قبل الانتخابات البرلمانية.. انتقادات داخلية للرئيس التركي بسبب مواقفه العدائية لمصر

الثلاثاء 19/مايو/2015 - 10:07 م
طباعة قبل الانتخابات البرلمانية..
 
قبل الانتخابات البرلمانية..
المحاولات التركية للتدخل في الشأن المصري لا تزال مستمرة، ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمحاولة تأليب المجتمع الدولي على مصر، بعد صدور أحكم بالإعدام بشأن عدد من قيادات الاخوان، وكذلك تحويل أوراق محمد مرسي الرئيس المخلوع إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الفقهي في الإعدام في إطار القضايا المتهم فيها محمد مرسي وآخرون من جماعة الاخوان، حذر ناطق باسم الرئاسة التركية، من اضطرابات ستجتاح الشرق الأوسط، إذا نفّذت مصر حكم الإعدام في مرسي وقياديين في جماعة الإخوان المسلمين، والإشارة إلى أن أنقرة ستعمل مع مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وستتخذ كل الخطوات اللازمة في هذا الصدد.
ويرى مراقبون أن أردوغان يسعي لإشغال الرأي العام التركي بقضايا خارجية مع قرب انعقاد الانتخابات البرلمانية التركية،  خاصة في ظل تقارير تشير إلى تراجع شعبية أردوغان خلال الفترة الأخيرة نتيجة التحديات التي تواجه الحكومة التركية في ظل تراجع الأداء الاقتصادي التركي، وانتشار الاحتجاجات وقمع الحريات، إلى جانب محاولات القبض على رجال عبد الله جولن في مختلف مؤسسات الدولة، في إطار الحرب التي يقودها أردوغان وحكومته ضد جماعة جولن واعتبارها جماعة ارهابية تهدد الأمن القومي التركي.
قبل الانتخابات البرلمانية..
من جانبها أوقفت شركة توفاش التركية لصناعة السيارات الإنتاج في مصنعها الرئيسي مع تفاقم الاحتجاجات على ظروف العمل، ما ينذر بإحراج رئيس البلاد رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية، ويرى مراقبون أن  سمعة أردوغان مهددة مع تباطؤ النمو وبقاء معدل البطالة فوق 11 بالمئة، خاصة أن هذا المصنع هو أكبر مصنع لإنتاج السيارات في تركيا ويقع في مدينة بورصة بشمال غرب البلاد وتديره أوياك رينو وهي مشروع مشترك بين رينو الفرنسية وصندوق أوياك لمعاشات تقاعد الجيش التركي.
وكان مسئولون نقابيون قالوا إن التحركات العمالية بلغت مرحلة الاحتجاج لكنها لم تصل بعد إلى الإعلان رسميا عن الإضراب، وقال متحدث باسم أوياك رينو إن الاحتجاج وصل إلى درجة تشكل "خطرا كبيرا" على قطاع السيارات.
وتلقى الاحتجاجات الضوء على ما يراه المنتقدون تناقضات التقدم الاقتصادي في تركيا، وهي أن سنوات من النمو السريع لم يصاحبها تحسن كبير في ظروف العمل، حيث يعمل نحو 40 في المائة من العمال الأتراك 50 ساعة أسبوعيا أو أكثر وهو المعدل الأعلى بين اكثر من 30 بلدا عضوا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
يأتي ذلك في الوقت الذى تراجعت فيه وسائل إعلام تركية كانت تسعى إلى الحفاظ على حيادها، أمام استقطاب قوي بين غالبية إعلامية موالية لأردوغان، وأقلية معارضة بشدة، بينها وسائل إعلام إسلامية تابعة لجماعة الداعية المعارض فتح الله جولن، مثل زمان ودوجان، وبدأت الحكومة بالعمل لإغلاق هذه الوسائل، بعد تسجيل جماعة جولن بوصفها تهديداً، وذلك في محضر اجتماع مجلس الأمن القومي مطلع الشهر، واعتبارها جماعة إرهابية يجب استئصالها من جذورها.
قبل الانتخابات البرلمانية..
من جانبها أكد صحيفة مونيتور أنه على عكس ما حدث في مصر، لم يكن هناك سيسي في تركيا للقيام للإطاحة بحكومة أردوغان بعد احتجاجات شعبية في ميدان تكسيم، وعندما عانت حكومة أردوغان من ضربة ثانية في ديسمبر 2013 مع تحقيقات الفساد التي أُجريت من قِبل أنصار جولن في جهاز الشرطة وأعضاء النيابة العامة، تم تمديد نظرية المؤامرة كما يزعم أردوغان.
شدد التقرير على أن السبب في اعتقاد أنصار حزب العدالة والتنمية أنّ اتجاه أردوغان السياسي هو الذي يتعرض للهجوم والقمع،  وعلى الرغم من أن أردوغان كان في السلطة لمدة 13 عامًا، ويمتلك قوة لم يسبق لها مثيل منذ عهد أتاتورك، لكن اضطهاد الإخوان المسلمين في مصر يوفر له ولأنصاره شعورًا قويًا بأنهم الضحية، ونتيجة لذلك؛ فهم يتجاهلون تمامًا آراء المعارضة التي تقول بأن حزب العدالة والتنمية هو الظالم الحقيقي وبأنّ المعارضة هي المظلومة، وفى ذات الوقت تحاول المعارضة التركية أن تعارض انحياز حزب العدالة والتنمية إلى السياسة المصرية، وتجنب التعاطف مع نظام السيسي في ذات الوقت، وهو شيء يلوم بسببه حزب العدالة والتنمية المعارضة باستمرار، لذلك؛ دعا كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، القاهرة إلى وقف الإعدام السياسي، لكنه انتقد أردوغان بسبب الانحياز".
واعتبر التقرير أن هناك الكثير من الانتقادات الموجهة لـ أردوغان وحزب العدالة والتنمية، منها أن الدعم العاطفي لجماعة الإخوان المسلمين لا يساعد هذا الأخير، لكنه يساعد فقط في استعراض عضلات حزب العدالة والتنمية في الداخل،  كما انتقد بعض المراقبين السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية بسبب تشجيع أصدقائهم المصريين لمتابعة طريق النصر في أعقاب الربيع العربي، الأمر الذي أثار المؤسسة القديمة ، حيث كانت جماعة الإخوان المسلمين قلقة بشأن المنافسة في الانتخابات الرئاسية في مصر، ولكن حزب العدالة والتنمية شجع الإخوان للقيام بذلك رغم خطورته، ويدفع الآن الاخوان المسلمين ثمن هذه المجازفة.

شارك