شيخ الأزهر على خط القضايا الساخنة.. والخطاب الديني

الأربعاء 13/مايو/2015 - 02:55 م
طباعة شيخ الأزهر على خط
 
استقبل الشيخ الطيب شيخ الأزهر أمس الثلاثاء 12 مايو 2015، وفدًا من مجلس الكنائس العالمي، لمناقشه "الجهود الرامية لمواجهه موجات الإلحاد، ودعم سبل التعايش بين أبناء الأديان والمذاهب المختلفة"، وفقا لما ذكرته "بوابة الأزهر" الرسمية.
واعتبر الطيب أن من وصفهم بـ"الشباب المؤمن" هم "سفراء العالم لمواجهه المشكلات، والتحديات التي تواجهه، والإلحاد هو أحد أهم هذه التحديات التي تستخدم وسائل الاتصال الحديثة لنشر هذا الداء، الذي يتسبب في شقاء الإنسان والمجتمعات"، على حد قوله، مطالبًا ببذل "مجهود أكبر في شرح الحقائق لهؤلاء الملحدين، ليس لجرهم لدين من الأديان، بل لإقناعهم بأن الدين حق، وأن ما في خيالهم ما هو إلا نوع من الأوهام الشيطانية."
وهاجم الطيب دعوات الجنس قبل الزواج وخلع الحجاب واصفًا إياها بـ"الدعوات الشاذة التي انتشرت أخيرا.. وتهدف إلى فرض نموذج الحضارة الغربية على المجتمعات المسلمة" مضيفا: "هذا أمر مرفوض، فكما أن المسلمين لا يحاولون فرض ثقافتهم على الغرب، فالمجتمعات المسلمة لا تقبل محاولات تغريبها وطمس ثقافتها وهويتها"، معتبرا أن تلك الدعوات "لا تخالف الإسلام فقط، بل تخالف تعاليم كل الأديان السماوية".
شيخ الأزهر على خط
يشار إلى أن دعوة "خلع الحجاب" صدرت عن الكاتب والصحفي، شريف الشوباشي، الذي كان قد دعا إلى مظاهرة في ميدان التحرير لتنفيذ عملية خلع علنية للحجاب، أما التصريحات المثيرة للجدل حول الجنس خارج الزواج، فصدرت عن المخرجة إيناس الدغيدي، وأثارت الكثير من ردود الفعل.
وبعيدًا عن الاتفاق والرفض لمثل هذه الدعوات فلم تقم المؤسسات الدينية بالرد العلمي على هذه الدعوات خاصة دعوى خلع الحجاب، فتلك المؤسسات تكتفي بالرفض للدعوة والتمسك بالحجاب على أنه فريضة إسلامية، رغم أن كثيرًا من العلماء المنتمين للأزهر وغيرهم قد بينوا في مواضع كثيرة أن الحجاب ليس فريضة إسلامية وحول فرضيته وعدم فرضيته قامت معارك كلامية كثيرة دون أن تتخذ المؤسسة الدينية موقفًا محددًا ونهائيًّا حول الحجاب، وليس هذا لب موضوعنا الآن ولكن الموضوع الرئيس الذي يشغلنا في تصريحات شيخ الأزهر هو موضوع "انتشار الإلحاد"؛ حيث إن قضية الإلحاد ليست جديدة، بل هي قديمة ويرجع البعض ظهورها إلى القرن الرابع الهجري، رغم هذا لم تقدم المؤسسة الأزهرية شيئًا لمواجهتها، بل تميزت مناهج الأزهر بالحشو الأسطوري ومناقشة قضايا تؤدي بالفعل إلى هجر الدين والإلحاد، ليس هذا فقط بل انسحاب المؤسسة الازهرية من المواجهة الحقيقية لتلك الجماعات الإسلامية التي تدعي امتلاكها الحقيقة وانتشارها في ربوع مصر دون تدخل المؤسسة الدينية، أوجد صراعًا في ذهنية المواطن المصري بين "الدين" الذي تطرحه تلك الجماعات و"الدين" الذي تطرحه المؤسسة الدينية؛ مما أدى في النهاية إلى عدم الوثوق في الطرفين ومحاولات البحث عن "دين" آخر ينال ثقة المواطن فأصبح المواطن مشتتًا بين تخريجات وأقاويل كثيرة ليس فيها شيء مؤكد أو موثوق، كل هذا يلقي على عاتق الأزهر مسئوليات كبيرة لحل كل تلك القضايا؛ حيث إن مشكلة الإلحاد لا يحلها مجرد تصريح هنا أو مؤتمر هناك، فبداية الحل يجب أن تكون بمشاركة الجميع في إنتاج خطاب ديني عقلاني مرتبط بالواقع وفقه الواقع وليس فقهًا يسمح بأكل لحوم البشر ومعاداة الآخر الديني وقتله، ولا فقه الحيض ورضاع الكبير، فهل يستطيع الأزهر كمؤسسة دينية لها ثقلها في المجتمع المصري الوقوف في مواجهة تلك الجماعات السلفية والتي تتبنى هذا الفقه الذي أشرنا إليه؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هل يستطيع الأزهر التخلي عن الخطاب المتعالي والنفر، وأن يتبنى خطابًا أكثر مرونة وعقلانية لمناقشة تلك الدعوات التي يصفها بالشاذة؟ 

شارك