بعد سيطرته علي "الرمادي".. هل يؤدي تسليح العشائر لإسقاط أسطورة "داعش"؟

الأربعاء 20/مايو/2015 - 02:52 م
طباعة بعد سيطرته علي الرمادي..
 
مع تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش في العراق، وفرض سيطرته الكاملة على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، طالبت الولايات المتحدة الأمريكية الحكومة العراقية بسرعة تجنيد العشائر السنية في الأنبار؛ من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، والعمل على التعاون بين العشائر والحكومة المركزية لدحر "داعش" من العراق.

أوباما يطالب بتسليح العشائر

أوباما يطالب بتسليح
جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعمه لحكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مرحبًا بقرارها بتسريع تدريب وتسليح العشائر في محافظة الأنبار غربي العراق. وفقًا لما أعلنته شبكة "سكاي نيوز". 
وقال مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: إن أوباما اجتمع بكبار مستشاريه للأمن القومي، أمس الثلاثاء، لبحث الوضع في العراق واستراتيجية التصدي لـ"داعش"، جدد خلاله التأكيد على الدعم الأمريكي للعبادي والتزام الولايات المتحدة بمساندة حكومة العراق.
كما أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أليستر باسكي لـ"فرانس برس": "ندرس كيفية تقديم أفضل دعم ممكن للقوات البرية في الأنبار، خصوصًا من خلال تسريع تأهيل وتجهيز عشائر محلية ودعم العملية التي يقوم بها العراق؛ من أجل استعادة الرمادي".
فبينما اجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكبار مستشاريه لتدارس الوضع في العراق، تساءل الناطق باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست: "هل سنضرم النار في شعرنا بكل مرة تحصل فيها انتكاسة في العمليات ضد داعش؟ أم أننا سنتحمل مسئولياتنا بتحديد أوجه النجاح والقصور وإجراء تقييم لاستراتيجيتنا".
ويتواجد في قواعد عسكرية عراقية في الأنبار، مئات المستشارين العسكريين الأمريكيين الذين يقومون بتدريب عناصر القوات الأمنية وأبناء العشائر السنية على قتال المتطرفين.
وتحض واشنطن حكومة العبادي على دعم العشائر السنية المناهضة للتنظيم في الأنبار والتي واجهت متطرفيه في الرمادي منذ مطلع العام 2014. إلا أن الولايات المتحدة لا تقوم بتزويد العشائر مباشرة بالسلاح.

وفد سني في واشنطن

وفد سني في واشنطن
ومع سيطرة "داعش" على الرمادي وتوسع نفوذه في الأنبار، يقوم وفد سني زائر إلى الولايات المتحدة، بإجراء مفاوضات مع كبار المسئولين الأمريكيين، لإقناع واشنطن بتسليح القوات العربية السُّنية عن طريق آربيل، كما ذكر قائمقام قضاء الموصل حسين علي.
ويتألف من محافظ نينوي أثيل النجيفي، ووزير المالية السابق رافع العيساوي ممثلًا عن محافظة الأنبار، مبينًا أن "الوفد لديه هدفين، الأول وطريقة إرسال الأسلحة لها، والثاني إقامة إقليم سني في المحافظات السنية الثلاث نينوي والأنبار وصلاح الدين". 
ويرى النجيفي أن هناك أهمية كبيرة لمشاركة المتطوعين من أهالي تلك المحافظات ذات الغالبية السنية في محاربة تنظيم داعش أولًا، وأن أهمية أخرى تكمن في إقامة علاقات مباشرة بين القوى المحلية غربي العراق وواشنطن ثانيًا.
وأوضح النجيفي في لقاء خص به "راديو سوا" أن أي قوات تحارب تنظيم داعش يجب أن تضم جميع المكونات العراقية، مشددًا على الحاجة للدعم الأمريكي في ظل قلة إمكانيات الدولة العراقية.
وأكد محافظ نينوي أن المطالبة بالدعم الأمريكي تحظى بموافقة الحكومة المركزية، غير أنه أشار إلى وجود جهات حكومية تعارض هذا الأمر، مشيرًا إلى أن الحكومة الأمريكية تدرس حاليا موضوع تسليح العشائر.

مشروع القرار الأمريكي

مشروع القرار الأمريكي
وكان مجلس النواب الأمريكي، صادق الجمعة 15 مايو الجاري، على مشروع قرار ميزانية الدفاع الأمريكية لعام 2016، وأشار فيه إلى ضرورة إرسال مساعدات عسكرية مباشرة إلى قوات البيشمركة والقوات السُّنية.
ويساند مشروع القرار المذكور، طلب الرئيس الأمريكي بإرسال مساعدات عسكرية إلى العراق، بمبلغ قدره 715 مليون دولار أمريكي، شريطة أن يخصص 25% من المساعدات بشكل مباشر لصالح قوات البيشمركة والقوات السنية، في حين يتم إيقاف الـ75% المخصصة للقوات الحكومية العراقية، حتى تتأكد وزارة الخارجية والدفاع الأمريكية، من أن حكومة العبادي حققت الشروط الأمريكية في تشكيل حكومة موسعة بمشاركة كافة مكونات الشعب العراقي.
ويقضي مشروع القرار أيضًا، في حال عجز الحكومة العراقية عن تحقيق الشروط الأمريكية، بإرسال 60% من الـ75% الباقية، بشكل مباشر إلى قوات البيشمركة والقوات السُّنية.

المشهد العراقي

المشهد العراقي
سيطرة "داعش" على الرمادي والكرمة والفلوجة، لم يكن عشوائيًّا، إذ شهدت في الأشهر الماضية عمليات قتال ضارية بين تنظيم الدولة الإسلامية والقوات العراقية وميليشيا الحشد الشعبي، تكبّدت خلالها قوات الميليشيا الشيعية والقوات العراقية خسائر كبيرة في صفوفه، وسيتمكن خلالها من إضعاف قوات الخصم وإنهاكها بشكل يضعف دفاعات بغداد على أقل تقدير، يأتي ذلك في ظل خلافات بين الحكومة والقوي الشيعية والسنية في البرلمان حول تسليح العشائر السنية عبر تشكيل الحرس الوطني والذي رفضته القوى الشيعية المتطرفة في العراق بدعوى أنه يؤدي إلى انفصال العراق، فيما اعتبرته القوى السنية، محاولة إبقاء المناطق السنية تحت النفوذ ورحمة الميليشيات الشيعية التي تمتلك عتادًا وسلاحًا أقوى من الجيش والشرطة العراقية، والبعض منها يسير وفق أوامر إيرانية، وهو ما يعمق الوضع السياسي في بلاد الرافدين ويُبقي على بيئة حاضنة لسيطرة "داعش" على مناطق سنية، فهل مطالب البيت الأبيض لحكومة العبادي بالإسراع في تجنيد العشائر السنية سوف تقضي علي "داعش"، ويكون سلاحًا ناجحًا على غرار تجربة الأكراد في عين العرب السورية "كوباني"؟

شارك