مع دول داعمة للمعارضة المسلحة ومسؤولين منشقين عن النظام في الخارج، كما يتهمه أيضا بالاتصال بالحكومة السورية التي شكلتها المعارضة، وذلك بعد فقدان النظام للسيطرة على مدينة إدلب وجسر الشغور لمصلحة فصائل معارضة، وجبهة النصرة.

مع التقدم في القلمون..
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من النظام قوله، إن مملوك تواصل مع المخابرات التركية عبر وسيط، وأوضح المصدر أن رجل أعمال من حلب، ساعد المملوك على التواصل مع عم الرئيس السوري رفعت الأسد الذي يقيم في المنفي منذ اتهامه بمحاولة الانقلاب على النظام في الثمانينيات.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها، بأن الأسد بات يعاني للحفاظ على تماسك الحلقة الضيقة المحيطة به التي بدأت خلافاتها تتصاعد، فضلاً عن تصدع جهاز المخابرات السوري الذي منح صلاحيات واسعة خلال العقود الأربعة من حكم عائلة الأسد، مذكرة بالموت الغامض لرئيس جهاز الأمن السياسي رستم غزالة بعد تعرضه لهجوم من قبل رئيس جهاز الأمن العسكري رفيق شحادة الذي تم عزله من منصبه إلى جانب غزالة بعد خلافهما.
وأشارت "ديلي تلغراف"، إلى أن بعضاً من عناصر الحلقة الضيقة للأسد باتوا يتخوفون من تعاظم سلطة المسؤولين الإيرانيين في سورية، وكشفت الصحيفة عن جملة منسوبة لغزالة قبل موته قال فيها، إن "علي مملوك متذمر من كون الحرب تسببت في رهن سيادة البلاد لإيران".

مع التقدم في القلمون..
على الصعيد ذاته، وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو ضريح سليمان شاه التاريخي شمال سورية بمحاولة تسلل وانتهاك للقانون الدولي وسيادة الدول، كما اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أمس هذه الخطوة "استفزازية وخطيرة تسوق المنطقة نحو المزيد من التعقيد".
وشددت أفخم على ضرورة تجنب أي خطوة استفزازية واحترام القوانين الدولية وسيادة الدول على أراضيها، اعتبرت أن تركيا وبعض دول المنطقة ترتكب أخطاء حيال تقييمها للتطورات والأوضاع في سورية.

شارك