تدمر تسقط في يد داعش.. وغموض حول مستقبل النظام السوري

الخميس 21/مايو/2015 - 06:17 م
طباعة مدينة تدمر مدينة تدمر
 
نصرة داعش فى العراق
نصرة داعش فى العراق تساعده علىا لتقدم فى سوريا
كما توقع كثيرون من المهتمين بالشأن السوري ورغم التحذيرات السابقة، سيطر تنظيم داعش بالكامل على مدينة تدمر بوسط سوريا بما في ذلك المنطقة الأثرية من المدينة بعد أيام من سيطرته على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية الأمر الذي يشير إلى أن التنظيم المتشدد يكتسب قوة دفع جديدة.
ونقلت تقارير إعلامية تصريحات تنظيم داعش، وتأكيده على أنه  يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، والاشارة إلى انه بعد انهيار قوات النظام وفرارهم مخلفين وراءهم أعدادا كبيرة من القتلى ملأت ساحة المعركة، وهى خطوة يعتبرها الكثيرون بأنها المرة الأولى التي ينتزع فيها التنظيم مدينة مأهولة بشكل مباشر من ايدي الجيش السوري والقوات المتحالفة معه.
الميليشيات وداعش
الميليشيات وداعش يضعفون قوات بشار
من جانبه علق المرصد السوري لحقوق الإنسان على أن تنظيم داعش  يسيطر حاليا على أكثر من نصف الأراضي السورية بعد أكثر من أربع سنوات على الحرب الأهلية التي اندلعت بعد احتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد، كما دمر التنظيم ا آثارا ومعالم قديمة في العراق وهناك مخاوف من أنه قد يفعل الشيء نفسه في تدمر أحد أهم مواقع التراث العالمي في الشرق الأوسط التي تضم اثارا تعود للعصر الروماني ومن بينها معابد وأعمدة ومسرح في حالة ممتازة.
ونقلت تقارير الاشارة إلى أن القوات النظامية السورية انسحبت من كل مواقعها ومقارها في تدمر، بما فيها سجن تدمر والمطار العسكري شرق وفرع البادية للمخابرات العسكرية غرب التي دخلها التنظيم ليلا، ومقتل 28 عنصرًا من قوات النظام وإصابة نحو سبعين بجروح لدى استهدافهم خلال انسحابهم في اتجاه مدينة حمص. 
وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أن هذه السيطرة فتحت الطريق للتنظيم على البادية السورية وصولا إلى الحدود العراقية، ولا يزال النظام يحتفظ في هذه المنطقة ببعض المواقع العسكرية، بينها ثلاثة مطارات عسكرية "س 1" و"س 2" ومطار تيفور العسكري، لكن جغرافيا، باتت نصف مساحة سوريا تقريبا تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.
مأمون عبد الكريم
مأمون عبد الكريم
من جانبه قال مأمون عبد الكريم مدير عام المتاحف والآثار السورية  تعليقا على سقوط تدمر" انه سقوط للحضارة...المجتمع الانساني الحضاري خسر المعركة لصالح الهمجية، في الوقت الذى أكد فيه رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن الاشتباكات الدائرة في المنطقة منذ يوم الاربعاء أسفرت عن مقتل مئة من المقاتلين الموالين للحكومة على الأقل.
وفى تقرير لها أكدت رويترز أن الهجوم على المدينة الذي بدأ قبل أسبوع يأتي في اطار تقدم التنظيم نحو الغرب مما يزيد الضغط على القوات الحكومية المنهكة والقوات المتحالفة معها والتي منيت بخسائر مؤخرا في الشمال الغربي والجنوب، ونقلت الوكالة عن ماثيو هنمان رئيس مركز الارهاب والتمرد قوله " موقع تدمر استراتيجي للغاية ويمكن أن تستخدم الآن كمنصة انطلاق صوب حمص ودمشق."
ويرى خبراء أن سقوط تدمر جاء بعد خمسة أيام فقط من سيطرة التنظيم على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار كبرى المحافظات العراقية، كما أحكم مقاتلون موالون للتنظيم قبضتهم على مدينة سرت الليبية مسقط رأس معمر القذافي في تعزيز لتواجدهم في المنطقة.
داعش يخرب الارث الانسانى
داعش يخرب الارث الانسانى
يأتي ذلك في الوقت الذى كشفت فيه وزارة الداخلية اللبنانية، إن في سجن تدمر بسوريا، الذي سيطر عليه تنظيم داعش عدد من اللبنانيين الذين فقد الاتصال بهم منذ عدة سنوات، بعد أن نشرت مواقع مقربة من داعش معلومات عن العثور في سجن المدينة على 27 لبنانيا، بينهم 5 قيد الاعتقال منذ 35 عاما.
وقال متابعون أن عدد من اللبنانيين، ينتمي بعضهم إلى أحزاب مختلفة شاركت في الحرب الأهلية، فقد الاتصال بهم منذ أكثر من 3 عقود، يقول ذووهم إن بعضهم في السجون السورية.
ويعد سجن تدمر، الذي شيد عام 1966 وتشرف عليه الشرطة العسكرية والمخابرات، أحد أبرز السجون الذي يحتجز فيه النظام السوري معارضيه، ويشير مراقبون إلى "أساليب تعذيب تمارس داخل أقبيته".

شارك