لن ينسى الإخوان للسلفيين وقوفهم إلى جوار الشعب والجيش في مواجهة الجماعة، ولن يغفر أبناء البنا لقيادات الدعوة السلفية مشاركتهم في خارطة طريق المستقبل التي أعلنها الفريق أول عبدالفتاح السيسي عقب عزل الرئيس الإخواني، ولن يتوانى أتباع الجماعة المحظورة عن تشويه سمعة كل ما يمت للسلفية بصلة، أملًا في استعادة المجد الضائع؛ لذلك لم يكن غريبًا أن ينقل الإخوان صراعهم مع السلفيين من مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الفضائية إلى الشارع حتى لو وصل الأمر إلى استخدام العنف بين الطرفين.

فقد وصلت المعركة بين السلفيين والإخوان إلى مرحلة جديدة، فبعد أيام قليلة من اتهام حزب النور أعضاء بالجماعة باستهداف منزل أحد قياداتها في كرداسة، هدد أحد أنصار جماعة الإخوان أعضاء حزب النور وقياداتهم بأنهم لن يتركوهم إلا في المقابر.

فيما شن عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق، هجوم على حزب النور، ووصفه في تصريحات له بأنهم ليسوا متدينين كما يزعمون للناس. وفي المقابل رد جمال متولي، القيادي بحزب النور، على هذا الهجوم من جانب أنصار الإخوان، مطالبًا الجماعة بأن تنشغل بحل أزمتها، ولا توجه تهديداتها لحزب النور، وقال متولى في تصريحات صحفية: "على الإخوان وحلفائهم أن يشغلوا أنفسهم بالتفكير السوي السليم وتصحيح أوضاعهم وصورتهم أمام الشعب، بإعلاء المصلحة الوطنية ونبذ العنف بكل صوره وأشكاله". 

وأوضح القيادي بحزب النور أنه على الإخوان الدعوة مجددًا لتصحيح الأخطاء التي خصمت من رصيدهم في الشارع، بعد أن كانوا الكتلة الأولى في انتخابات ما بعد الثورة، مطالبًا إياهم بوقف التحريض على العنف، وأن لا ينشغلوا بالانتقام السياسي والذي يزيدهم بُعدًا عن الشارع، ويزيد من خصومة الشعب لهم. 

كما اتهم الدكتور أحمد شكري، عضو الهيئة العليا لحزب النور، جماعةَ الإخوان بالتسبب في جميع الاعتداءات التي يتعرض لها قيادات وأعضاء حزب النور، قائلا: إن "كل يوم تزداد اعتداءات الإخوان علينا، وتصل الاعتداء باستهداف المنازل والأسر والسيارات والمحلات في محاولة لإرهاب أعضاء الحزب وقياداته". وخلال شهر واحد تعرض أعضاء حزب النور لاعتداءين تركزوا في كرداسة تحديدًا، حيث تم استهداف عضوين لحزب النور بقنابل صوتية، فيما قام الحزب بتحرير محاضر ضد عناصر تنظيم الإخوان. 

والجدير بالقول هنا أن السلفيين توهموا أننا تخلصنا من الإخوان، لنترك الساحة لهم.. كي يصولوا ويجولوا في فتواهم الشاذة، وينسقوا ويتعاونوا مع الأمريكان لشغل فراغ الإخوان.. والانفراد باللعب في السياسة على وتر الدين.. نسي السلفيون أن الشعب المصري يعرف أنهم والإخوان وجهان لعملة واحدة.. ولا مجال ولا مكان لأدعياء الدين في السياسة.. فلم نتخلص من شيطان، ليقفز لنا شيطان آخر.