بعد تخفيض التمثيل الخليجي في قمة كامب ديفيد.. الأسباب والدوافع والمستقبل

الأربعاء 13/مايو/2015 - 10:47 م
طباعة بعد تخفيض التمثيل
 
في تأكيد على طغيان الخلافات السياسية وـ خاصة الملف الإيراني ـ على العلاقات الأمريكية الخليجية، غاب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن قمة لدول الخليج العربية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسينضم بدلا من ذلك إلى ملكة بريطانيا الملكة اليزابيث لحضور مهرجان للخيول ويجري محادثات معها حول علاقات البلدين، وهو ما اعتبره مراقبون بأن القمة لا تجد ترحيبا من قادة الخليج، خاصة أن العاهل السعودي سبق وأن اعتذر عن الحضور، واكتفى بإرسال ولي العهد وولى ولى العهد.
ويري مراقبون أن هذه الخطوات رسالة موجهة إلى واشنطن تعبر عن رفض مفاوضات أمريكا والقوى الكبرى مع إيران بشأن برنامجها النووي، بالرغم من محاولات أوباما لطمأنة دول الخليج بعد أن توصلت القوى الست الكبرى الى اتفاق إطار مع ايران بشأن الحد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات على ايران، في ظل خشية دول الخليج من أن يقوي التوصل إلى اتفاق نووي نهائي إيران في المنطقة.

بعد تخفيض التمثيل
وفي  حوار نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة في لندن، قال أوباما إن إيران "منخرطة في تصرفات خطيرة ومزعزعة لاستقرار دول مختلفة في أنحاء المنطقة بما في ذلك دعم ايران لجماعات ارهابية، واعتبر أن ذلك يبرر أهمية الوصول الي اتفاق لكبح طموحات طهران النووية.
كما دافع أوباما عن التواصل مع طهران قائلا انه وسيلة لدمج ايران في المجتمع الدولي وتعزيز زعمائها الأكثر.
من جانبه قرر الملك حمد إرسال ولي عهده إلى الولايات المتحدة نيابة عنه فيما يبدو تعبيرا عن الرفض لمسعى أوباما للتوصل لاتفاق نووي مع إيران الخصم اللدود لدول الخليج العربية الحلفاء التقليديين لأمريكا، واعتبر مراقبين أن تقليل التمثيل الخليجي في هذه القمة من مستوى الملوك إلى ولى العهد سوف يحد من قدرة هذا اللقاء على حل الخلافات الأمريكية الخليجية بشأن كيفية التعامل مع إيران والحروب في المنطقة.

بعد تخفيض التمثيل
من جانبه قال الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات تعليقا على تخفيض مستوى التمثيل الخليجي بقوله " لا أعتقد أنهم يحملون احتراما عميقا أو ثقة عميقة تجاه أوباما ووعوده، هناك خلاف أساسي بين رؤيته لإيران ما بعد الاتفاق النووي المحتمل وبين رؤيتهم.
أضاف بقوله " هم يعتقدون أن إيران قوة مزعزعة للاستقرار وستظل كذلك، وربما أكثر زعزعة للاستقرار، لو رفعت العقوبات عنها.
على الجانب الآخر قال فرانك جاردنر، مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، إن الملك سلمان لن يغفر لأوباما أبدا إلغاءه الضربات الصاروخية على الرئيس السوري بشار الأسد في اللحظات الأخيرة في شهر سبتمبر 2013، عندما كان الملك سلمان وزيرا للدفاع في السعودية.

بعد تخفيض التمثيل
وفى تقرير لها، اعتبرت وكالة رويترز أن الجيل الجديد من القادة في منطقة الخليج الذي سيلتقي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما أكثر تأكيدا لدوره من جيل الآباء ويريد مجموعة من التحالفات بدلا من الاعتماد على واشنطن وربما يكون أكثر استعدادا لنطق كلمة "لا" للحليف الرئيسي، وسيكون أمير الكويت البالغ من العمر 85 عاما هو الوحيد من الحرس القديم من قادة مجلس التعاون الخليجي الذي يحضر قمة كامب ديفيد، كما يحضر القمة أيضا أمير قطر الذي يحكم بلاده منذ أقل من عامين.
ويرى التقرير أن القادة الأربعة الآخرين أرسلوا  نوابا أصغر سنا لأسباب منها مشقة السفر بالنسبة للحكام الأكبر سنا أو ربما عدم اقتناعهم بدرجة كافية بسياسات أوباما غير أن وجود النواب قد يشير مع ذلك إلى تحول لمرحلة جديدة في العلاقات الأمريكية الخليجية، خاصة أن دعم أوباما لانتفاضات الربيع العربي أثار استياء حكام دول الخليج العربية في عام 2011،  كما أنهم شعروا بأنه خذلهم بعدم الضغط بما يكفي على إسرائيل للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين ولإحجامه عن قصف سوريا بعد هجوم بالغاز عام 2013.

ونقل التقرير عن  مصطفى العاني المحلل الأمني العراقي الذي تربطه صلة وثيقة بوزارة الداخلية السعودية قوله "فجوة الثقة مازالت قائمة مع هذه الإدارة. فهل ستفي بوعودها؟ وليس السعوديون وحدهم الذين يشعرون بذلك بل الإمارات وقطر والبحرين."
بينما قال ثيودور كراسيك المحلل السياسي المقيم في دبي إن من المهم لأوباما أن يقضي وقتا مع القادة الأصغر سنا الذين سيكون لهم نفوذ في السنوات المقبلة وسيمثلون الطرف الآخر في المحاورات مع من يخلفه في الرئاسة، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء  عودة لنقطة بداية جديدة في العلاقات قبل عودة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدخول الساحتين الاقليمية والدولية، وحتى إذا كانت هناك خلافات فهذا الاجتماع سيُرسي أساسًا جديدًا للعلاقات الخليجية الأمريكية في عصر جديد.

شارك