أبو أحمد الشمالي.. العقل العسكري لجبهة النصرة في حلب السورية
الأحد 24/مايو/2015 - 01:56 م
طباعة
أعلنت جبهة النصرة– فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام- عن مقتل أحد قادتها خلال مشاركته في معركة مشفى مدينة جسر الشغور في ريف إدلب، والتي خاضها فرع تنظيم القاعدة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة ضد الجيش العربي السوري، والتي انتهت بسيطرة المعارضة المسلحة على المستشفى.
من هو أبو أحمد الشمالي
يعتبر أبو أحمد الشمالي من أبرز قياديي جبهة النصرة في محافظة حلب السورية، ويعد الشمالي المسئول الإداري العسكري العام لجبهة النصرة في حلب وريفها.
وقاد الشمالي عناصر جبهة "النصرة" في معارك ريف إدلب كقوة أساسية في جيش الفتح، حيث أسهمت في تحرير مدينة إدلب والمسطومة ومعسكر القرميد، إضافة إلى معركة تحرير الجسر والمستشفى الذي تحصنت به قوات الأسد.
"جبهة النصرة" في حلب
أسهم الشمالي مع قادة جبهة النصرة في تواجد تنظيم القاعدة في محافظة حلب وريفها، فقد كان الظهور الأول لمقاتلي النصرة في حلب في حي الميسّر في يونيو 2012، وكان هذا الحي على خط الجبهة في تلك الفترة. سُرعان ما أصبح مقاتلو النصرة من أشرس مقاتلي حلب، حيث لعبوا دوراً رئيساً على جبهات القتال في أحياء سيف الدولة والإذاعة وكرم الطراب وكرم الجبل، وكانوا من أوائل المقاتلين الذين اقتحموا ثكنة هنانو العسكرية.
وفي السابع من يوليو 2012، حيث اغتنموا عدداً كبيراً من الأسلحة والذخائر والسيارات العسكرية، قبل أن يستعيد النظام الثكنة مدعوماً بالطيران الحربي.
ضم مقاتلين
وأسهم الشمالي في ضم مقاتلين إلى جبهة النصرة في حلب، حيث ضمّت النصرة في صفوفها عدداً كبيراً من المقاتلين الأجانب المدرّبين، الذين خاضوا تجاربهم الجهادية في العديد من البلدان قبل القدوم إلى سوريا.
تصاعُد الخط البياني لعمليات جبهة النصرة، وشراسة الحرب التي شنّتها ضد قوات النظام، دفع الكثير من الشباب الحلبيين إلى ترك ألويتهم في الجيش الحر أو الكتائب الإسلامية الأخرى والانضمام إلى جبهة النصرة، حيثُ كانت النصرة توفّر لهم تعويضاً ماديًّا جيدًا بالمقارنة مع ما كانت تقدمه غيرها من الفصائل (وبعض الفصائل لم يكن لديها وارد مادي تقدّمه لمقاتليها، الذين كانوا يحتاجون إلى ما يعيلهم ويعيل أسرهم). سببٌ آخر دفع شباباً حلبيين للانضمام إلى "جبهة النصرة" وهو عدم انقطاع الدعم العسكري عنها، فلدى النصرة مخزون كبير من الأسلحة والذخيرة، يكفي لقتال النظام شهوراً عدة دون انتظار الدعم والتمويل.
أهم عمليات "النصرة" في حلب
تمثل أهمية الشمالي باعتباره المسئول العسكري عن مقاتلي جبهة النصرة في حلب والتي قامت بالعديد من العمليات ضد الجيش السوري، فقد أثارت عمليات جبهة النصرة في حلب ضجةً كبيرة، وكان أولها عملية تفجير مشفى الحياة، الذي كان قد تحوّل إلى حصن لقوات النظام بالقرب من «الفيض»، أي منطقة الملعب البلدي، في العاشر من سبتمبر 2012.
تلاها استهداف ساحة سعد الله الجابري في مركز المدينة، حيث يتمركز الضغط الأمني للنظام بكثافة، في الثالث من أكتوبر 2012 بثلاث تفجيرات استهدفت مبنى الضباط والفندق السياحي والقصر البلدي، ثم السيطرة على مركز البحوث العلمية في حي حلب الجديدة بعملية "إنغماية" أثارت هذه العمليات إعجاب الكثير من الشباب السوريين الذين اعتبروا قتال النظام قضيّتهم الأولى.
وتمتلك جبهة النصرة عدّة مقرّات وحواجز تفتيش عسكرية في عدّة مناطق من حلب وريفها كأحياء باب النيرب (مقر «أبو عبيدة رايات»، وهو مركز للتحقيق والاحتجاز)، وبضع نقاط في حلب القديمة، وحواجز تفتيش ومقرّات في أحياء الصاخور والحيدرية شرقي حلب. في الريف، يتمركز مقاتلو النصرة بشكل أساسي في مناطق تل رفعت متمثّلة بحاجز تفتيش ضخم، وفي حريتان، حيث توجد دار للقضاء تُشرف عليها النصرة. يُقدّر عدد مقاتلي النصرة في حلب وريفها حوالي 600 مقاتل بعد انتقال عدد كبير من عناصرها للعمل في ريف إدلب، تزامناً مع الحملة التي شُنّت من قبل جبهة النصرة على جبهة ثوار سوريا، ثم على حركة حزم.
وأخيرا كان لمقاتلي "جبهة النصرة" دور كبير في السيطرة على مستشفى جسر الشغور الوطني في حلب.
مقتله
في 22 مايو أعلنت صفحات عناصر لتنظيم "جبهة النصرة" على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" عن مقتل الشمالي في معارك مستشفى جسر الشغور الوطني في اشتباكات مع الجيش العربي السوري.