في زيارته لواشنطن.. مشاورات الرئيس التونسي و"أوباما" تتناول الإرهاب في ليبيا

الأربعاء 20/مايو/2015 - 05:38 م
طباعة في زيارته لواشنطن..
 
مع مساعي بعض الدول العربية لحل الأزمة الليبية، ومحاولة حماية أراضيها من توغل الإرهاب إليها، قام الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، اليوم الأربعاء 20 مايو 2015 بزيارة إلي واشنطن، والتي تُعد هي الأولى له منذ توليه رئاسة تونس في شهر ديسمبر الماضي، يلتقي خلالها بنظيره الأمريكي باراك أوباما.

في زيارته لواشنطن..
كما ذكر عدد من المتابعين أن على رأس اللقاء القضية الليبية، نظرًا لما تشكله من خطرًا على تونس، كما يتطرق اللقاء إلي الدعم الأمني والعسكري والاقتصادي لتونس خصوصا مع تنامي ظاهرة الإرهاب وتدهور الوضع الأمني في ليبيا نظرًا لما تشهده من انقسامات في السلطة.
 ويرى مراقبون أن واشنطن ستضاعف دعمها لتونس خاصة في المجالات العسكرية والأمنية، فبعد أن قدرت بـ10 ملايين دولار في 2011 من المتوقّع أن ترتفع إلى ما بين 30 و50 مليون دولار بين معدات عسكرية وتدريبات 90 % معدات و10 % تدريبات، كما ستعقد لأول مرة اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين.
وأعلن الناطق باسم رئاسة الجمهورية التونسية معز السيناوي، أن التطرق للملف الليبي سيكون محور اللقاءات الثنائية مع الجانب الأمريكي، كون تونس تؤدّي دورا رئيسيا في هذا الخصوص.
كما يلتقي السبسي، نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية الأمريكية جون كيري، ووزير الدفاع  أشتون كارتر، وأعضاء بالكونغرس.
 وعقب زيارة السبسي تجتمع الدورة الـ29 للجنة العسكرية المشتركة بين البلدين في السادس والعشرين من الشهر الجاري.
 وأكد المستشار السياسي للرئيس التونسي، محسن مرزوق إن الزيارة تكون مثمرة من خلال الإصلاحات الاقتصادية التي تنجزها تونس وهي معطلة حاليا وخاصة من خلال فتح الاستثمارات أمام المستثمر الأجنبي، مضيفا أن العلاقات بين الدول لا تكون بالرومانسية كل يبحث عن مصلحته.

في زيارته لواشنطن..
قال عدد من الدبلوماسيين التونسيين، إن زيارة السبسي تُقرأ وفقا لـ 3 محاور أساسية تتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي لتونس إلى جانب ملف ليبيا الشائك، وأضافوا: على المستوى السياسي، ستكون الزيارة طبيعية فبعد الزيارات التي قام بها السبسي لكل من دول الجوار ثم فرنسا يتجه الآن للولايات المتحدة الأمريكية القوى العظمى عالميا وهي زيارة رمزية كون تونس تمثل النموذج الوحيد الناجح فيما عرف بثورات الربيع العربي.
 أما اقتصاديا، فيمكن لواشنطن أن تساعد في المشاورات التي تخوضها تونس مع البنك الدولي بخصوص منح قروض خاصة على مستوى الإصلاحات الاقتصادية الأليمة التي يشترطها البنك إضافة إلى أنه من الضروري للوليات المتحدة الترفيع في مساعداتها الأمنية والعسكرية لتونس لمقاومة ظاهرة الإرهاب التي استفحلت منذ سنوات.
ويتوقع مراقبون أن تقدم تونس لواشنطن تصورا خاصا للأزمة في ليبيا للحد من خطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية جراء الوضع الأمني الغير مستقر في ليبيا لأن تونس أول وأكثر المتضررين منه.
 وكان البيت الأبيض أعلن قبل أسابيع أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيلتقي نظيره التونسي يوم 21 مايو الحالي، لبحث التعاون الأمني بين البلدين والجهود التونسية للإصلاح الاقتصادي والأوضاع في ليبيا والتهديدات الإرهابية في المنطقة.

في زيارته لواشنطن..
فيما يبدو أن هناك خطوات على الصعيد الإقليمي عموماً، وليبيا خصوصاً  قد تغيرت، بعد تصريح السبسي الأخير بأن السياسة الخارجية التونسية تغيرت على جميع الصعد، خصوصاً في الملفين السوري والليبي.
ويري السبسي أن تونس يجب أن تتقارب مع طرفي النزاع في ليبيا، وذلك من خلال التحدث مع حكومة فجر ليبيا الموالية للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، لما فيه مصلحة عليا لبلاده.
ولفت الرئيس التونسي إلى أن حكومة فجر ليبيا هي التي تسيطر على الأرض، خصوصاً في محيط طرابلس العاصمة والحدود التونسية، وهي المناطق التي تتكثف فيها حركة التونسيين ومصالحهم الحيوية.
ويري أن الاعتراف الدولي بحكومة طبرق لا معنى له، وأن استقباله لرئيس حكومة طرابلس كان خياراً صحيحاً.
وكانت تصريحات السبسي قد أثارت استياء من حكومة طبرق بقيادة عبدالله الثني والمعترف بها دوليا، وكشفت إذاعة إكسبرس أف إم أن التصريح الأخير للسبسي على قناة الحوار التونسي أثار المسؤولين الليبيين في حكومة عبد الله الثني في مدينة طبرق شرق ليبيا.
وأوضحت الإذاعة الخاصة أن مسئولًا ليبيًا في حكومة طبرق أكد أن الحكومة مستاءة جدًا من تصريحات السبسي بخصوص تأكيده التعامل مع حكومة طرابلس، في لقاء متلفز.
وكان المستشار لدى رئيس البرلمان الليبي في طبرق، فتحي المريمي، أبدى استغرابه من هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس مخضرم مثل السبسي.
وطالبت بعض الجهات الليبية، حكومة الثني ومجلس النواب، بإصدار بيان شديد اللهجة للاعتراض والامتعاض عن التدخل السافر في الشأن الليبي ومطالبة السبسي بالاعتذار عن تصريحاته.

في زيارته لواشنطن..
وأوضح المتحدث الرسمي باسم حكومة طبرق، حاتم العريبي في تصريحات له أن "دول الجوار تعني الكثير لحكومته، ولعلاقتها مع الشعب التونسي، قائلا: "لا ننسى أن الشعب التونسي كان كريماً في استقباله للشعب الليبي، وهذه العلاقات لا يُمكن أن تتغير أو يحدث لها أي طارئ، بمجرد الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة، من شأنها أن تنعكس سلباً على علاقات الشعبين".
وقال إن حكومة طبرق منزعجة بالفعل من هذه التصريحات ولكنها لن تؤثر على عمق العلاقات التونسية الليبية"، كما أكد خبراء أن السبسي يسعى لحقن دماء الليبيين ويلتقي بجميع الأطراف الليبية على هذا الأساس، ويدرك جيداً أن أمن ليبيا واقتصادها من أمن واقتصاد تونس". 
ويسعي السبسي إلي وضع محاور تشاورية مع حكومة ليبيا خوفًا على مصالح بلاده خلال المرحلة القادمة، في ظل انتشار الميلشيات المسلحة على الأراضي الليبية.

شارك