القوات السورية تلاحق داعش قبل تخريب "تدمر".. وغارات التحالف الدولي مستمرة

الأحد 17/مايو/2015 - 07:25 م
طباعة القوات السورية تلاحق
 
بعد إطلاق تحذيرات عديدة بشأن قرب توغل عناصر تنظيم داعش في مدينة تدمر الأثرية، وما تحمله من تراث إنساني وحضاري كبير، تمكنت القوات النظامية السورية من استعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش في شمال وشرق مدينة تدمر الأثرية بوسط سوريا بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي التنظيم، كما تمت استعادة التلة المطلة على المدينة وبرج الاذاعة والتلفزيون في شمال غرب المدينة إضافة إلى حاجز الست عند مدخل المدينة.
جاء ذلك بعد تمكن تنظيم داعش من التقدم والسيطرة على معظم الأحياء الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة تدمر، حيث دارت اشتباكات ضارية بين الطرفين أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن تسعة وعشرين عنصرًا من التنظيم المتطرف ومقتل وجرح ما لا يقل عن سبعة وأربعين عنصرًا من قوات النظام وقوات الدفاع الموالية لها.

القوات السورية تلاحق
وتضم مدينة تدمر في الجزء الجنوبي الغربي مواقع أثرية مصنفة على لائحة التراث العالمي وتعرف بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة، ما دفع بمنظمة اليونيسكو للإعراب عن قلقها إزاء تقدم تنظيم داعش منها، كما تشغل تدمر موقعا استراتيجيا نظرا لوقوعها وسط البادية السورية الحدودية مع محافظة الأنبار العراقية التي يسيطر التنظيم على جزء منها.
وسبق وناشدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" الحكومة السورية والمسلحين الإسلاميين المعارضين لها المحافظة على مدينة تدمر الأثرية، وذلك عقب ورود أنباء حول تقدم مسلحي تنظيم "داعش" صوب المدينة، وقالت مديرة اليونيسكو إيرينا بوكوفا إن المدينة تمثل "كنزا لا يعوض للشعب السوري وللعالم"، ودعت أطراف الصراع السوري إلى "حماية تدمر والحيلولة دون تدميرها".

القوات السورية تلاحق
وفي هذا السياق تمكنت قوات النظام السوري ومقاتلو حزب الله بعد اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي جبهة النصرة وفصائل ارهابية مقاتلة بدأت قبل أسبوعين، من السيطرة على نقاط استراتيجية في منطقة القلمون، اهمها تلة موسى وهي أعلى قمة في سلسلة جبال لبنان الشرقية وتشرف على الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا.
من ناحية اخري أعلن التحالف الدولي الذى تقوده الولايات المتحدة تنفيذ 18 ضربة جوية ضد أهداف لتنظيم داعش في سوريا والعراق منذ صباح يوم السبت بما في ذلك سبع ضربات قرب مدينة الرمادي التي اجتاحها التنظيم في الآونة الأخيرة.
وقالت قوة المهام المشتركة إن الضربات التي وقعت قرب الرمادي أصابت أهدافا بينها وحدات تكتيكية ومنشأة لتصنيع عبوات ناسفة بدائية الصنع ومباني اخرى، والاشارة إلى أن الضربات الجوية أصابت أهدافا قرب بيجي والفلوجة والموصل وسنجار وتلعفر، إلى جانب ثماني ضربات جوية في سوريا شملت أهدافا قرب الحسكة وكوباني.
الجيش  السوري من جانبه يصعد من عملياته لملاحقة عناصر تنظيم داعش، وتم الاعلان اليوم رسميا عن قيام الجيش السوري بقتل خمسة من قيادات تنظيم داعش في هجوم بشرق البلاد، وأن الخمسة الذين تمت تصفيتهم هم سعودي وتركي وشيشاني وأردني وعراقي.
وجاء إعلان الجيش السوري عن هذه العملية، بعد ساعات من اعلانه قتل القيادي في داعش أبو سياف، قبل أن يكشف البيت الأبيض عن قيام قوات خاصة بتصفية القيادي الداعشي.
واليوم كشفت وسائل اعلام امريكية عن تفاصيل مثيرة خاصة بعملية قتل "أبو سياف" القيادي في تنظيم "داعش" واعتقال زوجته داخل أراض خاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا، حيث أشارت المصادر إلى أن نحو 100 عنصر من القوات الدولية الخاصة المتعددة الجنسيات من بينهم وحدة "دلتا" للعمليات الخاصة الأمريكية شاركت في عملية اقتحام مقر "أبو سياف" في "حقل العمر" السوري النفطي وإن مواجهة نارية شديدة وقعت مع عناصر التنظيم هناك.

القوات السورية تلاحق
وأشارت المصادر الأمريكية إلى أن مروحيات "قامت بإنزال القوات الخاصة في الموقع، وجرت مواجهات وجها لوجه بين المقتحمين والعناصر المتشددة التي كانت تتولى الدفاع عن الموقع في باحاته الخارجية، لتتقدم مجموعات العمليات الخاصة بعد ذلك إلى مبنى كان "أبو سياف" قد لجأ إليه، وقامت القوات الخاصة قامت بتفجير "جزء من حائط جانبي في المبنى، لتدخل منه إلى داخل المبنى حيث كانت مجموعة أخرى من عناصر داعش تتحصن داخله، وقد حاولت العناصر المدافعة استخدام دروع بشرية والتحصن خلف نساء وأطفال كانوا بالمبنى، ولكن القوة المهاجمة نجحت بقتل المسلحين دون إلحاق الأذى بالمدنيين".
وخلال المواجهات، تعرضت إحدى المروحيات من طراز "بلاكهوك" التي استخدمتها القوات المهاجمة لطلقات نارية اخترقت هيكلها، ولكنها تمكنت مع ذلك من التحليق والعودة بسلام إلى قاعدتها، و رافق أحد المترجمين العرب القوة المهاجمة التي قامت بمصادرة معدات اتصال استخدمها "أبو سياف" قبل مقتله، كما صادرت مجموعة من الآثار والعملات التاريخية التي كانت في الموقع وهي تخضع للفحص الآن".

شارك