استمرار العمليات الانتحارية على يد المجاهدين الألمان

الأربعاء 20/مايو/2015 - 01:07 م
طباعة استمرار العمليات
 
تحدث تنظيم "الدولة الإسلامية" عن "عملية ناجحة" نفذها انتحاري ألماني في العراق، وحسب بيان للتنظيم الإرهابي فإن الجهادي "أبو محمد الألماني" فجر نفسه في تجمع للجيش العراقي في مدينة بيجي؛ ما أوقع "عشرات القتلى والجرحى".
أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميًّا باسم "داعش" عن "عملية ناجحة" نفذها جهادي ألماني في العراق. وحسب التنظيم الإرهابي فإن "أبو محمد الألماني" (الاسم الذي أطلقه التنظيم على الجهادي) نفذ تفجيرًا انتحاريًّا ضد تجمع للقوات العراقية قرب مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بحسب بيان وصور تداولتها الاثنين 18 مايو 2015 منتديات إلكترونية جهادية.
وورد في بيان التنظيم الإرهابي أن "الأخ أبو محمد الألماني" تقدم بسيارة مفخخة تحمل 1,5 طن من المتفجرات على تجمع للجيش العراقي غرب مدينة بيجي "موقعًا عشرات القتلى والجرحى بينهم، فيما فر من تبقى مخذولين مذعورين، وحرقت آليتان هامر وأخرى جرافة".
كما نشر ما يسمى بـ "المكتب الإعلامي في ولاية صلاح الدين" التابعة للتنظيم صورة الجهادي الألماني، وهو يحمل بندقية رشاشة ويضع على رأسه قبعة سوداء عليها شعار تنظيم "الدولة الإسلامية". بَيْدَ أنَّ التنظيم امتنع عن تقديم معلومات أكثر عن الجهادي.
وكانت مدينة بيجي، القريبة من كبرى مصافي النفط، من المناطق التي سيطر عليها الجهاديون في هجوم كاسح شنوه في شمال العراق وغربه في يونيو 2014. وتمكنت القوات العراقية من استعادة المدينة في نوفمبر، إلا أن التنظيم عاد وسيطر على معظم أحيائها.
والجدير بالذكر أن نشاط الجهاديين الألمان في المناطق التي تسيطر عليها "داعش" لا يقتصر على العمليات الانتحارية والقتال فحسب، بل أيضا يشمل حراسة وتعذيب معتقلي التنظيم الإرهابي، وفق تقرير صحفي ألماني يستند إلى معلومات أحد الجهاديين العائدين إلى ألمانيا. 
حيث إن الجهاديين الألمان يعملون كحراس في معتقلات التعذيب التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وإنهم ضالعون أيضًا في أعمال التعذيب، وفق معلومات توصل إليها صحفيو صحيفة "زود دويتشه تسايتونج"، ويحقق الادعاء العام الألماني في هذه الاتهامات. ووفقًا لمعلومات الصحيفة، فإن جهاديين متطرفين يحملون الجنسية الألمانية قد عملوا في معتقلات تمت فيها فيما بعد عملية قطع رءوس الرهائن الأمريكيين والبريطانيين واليابانيين. وجاء في التقرير أن المعلومات أدلى بها شاب ألماني يبلغ من العمر 27 عامًا، وكان بدوره عمل حتى يونيو من العام الماضي في عدة معتقلات مختلفة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية".
ويحوم الغموض حول كيفية خروج هذا الشاب من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي وعودته إلى ألمانيا. ووفقًا لتقرير "زود دويتشه تسايتونج" فإن خبراء في الإرهاب من المكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة لا يزالون يحققون مع هذا الشاب.
استمرار العمليات
ووفقًا للمصدر ذاته، فإن التحقيقات أفضت إلى معلومات مفصلة، من بينها أن الشاب قد تعرف خلال فترة اعتقاله لمدة عام تقريبًا على عدد من الرهائن الذين تم إعدامهم من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" في وقت لاحق على غرار الرهينتين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف. وقال الشاب إنه كان شاهدًا على عملية إعدام أحد الرهائن رميًا بالرصاص، مضيفًا بأنه قد قابل أيضا جلاد "داعش" المعروف باسم "الجهادي جون"، الذي تقول السلطات البريطانية إنه الكويتي المولد محمد إموازي.
ووفقًا للمعلومات التي أدلى بها الشاب الذي يقول إنه كان معتقلًا لدى تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإن الجهاديين الألمان لا يعملون كحراس فحسب، بل إنهم ضالعون أيضًا بشكل مباشر في عمليات التعذيب في معتقلات "داعش". ومن بين هؤلاء الجهادي الألماني فيليب بي، أحد أشهر الجهاديين الألمان الذين اعتنقوا الإسلام قبل أن يلتحقوا بالجهاديين في سوريا، ويلقى حتفه كانتحاري في العراق.
ويشار إلى أن عشرات الجهاديين الألمان قتلوا في القتال مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، بينهم العديد من الانتحاريين. وقالت مفوضة العدل في الاتحاد الأوروبي فيرا يوروفا في أبريل الماضي: إن ما يقدر بخمسة إلى ستة آلاف أوروبي يقاتلون مع التنظيمات الجهادية في سوريا من بينهم 650 شخصًا ألمانيًّا، وفق تصريحات وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير.
وأكد الوزير الألماني أن الأجهزة الأمنية الألمانية جمعت في الإجمال "كمية لا بأس بها" من المعلومات حول أنشطة الإسلاميين المتشددين في ألمانيا. وقال: إن السلطات تمكنت من تحديد هوية 650 شخصًا غادروا ألمانيا للالتحاق بمناطق التوتر في سوريا والعراق، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية حددت أيضا هوية أكثر من ألف شخص من الذين يشكلون تهديدًا على الأمن الداخلي. وأضاف دي ميزيير أن عدد الجهاديين الذين التحقوا بالأنظمة الإرهابية في مناطق التوتر في ارتفاع مستمر منذ عدة أشهر. 

شارك