تصاعد الاشتباكات في سوريا يقوّض الوصول إلى حلول سياسية

الإثنين 18/مايو/2015 - 08:51 م
طباعة اطفال سوريين يدفعون اطفال سوريين يدفعون ثمن الحرب بالوكالة
 
غياب الكهرباء فى
غياب الكهرباء فى ظل اشتداد المعارك
تستمر المعارك العنيفة في سوريا، وتقويض المحاولات الأممية لطرح حلول سياسية للأزمة السورية، التي تدخل عامها الخامس، حيث اندلعت اليوم اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحين حول قاعدة عسكرية جنوبي مدينة أدلب في إطار معركة أوسع نطاقا للسيطرة على المحافظة الشمالية الغربية، حيث تعد قاعدة المسطومة واحدة من آخر المعاقل الرئيسية للجيش في محافظة تسيطر عليها جماعات مسلحة منها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وحركة أحرار الشام الإسلامية.
ونتيجة اشتداد هذه المعارك ، تراجع إنتاج سوريا من الكهرباء بنسبة 56% عما كان عليه قبل اندلاع النزاع في منتصف مارس 2011، حيث كشف  مدير عام مؤسسة النقل في وزارة الكهرباء نصوح سمسمية أن كمية الطاقة الكهربائية المنتجة في العام 2011 بلغت نحو خمسين مليار كيلوواط ساعي، في حين انخفض حجم الإنتاج في عام 2014 إلى 22 مليار كيلوواط، وهذا يعني انخفاضا في إنتاج الكهرباء بنسبة 56% خلال سنوات الحرب، موضحا أن ذلك مؤشرا واضحا على حجم الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية لكل القطاعات الكهربائية".
ويرى متابعون تراجع  التغذية بالكهرباء وتضاعفت ساعات التقنين بالتيار الكهربائي في مناطق سورية واسعة منذ بدء النزاع بسبب تعرض الشبكات والمعامل ومحطات التغذية للتخريب أو الأضرار بسبب المعارك والقصف، في حين يحول الوضع الأمني المتدهور دون وصول الوقود بسهولة إلى محطات الإنتاج.
عناصر حزب الله يقاتلون
عناصر حزب الله يقاتلون فى سوريا
من جانبه وذكر التليفزيون الرسمي السوري أن وحدات من الجيش كبدت الجماعات المسلحة "خسائر كبيرة في العتاد والأفراد" في معارك إلى الشمال من المسطومة وحولها، بينما اشار شهود عيان إلى أن معظم القوات المتمركزة في مدينة ادلب انتقلت إلى المسطومة عقب سيطرة المسلحين على المدينة في مارس اذار، خاصة وأن القاعدة تستخدم لشن غارات جوية في محافظة ادلب.
وقال شهود عيان إن هناك اشتباكات مستمرة حول قرية فيلون إلى الغرب من القاعدة الواقعة على طريق رئيسي يتجه جنوبا من مدينة ادلب.
يذكر أن القاعدة تقع شرقي بلدة جسر الشغور التي استولى عليها المسلحون الإسلاميون في أبريل نيسان في هجوم جعلهم أكثر قربا من المناطق الساحلية التي تشكل المعقل الرئيسي للأقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد، ويري مراقبون أن هذه أصعب الفترات بالنسبة للأسد نتيجة اشتداد المعارك من كافة الجبهات المعارضة.
سوريا تعانى
سوريا تعانى
من جانبه تمكن الجيش السوري وبمساندة الطيران من تنفيذ عملية واسعة استعاد بها منطقة العامرية جنوب شرق تدمر من تنظيم داعش، وحصل على تعزيزات لاستعادة المواقع التي فقدها سابقا، ووصلت تعزيزات الجيش السوري إلى محيط مدينة تدمر الأثرية شرقي حمص، واشتباكات عنيفة اندلعت مع مسلحي داعش في برج القلعة الواقع إلى الجنوب من قلعة تدمر الشهيرة، ولم يهدأ سلاح الجو، فقد شن غارات منعت أرتال داعش القادمة من العراق والرقة من التقدم فضلا عن استهداف تجمعات المسلحين في المحور الشمالي الغربي من المدينة.
كما فككت وحدات الهندسة في الجيش السوري عشرات العبوات الناسفة، التي زرعها مسلحو التنظيم على طريق عام حمص- تدمر، فيما تقوم القوات الحكومية بتأمين محيط المدينة الأثرية وحشد قواتها لشن هجوم مضاد واستعادة المناطق التي خسرتها في وقت سابق ولا سيما منطقة السخنة.
وفى هذا الإطار نقلت مصادر تابعة لحزب الله اللبناني أن هناك حملة مستمرة لطرد المسلحين من مناطق كبيرة من سلسلة جبال القلمون التي تبعد مسافة قصيرة بالسيارة عن العاصمة دمشق، والاشارة إلى أن عشرة مسلحين قتلوا وأصيب 20 عندما هاجمهم الجيش السوري ومقاتلو حزب الله في منطقة القلمون وفي بلدة فليطة، كما تم نشر مشاهد ولقطات من عربة مدرعة ومن الجو للقتال في منطقة القلمون، وشوهد مقاتلو حزب الله وهم يطلقون النار.
ويري مهتمون بالشأن السوري أن حزب الله والجيش السوري حققا انتصارات كبيرة ضد المسلحين في الجبال الواقعة شمالي دمشق في الأسبوع الماضي مما يعزز قبضة الأسد على المنطقة الحدودية.

شارك