بعد حادث القطيف.. الشيعة يطالبون بالحماية من تهديدات سلفية في مصر
الأحد 24/مايو/2015 - 09:07 م
طباعة
طالبت التيارات الشيعية في مصر بعد حادث استهداف مسجد القطيف في السعودية، الجهات الأمنية بتوفير الحماية الكاملة لهم، بدعوى أن هناك تهديدات لهم من التيارات السلفية المتشددة.
وقال سالم الصباغ، أحد القيادات الشيعية في مصر: إن التيارات السلفية المتشددة في العالم العربي كله، أصبحت تمثل خطورة كبيرة، ولابد للجميع من موقف، ضد تلك التنظيمات التكفيرية التي تحاول زعزعة الأمن في المنطقة العربية.
وطالب الصباغ المسئولين والأجهزة الأمنية بتوفير الحماية الكاملة لمقرات الشيعة ومنازلهم في المحافظات.
وقال الطاهر الهاشمي، القيادي الشيعي: إن ما حدث عمل إرهابي يحاول إشعال فتنة جديدة بين الشيعة والسُنة في المنطقة العربية.
وأضاف الهاشمي، إلى أنه ليس بجديد على هذه التنظيمات الإرهابية استهداف الشيعة، لافتًا إلى أن هناك من يروجون لهذا الفكر التكفيري في مصر، تحت مسمى تيارات سلفية مناهضة للشيعة.
من جانبه، قال ناصر رضوان، القيادي السلفي منسق «ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت»، إنه لا يشك من له أدنى دراية بدين الشيعة أن إيران وراء التفجير، كما يفعل عبدالملك الحوثي في اليمن بقصف المدنيين، لكى ينقل الإعلام الشيعي صورة كاذبة، أن التحالف يقصف المدنيين وإيران تريد تشويه السعودية بهذا الفعل.
الهجوم السلفي على الشيعة بعد ثورة يناير 2011
تصاعد الهجوم السلفي على الشيعة في مصر بعد صعود المعزول محمد مرسي الى حكم مصر ممثلا للتيار الاسلامي السني، فكان اول خلاف داخل هذا التيار بسبب الشيعة حيث نشبت أزمة كبيرة بين التيار السلفي وجماعة الإخوان المسلمين ومرسي، على خلفية السماح للسياح الإيرانيين بزيارة مصر، وتحديدا الأماكن التي تعتبر مقصدا لهم.
وعرفت زيارة السياح الإيرانيين بـ"السياحة الدينية"، نظرا لأن الهدف منها زيارة الأماكن المقدسة بالنسبة الشيعة، وعلى رأسهم مسجد الحسين.
واتهم السلفيون وتحديدا الدعوة السلفية جماعة الإخوان ومرسي بالمساعدة في انتشار التشيع في مصر، وهو ما استدعى تنظيم الدعوة السلفية تنظيم حملة "ضخمة" للتحذير من المد الشيعي في كل محافظات مصر.
وبناء على هذه الحملة نظمت الدعوة السلفية مؤتمرات جماهيرية وطبعت آلاف المطويات التي تحذر مما أسمته "انحرافات الشيعة"، لبيان عقيدتهم الفاسدة.
وأعادت الدعوة طبع كتب لقياداتها ومشايخها حول الشيعة بأعداد كبير وتوزيعها بشكل مجاني، خلال الحملات التي نظمتها في المحافظات.
بيد أن هذه الحملة لم تسفر عن وقف تام لاتفاقية السياحة الموقعة مع إيران، وتعطلت بعض الشيء، مع إعلان وزير السياحة، هشام زعزوع، إبريل 2014، أن مصر أغلقت ملف السياحة الإيرانية بشكل كامل، وأن هذا القرار يتماشى مع الرفض الشعبي في الشارع المصري لهذه السياحة، إلى جانب المواقف بين البلدين.
وفي مارس 2014، عادت رحلات السياح الإيرانيين إلى مصر مرة أخرى، من خلال فوج سياحي توجه إلى أسوان، ولكن هذه المرة دون صدى سلفي كبير مثلما حدث في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
مولد الحسين
وفي مشهد متكرر يمثل "موسم" الصراعات بين السلفيين والشيعة كل عام، وتحديدا في شهر فبراير، حيث الاحتفالات بمولد الحسين، واستعداد الأخير للتواجد في محيط المسجد وداخله بمنطقة الأزهر.
وقبل احتفالات مولد الحسين بأيام تتصاعد الخلافات والتراشق الإعلامي، من حيث تصريحات شخصيات محسوبة على "الشيعة" بالتواجد داخل المسجد وفي محيطه للاحتفال.
ويقابل تصريحات الشخصيات الشيعية، موجة من الغضب من قبل السلفيين، خاصة من قبل الائتلافات التي تأسست لمواجهة المد الشيعي في مصر، مثل ائتلاف الصحف والآل، وائتلاف أحفاد الصحابة، وتحذيرات من إقامة أي شكل من أشكال الاحتفال للشيعة في مولد الحسين.
