وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في "فينيسيا الصحراء" بعد معارك عنيفة

الإثنين 18/مايو/2015 - 02:39 م
طباعة وقف تقدم تنظيم الدولة
 
استطاعت قوات النظام السوري صد هجوم تنظيم "داعش" ومنعه من التقدم وفرض سيطرته على مدينة تدمر، حسبما أفاد به محافظ حمص. وكان التنظيم قد سيطر على أجزاء من المدينة؛ ما أثار فزع منظمة اليونسكو ودعوتها لحماية آثار المدينة. 
تمكنت القوات النظامية السورية أمس 17 مايو من استعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا بعد اشتباكات عنيفة، حسبما أفاد محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس، بقوله إنه "تم إفشال هجوم التنظيم وإقصاؤهم (جهاديي التنظيم) من الأطراف التي كانوا يتواجدون فيها في شمال وشرق مدينة تدمر"، إثر سيطرتهم عليها.
داعش" سيطر على الجزء الشمالي من مدينة تدمُر الأثرية
 والجدير بالذكر بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد سيطر على الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية. حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان. حيث تمكن مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي يوم السبت (16 مايو 2015) من السيطرة على مساحة كبيرة من الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية الواقعة في وسط سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: إن "تنظيم الدولة الإسلامية تمكن من التقدم والسيطرة على معظم الأحياء الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة تدمر"، مشيرًا إلى "اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام" في شمال تدمر.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" من جهتها عن مصدر عسكري قوله: إن "وحدة من قواتنا أحبطت محاولات تسلل واعتداء من مجموعات إرهابيي داعش على قمة البث الإذاعي جنوب غرب القلعة الأثرية في تدمر وقضت على عدد كبير من الإرهابيين".
وأضاف المصدر أن القوات النظامية "تمكنت كذلك من استعادة التلة المطلة على المدينة وبرج الإذاعة والتلفزيون في شمال غرب المدينة بالإضافة إلى حاجز الست عند مدخل المدينة"، مشيرا إلى أن "الأمور بخير الآن في المدينة ومحيطها". وأشار المحافظ إلى أن "العملية التي استمرت منذ يوم أمس ولغاية اليوم أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 130 جهاديًّا" من التنظيم.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق اليوم أن معارك عنيفة تدور بين قوات النظام السوري وجهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية" غداة سيطرة التنظيم على مساحة كبيرة من الجزء الشمالي من مدينة تدمر، وقال المرصد: "إن الاشتباكات لا تزال مستمرة في مدينة تدمر ومحيطها بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى"، مشيرا إلى "قصف متبادل بين الطرفين".
تدمر الأثرية أو فينيسيا الصحراء
والجدير بالذكر أن مدينة تدمر تضم مواقع أثرية مصنفة على لائحة التراث العالمي، وتعرف بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة:
 وهي المدينة التي تتمتع بأهمية تاريخية كبيرة، وأطلق عليه اسم "فينيسيا الرمال" أو بندقية الصحراء، وتدمُر هي آخر موقع يمكن للمرء أن يجد فيه غابة من الأعمدة والأقواس الحجرية وسط الصحراء. وكان الرحالة في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين عادة يذهلون عندما يرون تلك المساحة الواسعة من الخرائب الأثرية وسط الصحراء السورية، التي تقع تقريبًا في منتصف الطريق بين ساحل البحر المتوسط ووادي نهر الفرات.
وكانت تدمُر محطة للراحة والسقيا في طريق رحلات التجارة بين الشرق والغرب، وهنا بدأت قصة (بالميرا) اسمها في اللغة اللاتينية، وقد احتلت تلك المدينة مكانة بارزة في تاريخ الشرق الأوسط على الرغم من موقعها المنعزل.
لقد كانت متفردة تماما ثقافيًّا وفنيًّا. ففي الوقت الذي كانت فيه نخبة ملاك الأرض هي من يسير الأمور في المدن الأخرى، كانت طبقة التجار هي المهيمنة على الحياة السياسية في تدمُر، وتخصص التدمريون في حماية قوافل التجارة التي تقطع الصحراء.
وشكلت تدمُر، مثل فينيسا (البندقية)، مركزا لشبكة تجارية واسعة، إلا أن بحرها كان من رمال الصحراء وسفنها من الإبل.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" ايرينا بوكوفا الجمعة: "نحن قلقون للغاية ونتابع الوضع نظرًا للقيمة الكبيرة لهذا الموقع الروماني الأثري". وأضافت في مؤتمر صحافي خلال زيارتها بيروت: "مسئوليتنا أن ننبه مجلس الأمن الدولي ليتخذ قرارات حازمة".
وأضاف أن "حجم الخسارة إذا سقطت تدمر بيد داعش سيكون أسوأ من سقوط المدينة في عهد الملكة زنوبيا"، في إشارة إلى مراحل تاريخية سابقة حين تمكن الرومان من السيطرة على تدمر واقتادوا ملكتها زنوبيا إلى روما. 

شارك