ورطة تونس.. بين مكافحة الإرهاب ومحاربة المهاجرين غير الشرعيين

الخميس 14/مايو/2015 - 10:57 م
طباعة ورطة تونس.. بين مكافحة
 
في إطار الحرب على الإرهاب التي يشنها الجيش التونسي، وكذلك تنامي عمليات تهريب الأفارقة والعرب إلى أوروبا عبر عمليات هجرة غير شرعية عبر البحر المتوسط، سلمت الولايات المتحدة الأمريكية تونس 52 سيارة عسكرية من طراز "هامفي"، وهى معدات متعددة المهام ذات قدرة تنقل عالية وزورق ذو حجم 65 قدمًا (20 مترًا)، والتأكيد على أن  مركبات "هامفي" ستوزع "على جميع وحدات القوات المسلحة التونسية لتحسين قوة التنقل" لافتة إلى أن تونس "تستخدم المئات من هذه المركبات في تشكيلات عسكرية مختلفة لدعم العمليات البرية، مع الإشارة إلى  هذه الزوارق ستستخدمها قوات البحرية التونسية لتعزيز أمن المياه الإقليمية لتونس، مع الوضع في الاعتبار أن هذه هي الدفعة الأولى من ضمن 4 قوارب التي سيقع تسليمها خلال العام المقبل".

ورطة تونس.. بين مكافحة
وجاءت هذه المساعدات في الوقت الذى  أعلنت فيه وزارة الدفاع التونسية مقتل أربعة "إرهابيين" وإصابة آخرين خلال "اشتباك" فجر اليوم  بين الجيش ومتشددين بجبال سمامة من ولاية القصرين على الحدود مع الجزائر، بعد أن قامت تشكيلة عسكرية بالاشتباك مع مجموعة إرهابية متحصنة بجبل السمامة أسفرت في حصيلة أولية عن القضاء على 4 إرهابيين وإصابة عدد آخر منهم إصابات متفاوتة الخطورة.
وأكدت عدم تسجيل إصابات بصفوف العسكريين"، وأضافت "تمكنت الوحدات العسكرية من سحب وتأمين جثتيْن" دون تفاصيل عن الجثتين المتبقيتين، إلا أنه تم حجز معدات إلكترونية مختلفة وكمية من المؤونة وتحطيم سيارة كانت المجموعة الإرهابية تستخدمها في تنقلاتها بالمنطقة".
ويرى مراقبون أن هذه القوارب سوف تضاف إلى أسطول يتكون من 22 قاربا أمريكية الصنع تتراوح أحجامها بين 25 و65 قدما تم تسليمها منذ عام 2013،  وستمكن هذه القوارب من مزيد تعزيز الأمن البحري في تونس من خلال تكثيف دوريات مراقبة الحدود البحرية التي تقوم بها البحرية التونسية.

ورطة تونس.. بين مكافحة
يأتي ذلك بعد أن سبق وأعلن نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن واشنطن تعتزم مضاعفة مساعداتها سنة 2016 لقوات الأمن والجيش في تونس لتبلغ 180 مليون دولار، وذلك بعد هجوم دموي في 18 مارس الماضي على متحف باردو الشهير بالعاصمة تونس أسفر عن مقتل 21 سائحًا أجنبيًا وشرطيًا، وتبناه تنظيم "داعش" ، وأكد المسئول الأمريكي "نحن مستعدون لتقديم مساعدة وتدريب إضافي لقوات الأمن في تونس، هدفنا هو تعزيز قدرتها على هزيمة هؤلاء الذين يهددون الحرية وسلامة الأمة، مع الإشارة إلى أن هذه المساعدات تزيد من قدرات قوات الأمن في تونس لمواجهة التحدي المتمثل في الإرهاب الذي يهدد تونس والمجموعة الدولية بأسرها.
تأتى هذه المساعدات في الوقت الذى تواجه فيه تونس تحديات أمنية متصاعدة على خلفية انتشار الجماعات المسلحة بأنحاء البلاد والتي تتمركز في جبال الشعانبي، قادمة من مناطق الصراعات المسلحة في العراق وسورية وليبيا المجاورة، وسط تحديات أكثر صعوبة تتعلق بملفات التنمية التي ينتظرها المواطنون، في ظل بحث السلطات التونسية عن استراتيجية تستطيع من خلالها منع الإرهابيين من عبور أراضيها للمشاركة في القتال الدائر بسورية والعراق، متخوفةً في الوقت نفسه من خطر عودة الإرهابيين المشاركين في الحرب الدائرة بتلك الدول إلى البلاد مرة أخرى.
وكشفت الأجهزة الأمنية التونسية أكثر من مرة عن خلايا إرهابية بمناطق متفرقة بأنحاء البلاد، قالت إنها تخطط لتنفيذ عمليات عدائية واغتيالات سياسية، لكن على الجانب الآخر تشير تقارير صحفية وإعلامية إلى وجود معسكرات لتدريب المسلحين في تونس، وأن مسئولي تلك المعسكرات يقومون بتدريب الإرهابيين الراغبين بالانضمام إلى تنظيمات إرهابية تقاتل في سورية والعراق.

شارك