اشتباكات واسعة في سوريا.. وتكهنات بتراجع نفوذ النظام مع تعدد هجمات المسلحين المعارضة

الأحد 24/مايو/2015 - 05:37 م
طباعة اشتباكات واسعة في
 
زادت حدة المعارك في سوريا في الوقت الذي يتمدد فيه تنظيم "داعش"، وفي الوقت الذي أعلن فيه التليفزيون الرسمي السوري بأن عناصر تنظيم داعش قتلوا ما لا يقل عن 400 شخص في مدينة تدمر الأثرية معظمهم من النساء والأطفال، أعلن أيضًا أن غارات جوية نفذها سلاح الجو السوري قتلت 300 مسلح على الأقل، وأصابت المئات خلال عملية عسكرية لتحرير جنود محاصرين في مستشفى بشمال غرب البلاد، بعد أن سبق وتم تحرير العشرات من الجنود السوريين الذين كانوا محاصرين داخل مستشفى جسر الشغور منذ أبريل الماضي.
وقال شهود عيان: إن التلفزيون السوري ينقل معلوماته عن سكان داخل المدينة المعروفة بأطلالها ومعابدها المحفوظة بعناية وأعمدتها ومسرحها التي تعود للحقبة الرومانية، بعد أن روج بعض النشطاء صورًا لمئات الجثث في شوارع المدينة، بعد أن سيطر عليها داعش، والإشارة إلى أنهم قتلى تابعون للنظام السوري.

اشتباكات واسعة في
وفي الوقت الذي أعلن فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط طائرة مروحية تابعة للنظام السوري في محيط مطار كويرس العسكري في حلب وقتل طاقمها على يد عناصر داعش، قالت مصادر تابعة للنظام السوري: إن سقوط مروحية أثناء إقلاعها من مطار كويرس في ريف حلب يرجع لخلل فني طارئ، ومقتل طاقمها من دون تحديد عدد أفراده.
يأتي ذلك في الوقت الذي أشار فيه متابعون إلى أن النظام السوري ربما يضطر للاكتفاء بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق إلى الساحل السوري غرباً؛ حيث يتمتع بنفوذ قوي، ويعزز انسحاب قوات النظام من مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا التي باتت تحت سيطرة مقاتلي تنظيم "داعش" هذه الفرضية، خاصة وأن هذا التطور أتاح للتنظيم الجهادي توسيع رقعة سيطرته على المعابر الحدودية مع العراق، على حساب النظام.
من جانبه قال الخبير في الشئون السورية توماس بييريه: "على الأرجح، يحتفظ النظام عسكرياً بوسائل تمكنه من السيطرة طويلاً على النصف الجنوبي الغربي من البلاد، لكن من شأن سلسلة خسائر متلاحقة أن تضعفه من الداخل، وحتى يتمكن النظام من الاستمرار، عليه أن يخفض سقف توقعاته ويركز على محور دمشق حمص الساحل".
وفى هذا السياق قال شاهد عيان على الوضع في سوريا: إن الجيش السوري بات اليوم أشبه بحرس إمبراطوري مهمته حماية النظام، إلا أن أركان النظام قلقون بالتأكيد، لكنهم ليسوا في وضع حرج لاقتناعهم بأن إيران وروسيا لن تتخليا عنهم.

اشتباكات واسعة في
وحسب الوضع الميداني أصبح شمال سوريا وشرقها وجنوبها تحت سيطرة الجهاديين وكتائب المعارضة، ومنذ فشل الهجوم الأخير الذي شنته قوات النظام لقطع خطوط إمداد كتائب المعارضة إلى حلب شمال، يبدو الجيش في وضع دفاعي في كل أنحاء البلاد تقريباً، باستثناء منطقة القلمون الجبلية على الحدود مع لبنان، لكن مقاتلي حزب الله من يقودون الهجوم ضد مسلحي "جبهة النصرة" وفصائل إسلامية معارضة في هذه المنطقة.
وبالتزامن مع هذه التطورات أظهر استطلاع فرنسي للرأي حديث أن معظم الفرنسيين يؤيدون تدخلًا عسكريًّا لفرنسا في سوريا، في تناقض حاد عن مسح أجري في عام 2013 حينما عارضت الغالبية خطط الحكومة لتنفيذ ضربات جوية على قوات الرئيس بشار الأسد، خاصة وأن فرنسا تقدم أسلحة للقوات الكردية المعارضة في سوريا، لكنها استبعدت مرارًا القيام بعملية عسكرية دون الحصول على تفويض من الأمم المتحدة.
الاستطلاع شارك فيه 1103 فرنسيين وأجرته مؤسسة بي.في.إيه لاستطلاعات الرأي قال 55 في المائة: إنهم سيؤيدون تدخلًا فرنسيًّا في سوريا بالمقارنة مع 64 في المائة كانوا يعارضون ذلك في عام 2013.. إن المسح أظهر أن "92 في المائة من الفرنسيين يقولون إنهم قلقون شخصيًّا من الوضع في سوريا."
وسبق وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بعد سقوط مدينة تدمر السورية في أيدي مقاتلي تنظيم داعش بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل التنظيم في سوريا والعراق "يجب أن يتحرك."
ومن المنتظر أن يجتمع وزراء من دول التحالف في باريس في الثاني من يونيو القادم لوضع استراتيجية تشمل سبل وقف المكاسب التي حققها التنظيم في الآونة الأخيرة، وسط توقعات ضعيفة بالحصول على تفويض من الأمم المتحدة بتدخل عسكري؛ نظرا لأن روسيا والصين عرقلتا بالفعل مشروعات قرارات مخففة لمجلس الأمن بهذا الشأن.

شارك