بعد سيطرة التنظيم.. الجيش العراقي يحرر "الرمادي" من قبضة "داعش"

الأحد 17/مايو/2015 - 01:00 م
طباعة بعد سيطرة التنظيم..
 
في خطوة ناجحة، وفي أقل من يوم، منذ إحكام قبضتها على بعض المناطق، استطاع التحالف الدولي، أن يجبر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بالانسحاب من منطقة حي الملعب بمدينة الرمادي، حيث شن التحالف ضربات جوية أجبرت عناصر "داعش" على الانسحاب من الموقع، تاركين المباني مشتعلة بالنيران.
بعد سيطرة التنظيم..
كانت قوات داعش سيطرت أول أمس الجمعة على المجمع الحكومي وسط الرمادي، والذي يضم مديرية شرطة محافظة الأنبار ومقر ديوان محافظة الأنبار ومكتب المحافظ ومقرات إدارية أخرى، بعد انسحاب القوات الأمنية منه؛ نتيجة شدة الاشتباكات وتفجير العربات المفخخة من قبل مقاتلي التنظيم.
هكذا تكون القوات الأمنية العراقية حررت نحو 75% من منطقة حي الملعب بمدينة الرمادي غرب بغداد، حيث سيطرت الوحدات الأمنية بشكل كامل على حي المخابرات.
كان أعلن قائم مقام الرمادي انسحاب مسلحي تنظيم "داعش" من المجمع الحكومي الرئيسي بمدينة الرمادي، بعد يوم من إعلان التنظيم سيطرته على المجمع.
من جانب آخر قال مصدر أمني عراقي: إن قوات عراقية مشتركة طهرت مناطق شرقي مدينة بيجي شمال العاصمة العراقية بغداد، مضيفًا أن القوات الأمنية، بمساندة الحشد الشعبي بدأت باستعادة قرية وجزيرة البعيجي شرق مدينة بيجي، التي تعد أحد أهم معاقل تنظيم "داعش" في المدينة.
وأكد أن تقدم القوات كان بسهولة من دون مقاومة من "داعش"، وأنها الآن تتقدم إلى قريتي الهنشي وجريش باتجاه مصفاة البترول "بيجي".
يأتي ذلك في أعقاب مطالبة صهيب الراوي محافظ الأنبار التحالف الدولي والحكومة بالإسراع بإرسال تعزيزات عسكرية كبرى لمطاردة داعش في الرمادي، وسط اتهامات للطرفين بأنهما سهّلا سقوط المدينة.
وقال الراوي: إن سيطرة "داعش" على المجمع الحكومي وسط الرمادي، ورفع راية التنظيم لا يعني سقوط المدينة والمحافظة، وإن هناك عددًا من المناطق في الرمادي ما زالت صامدة.
وأضاف الراوي أن تنظيم "داعش" أعدم 500 عنصر أمن مع عوائلهم في الرمادي بعد اقتحامها، وقال: على الحكومة والتحالف الدولي أن ينظرا بعين الاعتبار للدمار الذي خلفه التنظيم وتنفيذه مجازر كبيرة راح ضحيتها المئات من المدنيين والنساء والأطفال.
واتهم قيادات العشائر وسياسيون التحالف والحكومة بأنهما امتنعا عن وقف تقدم "داعش" نحو قلب المدينة، ومن ثمة السيطرة على المقار الحكومية، لافتين إلى أن لكل منهما حسابًا خاصًّا في سقوط المدينة.
بعد سيطرة التنظيم..
تعتبر هذه الخطوة إظهار لدوره التحالف في المعارك ضد التنظيم، وأن القصف الذي ينفذه الطيران هو الذي يسمح للقوات العراقية والميليشيات الشيعية بالتقدم، وقد أوقف القصف أكثر من مرة ليثبت هذا الدور مثلما حصل في دخول تكريت؛ حيث فشل الحشد الشعبي والقوات الحكومية في إحراز أيّ تقدم، إلا بعد مساندة طيران التحالف.
في سياق متصل، يتوقف القرار الحكومي في الحرب إلى موقف الأحزاب الدينية المهيمنة والتي تريد أن تقدم ميليشيا الحشد الشعبي على أنها الطرف الوحيد القادر على هزيمة داعش، وهو ما أثار غضب العشائر خاصة بعد المجازر ذات الصبغة الطائفية التي نفذتها الميليشيا الشيعية في أكثر من مدينة.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت: إن الحكومة المركزية هي وحدها من تتحمل سقوط مناطق الرمادي، قائلا: كنا نتوقع بأن الرمادي ستسقط نتيجة ضعف الدعم والتسليح الحكومي للعشائر الأنبارية.
