هل ينجح "داعش" في تحويل ليبيا معقله الرئيس في إفريقيا؟

الأربعاء 20/مايو/2015 - 10:55 ص
طباعة هل ينجح داعش في تحويل
 
فجر تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، وتناول مساعي قادة تنظيم (الدولة الإسلامية) في سوريا، تحويل ليبيا إلى معقلهم الرئيسي في إفريقيا، موجة من التساؤلات حول إمكانية تحقيق ذلك.
الصحيفة من جانبها قالت في عددها الصادر أمس الثلاثاء أن التنظيم يرسل أعدادًا متزايدة من مسلحيه والمدربين إلى ليبيا، بالإضافة إلى تكثيف تدفق الأموال؛ من أجل توسيع دائرة نفوذه في البلاد، فيما زعم مسئولون عسكريون أمريكيون منذ شهر أن تنظيم "داعش" عزز مواقعه في ليبيا، ويسعى لزيادة شعبيته في صفوف المجموعات المتطرفة في هذه البلاد وعبر العالم.
وقال أحد المسئولين الأمريكيين للصحيفة: "بات لـ"داعش" في الوقت الراهن تواجد عملياتي (في ليبيا)، وهو يسعى لتحويل ليبيا إلى معقله الرئيسي في إفريقيا". وأضاف: "باتت ليبيا جزءًا من خريطة الإرهاب الخاصة بهم (الدواعش)". 
ولعل النجاحات التي يحققها التنظيم على الأرض دفعت مجموعات متطرفة عبر العالم إعلان انتسابها إليه؛ من أجل الاستفادة من الصورة الإعلامية التي خلقها التنظيم لنفسه، وهو الأمر الذي ربما استفاد التنظيم منه، باعتباره دليلًا على "توسع الخلافة"، لكن النجاحات الأخيرة لـ"داعش" في شمال إفريقيا، تعد أول توسع حقيقي لنفوذ التنظيم الإرهابي خارج المشرق العربي.
هل ينجح داعش في تحويل
وحذرت الصحيفة من أن تعزيز موقع "داعش" في ليبيا يعني أيضًا توسع قاعدة الإرهابيين لتدبير هجمات جديدة في شمال إفريقيا وحتى في أوروبا، وقالت تقارير إعلامية: إن الولايات المتحدة لا تخطط لتوسيع حملتها الجوية ضد "داعش" لكي تشمل مناطق في إفريقيا الشمالية، وتابعت أنه لا توجد في ليبيا قوات مسلحة تثق بها واشنطن ويمكن التعاون معها لدى توجيه ضربات جوية إلى مواقع التنظيم، على غرار ما يحدث في العراق.
وربما يكون للولايات المتحدة الأمريكية أغراض أخرى في ليبيا، ففي حين ترفض دعم الجيش الوطني الليبي، بالسلاح ورفع الحذر عن تسليحه؛ تسبب ذلك في عدم قدرته على فرض سيطرته على المدن الليبية الكبرى الأخرى.
المشهد الليبي يزداد تعقيدًا باستمرار الميليشيات المنضوية تحت لواء عملية "فجر ليبيا" وميليشيات أخرى تابعة للطوارق وقبائل التبو، سيطرتها على النصف الغربي من البلاد باستثناء منطقة الزنتان، كما تسيطر فصائل "فجر ليبيا" و"أنصار الشريعة" على العاصمة طرابلس، وهناك أيضًا تواجد قوي للمتطرفين بمن فيهم مسلحون موالون لتنظيم "داعش" في سرت ونوفيليا وبنغازي ودرنة.
هل ينجح داعش في تحويل
ورغم محاولات اللواء خليفة حفتر، السيطرة إلا أن الأوضاع ما زالت معقدة، حيث يخوض "حفتر" معارك يومية مع الجماعات المسلحة؛ بهدف السيطرة الكاملة على بنغازي، بعدما سقط الجزء الأكبر من المدينة في أيدي تلك الجماعات في يوليو الماضي. 
وتدعم مصر بقوة الحكومة الليبية، حيث تدرك تماماً خطورة أن يسيطر التنظيم الإرهابي على مساحات واسعة من ليبيا، التي تمتد حدودها لمئات الكيلومترات مع مصر، وهو الأمر الذي ربما يُصعب من رغبة التنظيم.   

شارك