ولكن سرعان ما يتطور الأمر من قبل السلفيين، لتشكيل مجموعة للتواجد داخل المسجد وفي محيطه لرصد أي تحركات أو احتفالات من قبل الشيعة، وإبلاغ الجهات الأمنية لوقف أي احتفالات للشيعة.
ويبدو لافتا وجود تنسيق عالي بين الأجهزة الأمنية والائتلاف التي تتحرك لمواجهة المد الشيعي، خلال احتفالات مولد الحسين، لرصد تحركات الشيعة.
حسن شحاتة
وفي ضاحية أبو النمرس، بمحافظة الجيزة، تجمع نحو 3 آلاف مواطن، أمام منزل أحد أئمة المساجد والمعروف بأنه "شيعي"، خلال استقبال القيادي الشيعي "حسن شحاتة".
وتجمع عدد من الشيعة في منزل بمنطقة زاوية أبو مسلم، لإقامة طقوس خاصة بهم، وهو ما أسفر عن تجمع عدد كبير من الأهالي لمنع تلك الطقوس، وطرد كل من بالمنزل خارج المنطقة.
وتطور الأمر إلى اقتحام المنزل، والاعتداء على المجتمعين، أسفر عنه مقتل أربعة أشخاص بينهم "حسن شحاتة" و سحله في الشارع، فضلا عن إصابة الباقي بإصابات بالغة، وطالت الاتهامات في الواقعة، التيار السلفي بشكل عام.
وألقت قوات الأمن القبض على عدد من المعتدين، وإحالتهم للتحقيق.
واستدعت الواقعة إلى تنديد الشيعة خارج مصر، مثل حزب الله –اللبناني- وحركة الحوثيين اليمنية، مطالبين السلطات المصرية بمحاكمة الجناة في مقتل شحاتة وآخرين من الشيعة.
لم يختلف موقف الدعوة السلفية، عن الائتلافات الرافضة للتمدد الشيعي، واعتبر القيادي بالدعوة السلفية، الدكتور عادل نصر، أن خطر الشيعة الذي لطالما حذرت منه الدعوة، بات واضحا في عدد من العواصم العربية.
ولم ينكر إمكانية التمدد الشيعي خلال الفترة المقبلة، ولكنه يحتاج إلى مواجهة قبل التفاجؤ بسيطرة الشيعة على مصر، استغلالا للفقر والأوضاع المعيشية السيئة.
مؤتمر سلفي ضد الشيعة
وكان من بين اهم واخطر المؤتمرات التي نظمتها الدعوة السلفية للهجوم على الشيعة ذلك المؤتمر الذي تم تنظيمه في ابريل 2013، في ظل حكم المعزول مرسي بمسجد عمرو بن العاص، بمشاركة عدد كبير من رموز التيار السلفي. وقال شريف الهواري، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، حينها إن الهدف من المؤتمر بيان حقيقة الخلاف مع الشيعة "الاثنا عشرية"، وتوضيح أن الخلاف بين السنة وبينهم ليس في الفروع، ولكنه خلاف عقدي في أصول العقيدة.
وأوضح أن مصر هي الهدف الأكبر للشيعة لأنها قائدة أهل السنة والجماعة، كما أن "من عقائد الشيعة أن مهديهم المنتظر لن يخرج حتى تكون مصر تابعة لهم".
وأضاف: "نحن على يقين أن الشيعة سيفشلون كما فشلوا قبل ذلك"، مشيرا إلى أن الدولة الفاطمية حكمت مصر أكثر من 260 عاما وأنشأت الأزهر لتشييع مصر السنية لكنها فشلت، لكننا "ما زلنا نعاني من آثارهم الوخيمة، ومنها إنشاء القباب على القبور وإقامة الموالد ونشر الشركيات والبدع".
وأكد الهواري أنهم سيعملون على تحصين المصريين من الغزو الشيعي الجديد بكل قوة وحسم، خاصة مع حرج المرحلة الانتقالية التي نمر بها بسبب الأزمة الاقتصادية، موضحاً أن "الشيعة يدخلون من مثل هذه الأبواب عن طريق المال والنساء، ونحن لن نسكت عن ذلك، فنحن نصبر على الجوع ولا نصبر على المساس بعقيدتنا وهويتنا".
ونوّه إلى أن المؤتمر يوضح أن الخلاف مع الشيعة عقائدي، مشددا على أن "الشيعة يقولون بتحريف القرآن، وأن القرآن الأصلي في السرداب مع الإمام الذي سيخرج في آخر الزمان، ويسمونه قرآن فاطمة، ويزعمون أن به سبعة آلاف آية، أي ثلاثة أمثال القرآن، وهذا تكذيب لقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)". وقال إن الشيعة يكفرون أمهات المؤمنين إلا السيدة خديجة، كما يحللون نكاح المتعة رغم إجماع الأمة على تحريمه.
