رغم المساعي لحل الأزمة.. ليبيا تلحق بالعراق وسوريا وتصبح معقلا لـ"داعش"

الجمعة 22/مايو/2015 - 12:52 م
طباعة رغم المساعي لحل الأزمة..
 
رغم المساعي الذي تقوم بها بعض أطراف النزاع في ليبيا لعودة الاستقرار للبلاد، فإنه حتي الآن لم تؤتي أي مباحثات بثمارها، في ظل توغل العناصر المسلحة، وبالأخص تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذى سيطر على عدة مناطق في ليبيا.
رغم المساعي لحل الأزمة..
مع بسط نفوذ التنظيم الإرهابي في عدة دول عربية علي رأسها العراق وسوريا، بدا واضحًا أن داعش ستتوغل فى الأراضي الليبية لتصبح بذلك ثالث معاقلهم بعد سوريا والعراق.
كان أخر منطقة تم الاستيلاء عليها من قبل التنظيم الإرهابي "داعش"، مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.
ويستغل تنظيم الدولة، حالة الفوضى العارمة التي تشهدها ليبيا الآن في ظل انقسام البلاد والصراعات الجارية على السلطة.
وكان داعش قد سيطر علي عدة مناطق خلال الأشهر الماضية، أبرزها مدينة درنة ليصبح التنظيم بذلك قوة رئيسية فيها، حيث تعد "درنة" معقلا حصينا للجهاديين في شرق ليبيا.
وكان "داعش" قد بسط سيطرته على "النوفلية" و"درنة" و"سرت"، وجزء من مدينة بنغازي.
فيما دخل التنظيم الإرهابي على مدينة "بنغازي" أكبر مدن الشرق، حيث نفذوا هجمات انتحارية في الشوارع المقسمة بين الفصائل المسلحة.
وفي ظل الانتشار السريع لتنظيم "داعش"، بدت الدول العربية والأوروبية تعرب عن قلقها، خوفا على مصالحها وأراضيها.
واستولى التنظيم على سرت من الحكومة الموازية التي تقيم في طرابلس والتي تواليها ميلشيات "فجر ليبيا".
رغم المساعي لحل الأزمة..
ويصف سكان سرت، الذين يتنقلون بين الجبهتين للحصول على البنزين في الضواحي التي تسيطر عليها قوات مصراتة المعاناة داخل المدينة نفسها التي لم تعد شركة النفط الحكومية تزودها بما تحتاج إليه.
وتشبه قوات مصراتة هذه المواجهة، بما حدث عام 2011 حيث أبدى القذافي مقاومته الأخيرة في سرت التي كانت هذه القوات تحاصرها وتقصفها، وفي النهاية تم أسر القذافي وقتله ثوار خارج سرت بعد أن حاول الهرب على الطريق الذي كان مقاتلو مصراتة يسدونه.
وقال تهامي القائد بقوات مصراتة قرب محطة الكهرباء، إن الخصم الجديد المتمثل في تنظيم الدولة الاسلامية قوي بفضل تأييد الموالين للقذافي ودعم أجانب.
في سياق مواز، يسعي رئيس الحكومة المعترف بها دوليًا عبدالله الثني، إلي "لم شمل" القبائل والوصول إلي حلول ترضي الاطراف المتناحرة، حيث التقى الثني، في مقر ديوان رئاسة الوزراء بمدينة البيضاء، أعيان ومشايخ قبيلتي التبو والطوارق، وذلك للوصول إلى مصالحة حقيقية بين القبيلتين ومن أجل إعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي بالمنطقة.
وتأتي تلك الاجتماعات،في إطار مواصلة الحكومة وعلى مدار اليومين الماضيين مساعي الصلح بين قبيلتي التبو والطوارق.
وفي نفس السياق يقود مجلس أعيان ومشائخ قبائل ليبيا، حراكا اجتماعيا لحل الأزمة في البلاد وتحقيق مصالحة وطنية دون تدخل خارجي.
وشدد المجلس في بيان أصدره عقب اجتماع ضم الأعيان والمشائخ في مدينة الأصابعة، أخيرا، على أن "الحل الأمثل للأزمة الليبية يجب أن يكون ليبياً ليبياً، وعلى أولياء الدم أن ينحنوا للوطن ويعلنوا أن دماء أولادهم فداء لبلدهم"، ودعا البيان إلى الالتزام بدولة القانون.. وكل مخالف سيرفع عنه الغطاء الاجتماعي.
رغم المساعي لحل الأزمة..
يرى متابعون أن مساعي المجلس لتحقيق مصالحة بين فرقاء ليبيا، حققت تقدما سريعا أذهل العديد من السياسيين، مشيرين إلى أن المجلس يعمل وفق الأعراف والعادات الليبية المعترف بها قبليا بعيدا عن الأجندات السياسية سواء في الداخل أو الخارج.
وقال محمد عبد السلام الشيخ، أحد القيادات القبلية: يعمل المجلس ومؤتمر القبائل والمدن الليبية، لوحدة الصف وإعادة اللحمة الوطنية الليبية، التي تشضت إثر انهيار الدولة وسيطرة المليشيات المسلحة
وحذر الشيخ من التهديدات القائمة بالتدخل الأجنبي، معتبرا أن المزايدات بالملف الليبي دوليا، أنتجت حالة وعي ويقضة عند الليبيين الذين انتبهوا أنه لا مجال للتفريط في كرامتهم ووطنهم، مشيرًا إلى أن أطراف الحوار والمصارحة والمصالحة هم قيادات التشكيلات المسلحة، وأهالي المعتقلين، وأولياء الدم، ولا مجال لظهور أي جسم سياسي قبل إعلان الدستور والاستفتاء على اسم ليبيا ورايتها وشكلها القانوني.
وبتعيين مبروك بوعميد علی رأس مجلس ورشفانة، سيتم تسريع وتيرة المصالحات والاتفاقات، لما تحظی به عائلة بوعميد من ثقل داخل قبائل ورشفانة وباقي قبائل ليبيا في الشرق والجنوب والغرب.
رغم المساعي لحل الأزمة..
يناقش مجلس الأعيان كل الملفات العالقة حول السجناء والمهجرين في الخارج، والنازحين في الداخل، وملف مدينة تاورغاء، التي هُجر أهلها بالكامل، إضافة إلى كل المناطق التي تعرضت للحرق والتهجير.
وفي سياق متصل، دعت قبيلة ترهونة، وهي من أكبر القبائل الليبية، في بيان لها، إلى عقد مصالحات وطنية، وأعلنت استعدادها  للتوسط بين بعض المناطق لحماية النسيج الاجتماعي الليبي.
من المعروف في ليبيا أن القبائل لها دور مهم في لم شمل الأطراف المتنازعة، ولذلك فقد يعقد اجتماعًا مع القبائل الليبية في مصر خلال الأسبوع المقبل لبحث الأزمة الراهنة ومحاولة حلها بكافة السبل.
وتسعي كذلك الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها الأممي لدى ليبيا برنادينوليون، إلي جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة، ولكنها لم تنجح في ذلك حتى الآن.
ومن المنتظر أن تعقد دول الجوار حوارا في تشاد أول الشهر المقبل، للوصول إلي حل للأزمة الجارية في ليبيا، لما في ذلك مصالح لبلادهم، وتخوفًا من توغل العناصر المسلحة إلي أراضيهم حال التدخل الدولي في ليبيا.

شارك