الأزهر والمثقفون.. وتجديد الخطاب الديني

الثلاثاء 19/مايو/2015 - 03:26 م
طباعة الأزهر والمثقفون..
 
في خطوة جديدة على خطى تجديد الخطاب الديني وفي إطار جهود الأزهر الشريف في هذا المجال، فإن الأزهر الشريف بصدد عقد لقاءات مع عدد من المثقفين والمفكرين والعلماء؛ من أجل المشاركة في صياغة وثيقة تَصدر من الأزهر الشريف وتتناول آليات وضوابط تجديد الفكر والخطاب الديني لكي تُسهم الوثيقة فور صدورها في وضع أسس حقيقية وخطط جادة، ورؤى عملية تحمي المجتمع من الفكر المتطرف الذي بات يهدد الاستقرار والأمن المجتمعي.
يشارك بجوار علماء الأزهر في صياغة هذه الوثيقة الوطنية، عددٌ كبيرٌ من الباحثين والمفكرين والمثقفين والكتَّاب من كافة الاتجاهات الفكرية والسياسية والثقافية؛ لعرض رؤاهم ومقترحاتهم حول آليات وضوابط تجديد الفكر والخطاب الديني خلال الحلقات النقاشية التي سوف يتبناها الأزهر، ومن المقرر أن تبدأ هذه اللقاءات بداية الأسبوع المقبل.
وتأتي فكرة إطلاق وثيقة الأزهر حول آليات وضوابط تجديد الفكر والخطاب الديني ضمن جهود الأزهر الشريف المتواصلة لمكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة، واستلهامًا لتجارب ناجحة تبناها الأزهر الشريف، ومن بينها الوثيقة التي أصدرها الأزهر في يونيو 2011 كاقتراح لتنظيم مستقبل مصر، وكذلك وثيقة الأزهر لنبذ العنف والتي أُطلقت في يناير 2013، وقد أسهمت كلتا الوثيقتين في تحقيق الأهداف المرجوة منهما.
الأزهر والمثقفون..
وسوف يعقب إصدار الوثيقة- بعد اكتمالها- التنسيق مع كافة الجهات المعنية في الدولة لتنفيذ توصياتها على أرض الواقع بمشيئة الله تعالي.
بالرغم عن ذلك لم يقم الأزهر حتى الآن بطرح رؤيته حول تجديد الخطاب الديني، سوى التمسك بما يسميه ثوابت الدين التي لم يعلن عنها أيضًا، ولكنه يكتفي دومًا بطرح ألفاظ فضفاضة غير محددة وعناوين تقبل الأخذ والرد دون تحديد فما كنا نرجوه من الأزهر مع هذه الخطوة، والتي تعد الخطوة الأولى نحو تجديد الخطاب الديني، هو وضع رؤيته الخاصة والتي يتم النقاش حولها، كذلك لم يعلن عن هوية المثقفين أو المفكرين الذين سوف يناقش معهم هذه الخطوة، وهذا ما يضفي حالة من الضبابية حول الموضوع من ناحية، ومن ناحية أخرى يبث حالة من حالات عدم الثقة في جدية ما يقوم به الأزهر، فالخطاب الديني ليس حكرًا لأحد حتى يتم اختصاره في مؤسسة الأزهر، ومن ترتضيه أن يتحدث حوله. 
فقد أصدر الأزهر وثيقتين قبل ذلك، ولم يشعر بهما أحد لأنهما صدرا في إطار نخبوي، وليس في إطار عمل مجتمعي، وهذا ما يجعلنا نؤكد على ضرورة التعاون مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وكذلك الحركات والتنظيمات الشبابية للاقتراب بهذا الخطاب إلى الشارع والمواطن قدر الإمكان، خاصة الأماكن الفقيرة والأشد فقرًا والتي تعد بيئة حاضنة للإرهاب ومصدرة له.

شارك