"السعودية" تدخل مرحلة الخطر في مواجهة الإرهاب

الأحد 24/مايو/2015 - 03:48 م
طباعة السعودية تدخل مرحلة
 
عقب الانفجار الضخم الذي وقع في مسجد "الإمام علي"، بقرية القديح في السعودية، وأسفر عن مقتل 21 شخصًا، أكد الملك سلمان بن عبد العزيز أن الجميع فجع بالتفجير، مُضيفًا أن كل من له صلة بالهجوم أو متعاطف معه سيُقَدَّم للمحاكمة.
السعودية تدخل مرحلة
وقال في رسالة إلى ولي العهد الأمير محمد بن نايف الذي يشغل أيضًا منصب وزير الداخلية: "لقد فجعنا جميعا بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجدًا بقرية القديح، مخلفة ضحايا أبرياء، ولقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية".
وأضاف أن "كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عُرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يومًا عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم".
وتعتبر القديح من أقرب البلدات إلى القطيف، وتبلغ مساحة القديح الفعلية 50 هكتارًا، أي 500 ألف متر مربع، وتشتهر القديح كبقية بلدات القطيف بنشاطين مُهِمَّيْن، هما صيد الأسماك وجمع اللؤلؤ، حيث جعلاها سوقاً كبيراً يُقْدم عليه التجار من البحرين والهند ومناطق أخرى.
وبهذا الحادث تدخل السعودية ضمن الدول التي طالتها العمليات الإرهابية المفجعة على مدار المرحلة الأخيرة.
السعودية تدخل مرحلة
تشهد دول الشرق الأوسط، انتشار الجماعات المسلحة، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الذي توغل في عدة دول لفرض سيطرته عليها.
وفيما أعلن التنظيم الإرهابي، "داعش" تبنيه تفجير المسجد، الذي قام به شاب لا يتعدى الـ20 عامًا، وهو ضمن الشباب الذي تقوم بتجنيدهم "داعش" عن طريق استقطابهم بطرق مختلفة.
من جانبه كشف العميد بسام عطية اليوم 24 مايو 2015، أن تنظيم "داعش"، يسعى لتقسم المملكة إلى 5 قطاعات، مشيراً إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يهدف لزرع الفتنة داخل المملكة.
وأضاف العميد عطية، بأن لدى تنظيم "داعش" استراتيجية أساسية وهي استهداف رجال الأمن، مبيناً أن أفراد خلية "داعش" خططوا لاغتيال 5 ضباط بعضهم من أقارب بعض أفراد الخلية، غير أن الأجهزة الأمنية أفشلت مخطط تحديد منازل رجال الأمن الخمسة.
ولفت إلى أن اثنين من قتلة الجندي الغامدي، ذهبوا إلى حفل زفاف بعد ارتكاب جريمتهم لإبعاد الشبهة عنهم، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من القبض عليهم خلال 48 ساعة.
وأضاف بأن القتلة، رأوا أن قتل الغامدي حلال بينما تصويره حرام، مشيراً إلى أنهم اختلفوا أثناء توزيع المهام بينهم أثناء تنفيذ الجريمة.
ولفت إلى أنه لا حدود لنطاق التجنيد في خلية "داعش"، موضحاً أن عبدالملك البعادي أخذ البيعة من ٢٣ قام بتجنيدهم وأرسلهم عبر وسيط إلى زعيم تنظيم داعش، كما يجندون الأطفال وصغار السن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لاعتناق الفكر التكفيري، ويحرضونهم على قتل أقاربهم.
السعودية تدخل مرحلة
فيما أشار اللواء التركي، إلى أن منفذ عملية القديح من صغار السن ويبلغ من العمر 20 سنة، وقد استغل الصغار في مثل هذه العمليات، مؤكداً أن والده موقوف لدى الأجهزة الأمنية من قبل.
في وقت سابق كان أكد رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس الشورى البحريني الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، أن استهداف أمن دول الخليج سيستمر من خلال التنظيمات الإرهابية أو غيرها من الدول الإقليمية. 
وأشار إلى أن الحل الأمني الوحيد لدول الخليج لمواجهة هذه المخططات هو بالاتحاد، وأن تنشئ الاتحاد الخليجي الكفيل بردع أي أطماع خارجية وتنفيذاً لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
وأضاف أن رؤية الملك عبدالله قبل سنوات عندما أطلق مبادرته بالتحول من مجلس إلى اتحاد- تثبت الأيام مدى الحكمة التي تحملها، وما الاستهداف الأمني الأخير للمملكة من تنظيم (داعش) الذي أحبطته القوات الأمنية السعودية بجدارة إلا دليل جلي على المخططات التي تحاك على أمننا وكياننا.
ويقول مراقبون: إن التنظيمات الإرهابية ليست موجهة ضد المملكة العربية السعودية بالتحديد فهي تنظيمات تستهدف دول الخليج بل والدول العربية بأكملها وخصوصًا القاعدة وفروعها، ومنها "داعش" فإنها تستهدف السعودية بالتحديد لكونها العمق الاستراتيجي لدول الخليج.
وأكد الشيخ خالد أن وعي وحرص قيادات الخليج وعلى رأسها السعودية ومتابعتها لتحركات إيران وتلك المنظمات تكللت بالنجاح، وأوجدت الأمان لمجتمعاتنا من آفات الإرهاب.
ودعا الشيخ خالد دول الخليج والدول العربية للتعاون مع المملكة لإحباط أي محاولات لتصدير الإرهاب القادم من سورية، والالتفاف حول المملكة العربية السعودية في هذه الحرب ضد الإرهاب هو من أهم عناصر النجاح ضده.
 وقال: إن المملكة أثبتت قدرتها على محاربة الإرهاب سابقا قبل سنوات والقادم آنذاك من أفغانستان، وهذه الخبرة والحزم جديرتان بثقتنا بالمملكة وقدرتها في هزيمة إرهاب وتوجهات داعش، وتساءل: لماذا تبقى إيران الوحيدة على مستوى العالم التي لا تستهدفها التنظيمات الإسلامية الإرهابية!..
السعودية تدخل مرحلة
يأتي ذلك بالتزامن مع اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية، الذي بدأ أمس في القاهرة، لبحث تشكيل قوة عربية مشتركة في مواجهة الإرهاب الذي تشهده المنطقة العربية بأكملها، اجتمع رؤساء أركان الجيوش العربية؛ اليوم السبت بمقر الجامعة العربية، لاستكمال مناقشة تشكيل القوة العسكرية العربية المشتركة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية. 
وقال الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية– رئيس الجلسة– إنه من المقرر أن ينتهي رؤساء الأركان من الانتهاء من إجراءات تشكيل القوة العربية العسكرية المشتركة قبل 29 يونيو المقبل.
 وجاء رؤساء الوفود من الأردن، الإمارات، البحرين، تونس الجزائر، جيبوتي، السعودية، السودان، الصومال العراق، عمان، فلسطين، قطر، جزر القمر، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، موريتانيا واليمن.
وكان القادة العرب قد اعتمدوا في 29 مارس الماضي مبدأ إنشاء قوة عسكرية عربية تشارك فيها الدول العربية اختياريًّا، وينص القرار على "أن هذه القوة تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية، وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية بناء على طلب من الدولة المعنية".
ويتوقع مراقبون أن تكون القوة العسكرية المشتركة، بداية للقضاء على التنظيمات الإرهابية وبالأخص "داعش"، من المنطقة العربية بأكملها.

شارك