مؤتمر القبائل الليبية في مصر.. مقاطعة كبار المشايخ تهدد نجاح المفاوضات

الإثنين 25/مايو/2015 - 12:20 م
طباعة مؤتمر القبائل الليبية
 
ما زالت المباحثات بشأن حل الأزمة الليبية قائمة، فرغم انعقاد الحوار الليبي في عدة دول، فإن المشاورات ما زالت تجري هنا وهناك، فبين دول المغرب العربي والشرق الأوسط تنعقد العديد من الاجتماعات التي تهدف إلى استرجاع الحياة الطبيعية إلى ليبيا.
مؤتمر القبائل الليبية
 عقب الفوضى العارمة التي شهدتها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي، وانتشار العناصر الإرهابية المسلحة التي صارت تتوغل في البلاد دون حساب، وكأن ليبيا أصبحت معقلًا رئيسيًا لها.
في ظل كل هذه الظروف المحيطة، تسعى العديد من الدول إلى إيجاد حلول سريعة للحالة التي تعيشها ليبيا حفاظًا على مصالحها، حيث ترى دول المغرب العربي أن عودة الحياة إلى ليبيا سيحميها من القلق المستمر الذي تعيشه، أما دول الشرق الأوسط فتجد أن عودة الاستقرار إلى ليبيا طمأنينة ومحافظة على المصالح المشتركة بين الطرفين.
وعلى مدار المرحلة الأخيرة كانت مساعي الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها لدى ليبيا برناردينو ليون، لتوافق الأطراف المتنازعة في البلاد، حيث كانت آخرها حوار مدينة الصخيرات في المغرب، والذي قام "ليون" خلاله بطرح عدة مقترحات للخروج من الأزمة، وذلك عن طريق مسودة يقوم المتنازعون بالرد عليها قبل 7 يونيو المقبل.
ومع توالي اللقاءات والحوارات للخروج من الوضع الراهن، من المفترض أن تستقبل مصر اليوم الاثنين 25 مايو 2015، وعلى مدار ثلاثة أيام، مؤتمر القبائل الليبية، والذي يعد أحد مسارات الحوار الموازية الأربعة، التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة، لدعم حوار الفرقاء السياسيين في الصخيرات المغربية. 
مؤتمر القبائل الليبية
فيما أكد السفير بدر عبد العاطي، لـ"بوابة الحركات الإسلامية"، أنه تقرر تأجيل بدء أعمال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القبائل الليبية، إلى السادسة مساء اليوم الاثنين، لحين وصول بعض الزعماء الذين تأخروا نظرًا للأوضاع المتوترة في بلادهم.
في ذات السياق، أعلن عدد من قبائل وممثلي أعيان المدن والقرى والشيوخ في ليبيا، مقاطعتهم لمؤتمر القبائل الليبية في مصر، مطالبين بعقد المؤتمر في ليبيا .
محمد المبشر رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة، وهي مظلة اجتماعية تضم نحو 400 ممثل عن القبائل والأعيان والشيوخ، من مختلف أنحاء البلاد، يرى أن أي اجتماع خارج الوطن، لن يقدم حلولًا ناجحة لإنهاء النزاع المسلح.
ويقول المبشر في تصريح له: "نحن أعلنا موقفنا كمجلس مراراً وتكراراً، بأننا لن نشارك في أي مؤتمر للقبائل الليبية، خارج ترابنا وحدودنا، وهو مبدأ لن نحيد عنه، وملتزمون به ليقيننا بصوابه" .
يتابع: "لا نشكك في نوايا إخوتنا في مصر، ومساعيهم الطيبة للملمة الصف وجمع الليبيين على الحوار ودفعهم للتصالح، بل نشد على أيدي كل طرف محلي وإقليمي ودولي، يرتضي المصالحة بُدًّا لإنهاء الحرب، لكننا في ذات الوقت ومن خلال اتصالاتنا، وجدنا رفضا واسعاً، من قبل شريحة كبيرة من القبائل والأعيان، خاصة وأن أطراف النزاع ترى أن القاهرة مكان غير محايد لاحتضان اجتماع حساس وفارق مثل هذا". قائلا: "نحن نعمل وفق آلية واضحة تعبر عن تطلعات الليبيين، والمؤتمر للأسف غير واضح الأهداف، ولا يمكننا قبول أي نتائج تصدر عنه".
