"جند الله" الداعشية تؤجج الطائفية في باكستان

الأربعاء 13/مايو/2015 - 03:20 م
طباعة جند الله الداعشية
 
على خطى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام في ممارسة الذبح والقتل والإجرام ضد المدنيين العُزَّل قامت جماعة "جند الله" المنشقة عن حركة طالبان الباكستانية والتي بايعت "داعش" في أواخر عام 2014م بقتل 42 من المنتمين إلى المذهب الشيعي الإسماعيلي في هجوم مسلح على حافلة كانت تقلهم في مدينة كراتشي جنوب البلاد.
جند الله الداعشية
وقال أحمد شينوي رئيس لجنة الارتباط بين الشرطة والمواطنين في كراتشي: إن الحافلة كانت تقل عددًا من النساء والأطفال من أتباع المذهب الإسماعيلي، وإن الهجوم أسفر عن جرح 20 شخصًا، وقام المهاجمون الستة الذين كانوا يستخدمون دراجة بخارية بقتل الركاب عبر استخدام مسدسات من عيار 9 مليمترات، وقال المسعفون الذين استقبلوا المصابين إن معظمهم كانوا مضرجين بالدماء، وقد فقدوا الوعي لدى وصولهم إلى غرف الطوارئ.
جند الله الداعشية
وقالت زهرة يوسف، رئيسة مفوضية حقوق الإنسان الباكستانية: إن هذه هي المرة الأولى التي نرى هجومًا من هذا النوع ضد الإسماعيليين، لم يسبق أن حصل شيء بهذا الحجم من قبل، وإنه يدل على أن دائرة المعترف بانتمائهم إلى الإسلام "حسب تعريف الجماعات المتشددة " تضيق. 
وتحاول الجماعة الإرهابية "جند الله" الباكستانية تأجيج الصراع الطائفي في باكستان، وسبق لها أن قامت بتفجير في أحد مساجد الشيعة بمدينة شيكاربور الواقعة بولاية السند، على بعد نحو 470 كلم شمال كراتشي، وخلف الهجوم أكثر من 60 شهيدًا وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح من الشيعة الباكستانيين؛ وذلك في محاولة للظهور بعد مبايعتها للتنظيم الدموي "داعش" ومحاولتها توسيع نطاق تكفير الخصوم للفت الأنظار إليها بعد انشقاقها عن حركة طالبان الباكستانية بزعامة خمسة من القادة العسكريين لحركة طالبان الباكستانية السابقين، والذين مزقوا الحركة بين الولاء لزعيم طالبان الباكستانية الملا عمر، الذي تربطه علاقات وثيقة بالقاعدة وتنظيم "داعش".
جند الله الداعشية
تأجيج الطائفية أكدت عليه تصريحات الجماعة الداعشية المتتالية بقول أحد قادتها: "كل الجماعات المعادية للشيعة في باكستان سترحب بتنظيم داعش وتسانده في باكستان، لكن معظمهم لن يجاهر بإعلان ذلك بسبب ولائهم للملا عمر".
وقال فهاد مروات المتحدث باسم الجماعة: "إن الجماعة أعلنت مبايعتها بعد لقاء وفد من ثلاثة رجال يرأسه الزبير الكويتي، مع داعش وإن داعش أشقاؤنا.. ومهما كانت نواياهم سنساندهم".
 مبايعة جماعة "جند الله" تكشف طبيعة علاقات تنظيم "داعش" مع الجماعات المتشددة في العالم لترسيخ دولة الخلافة الإسلامية التي اجتذب حتى الآن جماعات طائفية متشددة، وعلى رأسها التنظيم الذي جند ما بين 10 آلاف و12 ألف مقاتل داخل باكستان في ظل منافسات قبلية لم تتجاهلها إيران التي أعلنت على لسان "مرضية أفخم" المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية الاعتداء الإرهابي، وأكدت على الوحدة بين المسلمين ومواساة وتعاطف الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبًا مع أسر الضحايا الشهداء، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين العمليات الإرهابية ضد العزل من أي طائفة أو دين في باكستان، وتعتبرها منافية لتعاليم الدين الإسلامي المبين والقيم الإنسانية.
جند الله الداعشية
وشددت على ضرورة التصدي للتطرف والحركات الإرهابية والتعاون والتضامن بين دول المنطقة في محاربة التطرف والإرهاب، وكذلك الحفاظ على الوحدة بين المسلمين في العالم أمام ممارسات أعداء الأمة الإسلامية الداعية إلى تمزيق الصف الإسلامي.
 وهو ما يكشف عن أن إيران و"داعش" يحاولان بكافة السبل والطرق خلق صراع طائفي في المنطقة هما أكثر المستفيدين منه على حساب حياة الأبرياء والعزل. 

شارك