قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلى في تصريح له، إنه سيتم خلال الاجتماع الثاني اليوم وعلى مدى يومين استئناف المناقشات الخاصة بتشكيل القوة العسكرية، وذلك في إطار تنفيذ قرار القمة العربية بشرم الشيخ يوم 29 مارس الماضي في هذا الصدد.

وكان وصل رئيس أركان القوات المسلحة العمانية، أحمد بن حارث بن ناصر النبهاني، ووصل وفد الكويت برئاسة معاون رئيس الأركان لهيئة الاستخبارات والأمن، اللواء عبد الرحمن الهدهود.

ووافق القادة العرب، في ختام قمتهم، على تشكيل القوة المشتركة، قائلين: إنها تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، لكن القرار نص على أن مشاركة الدول في القوة اختيارية.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: إن قرار إنشاء قوة عربية مشتركة هو أهم ما صدر عن القمة العربية. واصفاً إياه بأنه "ميلاد جديد للجامعة العربية".

فيما قال رئيس الأركان المصري، الفريق محمود حجازي: إن القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ برئاسة مصر، اعتمدت تشكيل قوة عربية مشتركة وكلفت رؤساء الأركان بتشكيلها ضمن 3 أطر، موضحًا أن القمة العربية وضعت جدولًا زمنيًّا محددًا ينتهي في 29 يوليو للانتهاء من تشكيل القوة العربية المشتركة.

أكد حجازي، أن رؤساء الأركان سينتهون من إجراءات تشكيل القوة العربية قبل نهاية 29 يونيو 2015؛ وذلك لإتاحة مهلة شهر لرئاسة القمة والقادة العرب للمشاورة قبل اعتماد القوة.

وكان رؤساء أركان الجيوش العربية أكدوا في اجتماعهم الأول ضرورة العمل الجماعي المشترك لإيجاد حلول عربية لقضايا المنطقة، وعلى أهمية تشكيل القوة العربية المشتركة لتمكين الدول العربية من التعامل بفاعلية مع التحديات الراهنة، كما شدد رؤساء الأركان على ضرورة الاستجابة لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة، بما فيها عمليات التدخل السريع وغيرها من المهمات ذات الصلة التي تهدف إلى توظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات وإداراتها وإيجاد التسويات اللازمة لها، وكيفية استخدام هذه القوة بما يحفظ استقرار الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها.

ودعا رؤساء الأركان لتشكيل فريق رفيع المستوى يعمل تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء؛ لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع والإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها، فضلًا عن الإطار القانوني اللازم لآليات عملها.

اعتمدت القمة العربية الأخيرة، قرار وزراء الخارجية العرب بإنشاء قوة عربية مشتركة؛ حيث دعا القادة العرب رؤساء أركان وقادة الجيوش العربية للاجتماع؛ بهدف بحث آليات إنشائها؛ لخدمة القضايا العربية المشتركة، وحماية الأمن القومي العربي، حيث كلفت الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بالتنسيق مع مصر لدعوة لجنة رفيعة المستوى من الخبراء العسكريين تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول العربية للاجتماع خلال شهر من صدور القرار؛ لدراسة كافة جوانب الموضوع بشأن تشكيل القوة المشتركة .

جاء في القرار أن هذه القوة تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع، وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية، وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية بناء على طلب من الدولة المعنية، مستندًا إلى المادة الثانية من ميثاق جامعة الدول العربية والمواد ذات الصلة من معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي وملحقها، وقرارات مجلس الجامعة على مستوى القمة وإعلاناتها بشأن المحافظة على السلام والأمن بين الدول الأعضاء وصيانة الأمن القومي العربي.

في ظل توتر الأوضاع في المنطقة العربية بأكملها، مع انتشار الإرهاب وبالأخص توغل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في عدة مناطق وتهديها للأمن القومي للبلاد، هل تنجح مساعي الدول العربية في مواجهة الإرهاب وعودة الاستقرار إلى المنطقة العربية بأكملها؟ وتقود مصر التشكيل حال انتهائه في أواخر يونيو القادم.

الجدير بالذكر أن بعض الدول تعيش حالة حرب في مواجهة الإرهاب الذي تفشى خلال المرحلة الماضية، في ظل انتشار "داعش"، على رأسهم العراق وسوريا وليبيا.