مؤتمر القبائل الليبية
ومن ناحية أخرى أعلنت المجالس العليا لقبائل وأعيان الزنتان، ورشفانة، رفضها المشاركة في مؤتمر القبائل، كما أعلنت ﻗﺒﺎﺋﻞ المنطقة الغربية ممثلة في "ورفلة، ﺍﻟﻌﺠﻴﻼﺕ، اﻷﺻﺎﺑﻌﺔ، ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻷﺭﺑﻊ، ترهونة، ﺍﻟﺼﻴﻌﺎﻥ وﺍﻟﻨﻮﺍﻳﻞ"، وقبائل الشرق "ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﺍﺕ، ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ، ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﻴﺮ، ﺍﻟﻌﺰﺑﻴﺎﺕ، ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻱ، ﺍﻟﻔﻮﺍﻳﺪ وﺍﻟﻌﺮفة"، وقبائل الجنوب "ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺣﺔ، ﺍﻟﺤﺴﺎﻭﻧﺔ، أﻭﻻﺩ ﺍﻣﺤﻤﺪ، ﺍﻟﺮﺑﺎﻳﻊ وﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻕ"، أعلنت جميعها عدم مشاركتها في مؤتمر القبائل في مصر، مؤكدين أن من توجه للقاهرة، لا يمثل سوى وجهة نظره الشخصية.
وتعد هذه الأسماء من أكبر وأهم القبائل في ليبيا، وتمثل أكثر من 60% من قبائل وأعيان وشيوخ ليبيا؛ مما يهدد نجاح المفاوضات في مصر.
وبحسب تقارير وإحصائيات شبه رسمية، فإن النسيج الاجتماعي الليبي يتكون من 140 قبيلة، لها امتدادات جغرافية عبر الحدود، ووشائج دم مغربية ومشرقية ومتوسطية وإفريقية عبر الصحراء.
فيما أكد محمد الشحومي مدير اللجنة التحضيرية لمؤتمر القبائل الليبية، بأن اللجنة لم تعلن الأسماء المقرر مشاركتها، وأن الأسماء المتداولة في مواقع التواصل هدفها زرع الفتن، وتسعى إلى إفشال المؤتمر، بحسب ما نقلت عنه بوابة الوسط الليبية .
وأكد الشحومي وصول 220 شيخًا من شيوخ القبائل الليبية إلى القاهرة، مشددًا على أنهم سيكونون ممثلين عن جميع مكونات المجتمع، في محاولة إلى لم الشمل والوصول بليبيا إلى بر الأمان .
مؤتمر القبائل الليبية
وذكر مدير اللجنة التحضيرية لمؤتمر القبائل الليبية، أن دعوات وجهت إلى المبعوث الأممي برناردينو ليون، وسفراء دول الجوار، إلى جانب ممثلي كل من الدول الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، للمشاركة في افتتاح فعاليات المؤتمر.
وقال الشحومي: إن الدولة المصرية يقتصر دورها على استضافة المؤتمر وتوفير كل التسهيلات لإنجاحه، بما فيها إيجاد مكان آمن لانعقاده، دون أن تتدخل في عمل المؤتمر أو اختيار الشخصيات المشاركة فيه.
ويقول محللون: إن بنود ملتقى القبائل الليبية ستركز على المصالحة الوطنية الليبية، وحل مشاكل النازحين والسجون السرية في ليبيا، والإفراج عن المعتقلين بها.
فيما أكد متابعون أن سبب اختلاف القبائل بسبب الاختلاف حول لون العلم وشعار الدولة الليبية والنشيد الوطني الليبي.
من المقرر حضور المبعوث الأممي "برناردينو ليون" وسفراء دول الجوار إلى جانب ممثلي كل من الدول الخمس الأعضاء في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي؛ حيث تم توجيه الدعوة إليهم.
ويعد هذا المؤتمر من أهم الاجتماعات التي حدثت منذ يوليو من عام 2014؛ نظرًا لحضور كبار المشايخ الليبيين.
في ذات الوقت تسعى الحكومة الليبية الموازية والمنضوية تحت المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، إلى خطة طريق شاملة لحل الأزمة في ليبيا خلال 48 ساعة.

شارك