الأزمة السورية تتصاعد.. والمعارضة تتوقع اقتراب نهاية الأسد

الأربعاء 20/مايو/2015 - 10:04 م
طباعة الأزمة السورية تتصاعد..
 
أيام بشار الأسد في الحكم أصبحت معدودة.. هكذا يرى المعارضون له نتيجة تنامي نفوذ تنظيم داعش، وكذلك فصائل المعارضة المدعومة من تركيا والولايات المتحدة، وكذا السعودية وقطر، خاصة مع تراجع قوات بشار الأسد نتيجة زحف المعارضة التي حصلت على أسلحة متطورة، وتوفر دعم مالي وعسكري كبير، في الوقت الذى يرى فيه البعض الآخر أن النظام السوري لا يزال يتمتع بدعم روسي وإيراني، يسمح له بالاستمرار في تنفيذ مخططه ومواجهة التنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة.
وفي الوقت الذي حذر فيه الخبراء والمهتمون بالتراث الحضاري والإنساني من خطورة تخريب مدينة تدمر الأثرية،  رصد شهود عيان تمكن عناصر من تنظيم "داعش" من دخول مدينة تدمر بريف حمص الشرقي من مدخلها الشمالي، وأن عناصر التنظيم سيطروا على فرع أمن الدولة ومديرية المنطقة ومدرسة أذينة والفرن الآلي، وبحسب المصادر فإن عناصر التنظيم يتجولون في الحي الأوسط بالقرب من الساحة العامة وسط المدينة.

الأزمة السورية تتصاعد..
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن هناك اشتباكات عنيفة جرت بين قوات الجيش السوري ومسلحين من تنظيم "داعش" في الحي الشمالي لتدمر، وأن هناك أنباء عن سيطرة التنظيم على مبان حكومية في المدينة، ونتيجة لذلك كثف "داعش" قصفه لمدينة تدمر، ما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار مادية.
كما يرى مراقبون أن أعداد القتلى من إرهابيي "داعش" في سوريا، شهدت تباينا كبيرا، فبعد تصريحات دمشق من قتلها نحو130 قتيلا من مقاتلي التنظيم الإرهابي، أكدت مصادر سورية خارجية تابعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعداد القتلى لا تتجاوز الثلاثين، وبالرغم من التباين في أعداد القتلى فإن هذه المصادر تتفق في ما بينها على أن مدينة تدمر الأثرية في الصحراء السورية، والتي هي واحدة من أهم المعالم الثقافية السورية، لا تزال آمنة أمام تمدد نفوذ مقاتلي داعش، وبأن آثار المدينة لا تزال آمنة إزاء مخاطر التدمير، في الوقت الراهن على الأقل.

من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أكد في مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية عن مدى أهمية الدعم الإيراني المقدم للأسد وقال ظريف " نحن ندعم الحكومة الشرعية في سوريا، ولولا دعمنا هذا لوجدنا تنظيم" الدولة الإسلامية" يحكم دمشق".
ويرى متابعون أن قوات الأسد عانت كثيرا مؤخرا في شمال البلاد من خسائر كبيرة، وخاصة بعد فشل قوات النظام من استعادة بلدة جسر الشغور في ريف إدلب، ولا يبدو أن الجيش السوري وحلفاءه يحققون تقدما سريعا في استعادة المناطق التي خسروها. ويقول دبلوماسيون إن مقاتلي المعارضة من علمانيين وإسلاميين في الشمال والمدعومين من قطر والسعودية وتركيا يمتلكون فيما يبدو كميات أكبر من الأسلحة المضادة للدبابات، في الوقت الذى يوجد فيه مقاتلون أجانب على كلا الجانبين، وهناك مقاتلون من آسيا الوسطى ضمن المتشددين الأجانب الذين يقاتلون ضد حكومة الأسد التي تحظى بميزة حيوية عبر استمرار سيطرتها على المجال الجوي.

 من جانبها اعتبرت  صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن "حالة عدم الحسم القائم على الأرض هو انتصار لقوات المعارضة، وأن القدرة على فرض نفوذها في محافظة اللاذقية مركز تجمع الطائفة العلوية سيكون بداية النهاية لحكم الأسد".
يأتي ذلك في الوقت الذى يري فيه متابعون للأزمة السورية أن هذا العنف المستخدم من قبل النظام ضد معارضيه، أدى إلى فرض السيطرة على الأرض بالقوة، إلا انه أيضا جعل من العديد من السوريين معارضين للنظام، ووفقا لتصريحات أحد زعماء المعارضة السورية في حلب، والتي أدلى بها لمجلة "المونيتر" الطلابية الإلكترونية "أن أسوأ حقيقة للنظام، أن يعرف أن العديد من السوريين، الذين لم يشتركوا في أعمال العنف في البداية، انضموا للمعارضة المسلحة، وذلك كرد فعل على العنف المستخدم من النظام". 

الأزمة السورية تتصاعد..
على صعيد آخر تتزايد الضغوط الدولية على نظام الأسد، واتهامه باستخدام وسائل غير مشروعة، تقترب من جرائم حرب ضد الانسانية، حيث صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن هناك لقطات فيديو تظهر قوات حكومية سورية وهي تسقط برميلا متفجرا تبين أن نفي الرئيس بشار الأسد لاستخدامها كاذب.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن الفيديو كان مسجلا على هاتف محمول عثر عليه في حطام طائرة هليكوبتر للقوات الحكومية السورية وسلم لقناة الجزيرة التلفزيونية، واوضح هاموند بقوله "هذا الفيديو يكشف أكاذيب الأسد بشأن البراميل المتفجرة. إنه يبين الطريقة المستهينة والعشوائية التي تسقط بها قوات النظام السوري تلك الأسلحة المروعة من طائرات الهليكوبتر على المدنيين."
أشار هاموند بقوله "سنقدم هؤلاء المتورطين في تلك الأعمال الإجرامية إلى العدالة وسنواصل مساعدة المحصورين في تلك الهجمات بالاستمرار في دعم فرق الإنقاذ العاملة على الأرض."
وتأتى اتهامات الوزير البريطاني بعد أيام من تقرير لمنظمة العفو الدولية أكدت فيه إن البراميل المتفجرة -وهي براميل محشوة بالمتفجرات والمقذوفات ترمى من طائرات الهليكوبتر- قتلت نحو ثلاثة آلاف مدني في محافظة حلب في شمال سوريا العام الماضي.
بالرغم من نفى الأسد في السابق وتأكيده على أن القوات الجوية السورية لم تستخدم البراميل المتفجرة. 

شارك