ولفت عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية إلى أن المؤتمر يوضح خطورة الشيعة على أهل السنة، من خلال بيان سلسلة الخيانات العظمى لهم على مر التاريخ، ومنها خيانتهم لصلاح الدين الأيوبي والتعاون مع الصليبيين، وخيانة ابن العلقمي الشيعي للخليفة العباسي والتعاون مع التتار لإسقاط الخلافة العباسية، وما ترتب على ذلك من قتل أكثر من مليون و800 ألف مسلم في دار الخلافة ببغداد، وخيانتهم لإسقاط الخلافة العثمانية بالتحالف مع الحلفاء، وخيانتهم لإسقاط أفغانستان والعراق بالتحالف مع أميركا، مشيرا إلى أنهم يساعدون في تحطيم وتدمير شعب سوريا، وهم وراء ما يجري في البحرين وبعض دول الخليج.
المرجعية الوهابية لرفض الشيعة
يستند التيار السلفي في مصر على تلك الفتاوى التي انتجها ابن تيمية ومن بعده محمد بن عبد الوهاب وصولا الى تلك الفتاوى التي انتجها علماء الوهابية في السعودية ابن باز والعثيمين وغيرهما، حيث يقول العثيمين "الشيعة، والصواب أن يقال الرافضة لأن تشيعهم لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – تشيع متطرف غال لا يقبله علي – رضي الله عنه – فالرافضة كما وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله تعالى – في كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
حيث قال في ص391: إنهم أكذب طوائف أهل الأهواء، وأعظمهم شركاً، فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم، ولا أبعد عن التوحيد، حتى إنهم يخربون مساجد الله التي يذكر فيها اسمه، فيعطلونها عن الجمعة والجماعات، ويعمرون المشاهد التي أقيمت على القبور التي نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذها
وقال في ص439 من الكتاب المذكور: الرافضة أمة مخذولة ليس لها عقل صريح، ولا نقل صحيح، ولا دين مقبول، ولا دنيا منصورة
وقال في الفتاوى ص356 ج3 من مجموع بن قاسم: وأصل قول الرافضة أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على عليّ نصّا قاطعاً للعذر، وأنه إمام معصوم، ومن خالفه كفر، وأن المهاجرين والأنصار كتموا النص، وكفروا بالإمام المعصوم، وأتبعوا أهواءهم، وبدلوا الدين، وغيروا الشريعة، وظلموا واعتدوا، بل كفروا إلا قليلاً إما بضعة عشر أو أكثر، ثم يقولون: إن أبا بكر وعمر ونحوهما ما زالا منافقين، وقد يقولون: بل آمنوا ثم كفروا، وأكثرهم يُكفّر من خالف قولهم، ويسمون أنفسهم المؤمنين ومن خالفهم كفاراً، إلى أن قال: ومن ظهرت أمهات الزندقة، والنفاق، كزندقة القرامطة الباطنية وأمثالهم .
وانظر قوله فيهم أيضاً ص 428-429 ج4 من الفتاوى المذكورة .
وإذا شئت أن تعرف ما كان الرافضة عليه من الخبث، فاقرأ كتاب الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب فقد ذكر عنهم ما لم يذكر عن اليهود والنصارى في أعظم خلفاء هذه الأمة أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – وكان من دعائهم: اللهم صلي على محمد، وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش، وجِبتيهم وطاغوتيهم، وابنتيهما، يعنون: أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة – رضي الله عنهم أجمعين - .
وأما خطر الرافضة على الإسلام فكبير جداً، وقد كانوا هم السبب في سقوط الخلافة الإسلامية في بغداد وإدخال التتار عليها، وقتل العدد الكثير من العلماء، كما هو معلوم في التاريخ .
وخطرهم يأتي من حيث أنهم يدينون بـ ( التقية ) التي حقيقتها النفاق، وهو إظهار قبول الحق مع الكفر به باطناً، والمنافقون أضر على الإسلام من ذوي الكفر الصريح، وقد حصر الله – تعالى – العداوة فيهم، وأنزل فيهم سورة كاملة، فقال تعالى في سورة المنافقين: ( هم العدو فاحذرهم ) الآية: 4
وأما كوننا ندعو الله – تعالى – أن ينصر الكفار عليهم فلا حاجة إليه، وإنما ندعو الله - تعالى – أن ينصر المسلمين الصادقين الذين يقولون بقلوبهم وألسنتهم: ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) الحشر، الآية: 10 الذين يحكمون شريعة الله – تعالى – ظاهراً وباطنا، ويتولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غير إفراط ولا تفريط، منزلين كل واحد منزلته، ندعو الله – تعالى – أن ينصر المسلمين المتصفين بذلك على أعدائهم من الروافض وغيرهم . انتهى
المصدر: المجموع الثمين من فتاوي بن عثيمين المجلد:3 صفحه:86
تلك الفتاوى وغيرها يستند عليها التيار السلفي لمحاربة الشيعة من ابناء الوطن رغم ان الدستور المصري ومعظم دساتير الدول تؤكد على المساواة بين المواطنين وعدم التفريق بينهم على اساس اللون او الجنس او العقيدة ومن هنا تعد تلك الدعاوى الذي يدعو اليها التيار السلفي بدعوته السلفية وزراعها السياسية حزب النور هي خارج الدستور والقانون وان طلب الشيعة المصريين للحماية ما هو الا طلب مشروع وعلى الدولة المصرية ان توفر لهم هذه الحماية كمواطنين مصريين لهم كامل حقوق المواطنة.