وأجلت الولايات المتحدة الأمريكية مستشاريها وخبراءها العسكريين في قاعدة الحبانية العسكرية شرق الرمادي عبر طائرات عسكرية خاصة، ونقلتهم إلى المنطقة الخضراء في بغداد.
وقد دفعت سيطرة "داعش" على مناطق واسعة من المدينة، مئات العائلات على الهروب لينضموا إلى آلاف كانوا قد سبقوهم إلى بغداد.
بعد سيطرة التنظيم..
كان عضو مجلس الأنبار أركان الطرموز، كشف عن وجود صراع أمريكي إيراني يمارس في محافظة الأنبار هدفه تدمير الأنبار وقتل أبنائها لمصالح ضيقة، في إشارة إلى تأثير إيران على الأمريكيين بالسماح لقوات الحشد الشعبي بدخول الأنبار.
ولفتت بعض التقارير إلى أن مسلحي "داعش" سيطروا على أجزاء كبيرة من المدينة، وتعتبر الرمادي هي عاصمة أكبر محافظة في العراق وهي الأنبار.
وتشكل مدينة الرمادي أهمية كبيرة بالنسبة للتنظيم الذي يستميت في الدفاع عنها؛ وذلك لعدة أسباب: أولها أنها من ورقات الضغط الكبيرة على الجيش العراقي؛ نظرًا لموقعها الجغرافي وتخومها مع جارتيها بغداد وكربلاء، كذلك حدودها اللصيقة بسوريا تجعل من الممكن بل وربما من اليسير مد حدود دولة تنظيم "داعش" بين ما يسميها ولاية الشام والعراق، كما أنها تعد مركز أكبر المحافظات العراقية التي تشكل ثلث مساحة العراق، فضلًا عن الأهمية الكبيرة لسكانها الذين يعدون حوالي مليوني نسمة وغالبيتهم من العشائر، التي كانت أول من أسس الصحوات ضد المتشددين والمتطرفين في العراق إبان الاحتلال الأمريكية.
بعد سيطرة التنظيم..
ترجع أهمية تسليح العشائر في هذه المنطقة التي تطالب بالسلاح للوقوف إلى جانب القوات الحكومية في معركة طرد "داعش" خاصة، وأن بعض عشائرها كان ضحية مجازر منظمة ارتكبت على أيدي "داعش". 
كان أكد جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي أن واشنطن ستسرع في إرسال الأسلحة إلى العراق، مؤكدًا خلال اتصاله مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على دعم بلاده المستمر وعلى تسريع المساعدات العسكرية، والتي ستشمل أسلحة ثقيلة كالصواريخ المحمولة على الكتف لمواجهة السيارات المفخخة، والتي أجاد التنظيم تصفيحها.
وتحارب القوات الحكومية، داعش، منذ شهور في محاولة لاستعادة هذه المحافظة المهمة التي تحظى بموقع استراتيجي.
كان مجلس النوّاب العراقي يعتزم عقد جلسة طارئة لمناقشة تطورات الأوضاع في مدينة الرمادي، غرب البلاد بعد سقوطها بيد تنظيم داعش.
ودعا رئيس البرلمان سليم الجبوري في بيان له، لجان الأمن والدفاع وحقوق الإنسان والهجرة والمهجرين البرلمانية، إلى عقد جلسة استثنائية لبحث ومناقشة تطورات الأوضاع في الأنبار، وتوفير الدعم الملائم خصوصًا على مستوى الأمن ودعم وإغاثة النازحين.
وأكد الجبوري أن الأحداث في الأنبار تتطلب اتخاذ إجراءات سريعة لمساندة قوات الجيش والشرطة وأبناء العشائر في صد الهجمات التي تتعرض لها مدينة الرمادي والمدن الأخرى من قبل "داعش" الإرهابي، داعيًا إلى توفير الدعم اللازم للنازحين عبر التنسيق مع الوزارات المعنية.
وطالب رئيس البرلمان العراقي، المجتمع الدولي بالإسراع في زيادة الدعم العسكري والإغاثي والإنساني إلى العراق، وخصوصًا لمحافظة الأنبار.

شارك