تضارب المعلومات بشأن إطلاق نار في ثكنة عسكرية بتونس.. وداعش في المشهد

الإثنين 25/مايو/2015 - 08:06 م
طباعة الجيش التونسي يلاحق الجيش التونسي يلاحق الارهابيين
 
تباينت الأنباء بشأن حقيقة حادثة إطلاق النار في ثكنة عسكرية، وما نتج عنه من مقتل 7 واصابة أكثر من 10، وبالرغم من إعلان وزارة الدفاع التونسية بأن الحادث جنائي ولا تقف وراءه أي جهات ارهابية، اختلفت الأخبار والتحليلات بشأن انتماء الجندي الذى أطلق الرصاص على زملائه إلى جماعات متطرفة.
الشرطة التونسية
الشرطة التونسية
من جانبه قال المتحدث باسم الوزارة المقدم بلحسن الوسلاتي أن الجريمة تركزت في إقدام رقيب أول على طعن زميله بسكين والاستيلاء على سلاحه ومن ثم إطلاق النار على زملائه الذين كانوا بصدد تحية العلم، وأن العسكري مشاكل عائلية ولوحظ عليه سلوك مضطرب وتم نقله إلى وحدة "غير حساسة" التابعة للجيش الوطني وتم إعفاؤه من حمل السلاح، معتبرا أن الدوافع وراء هذا الهجوم رهن التحقيقات الجارية.
بينما نفي محمد علي العروي، الناطق الرسمي للداخلية، وجود أي دوافع إرهابية وراء العملية، إلا أن تقارير إعلامية نقلت عن شهود عيان اعتقادهم أن ما حصل في ثكنة بوشوشة ومحيطها لا يستبعد أن يكون عملًا إرهابيًا.
استنفار
استنفار
وقال شهود عيان إنه في التاسعة صباحا تم سماع صوت إطلاق نار كثيف في "جامع 20 مارس" بباردو المحاذي للثكنة، والذي شهد محيطه بعدها تطويقا أمنيا كبيرا، إضافة إلى إخلاء المدرسة الابتدائية المحاذية للجامع وللثكنة، وانتقلت إلى المكان قوات من مكافحة الارهاب، وتم اعلان حالة الاستنفار الكبرى، وتم تشديد الاجراءات في المطارات والموانئ والأماكن الحيوية.
بينما قال الكاتب التونسي سرحان الشيخاوي على صفحته الرسمية على الفيس بوك باعتباره شاهد عيان "كل الموجودين في عين المكان شاهدوا بأعينهم تطويق فرقة مكافحة الإرهاب للمسجد المحاذي للثكنة، والذي قيل منذ البداية إنه مصدر إطلاق النار، كما أن الجميع شاهد الفرق المختصة تطوّق أمكنة تبعد مئات الأمتار عن موقع الحادثة، وعشرات الأسئلة تبقى مطروحة في ما يتعلق بالحادثة الأخيرة.
وجاءت هذه الواقعة لتشير للأذهان ما سبق وحذرت منه أجهزة استخباراتية وتقارير بحثية بشأن انتقال تنظيم داعش للتمركز في تونس في ظل وجود عدد من المؤشرات التي تدل على عزم التنظيم التوسع في تونس وإنشاء ما سماه "دولة إفريقية".
حرس الحدود التونسي
حرس الحدود التونسي
قالت التقارير أن التنظيم أطلق حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ في نشر صور ومنشورات ومقاطع مصورة لمقاتليه التابعين له في تونس"، إضافة إلى دعوته التونسيين إلى الانضمام له، كما نشر "داعش" تعليقات تسخر من الحكومة والحملة الأمنية التي تقوم بها عقب الهجوم على متحف "باردو"، شهر مارس الماضي.
ومن خلال رسائل له على موقع "تويتر" أعلن تنظيم داعش "أنه سيكون في تونس خلال الصيف المقبل".
فرقة مكافحة الارهاب
فرقة مكافحة الارهاب
أوضحت التقارير الأمنية أن الخسائر التي مُني بها التنظيم في العراق وسوريا إثر الضربات الجوية للتحالف الدولي دفعته للتفكير في التوسع بدول أخرى، أهمها تونس في إفريقيا، على عكس توقعات كثير من المحليين الغربيين، ولفت إلى وجود تيار من التشدد الإسلامي في تونس قد يساعد على ذلك، خاصة أن تونس تُعد من أكبر الدول التي وفرت مقاتلين لتنظيم داعش، ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين أن تونس توفر بيئة ملائمة لتوسع داعش في المستقبل، 
من جانبه قال آرون زيلين معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: "توجد عدة دلالات على نية التنظيم الانتقال إلى تونس وإعلان ولاية بها، ويريد التنظيم حالياً التركيز على الزخم والإثارة".
جريمة باردو لا تزال
جريمة باردو لا تزال حاضرة فى الاذهان
وقال خبراء إن هناك صعوبات عدة في تونس لم تواجه التنظيم عند محاولة التوسع في العراق أو سوريا أهمها عدم وجود تنظيم محلي قوي يتبع له، أو السيطرة على أراضٍ محددة يمكنه بناء ولاية بها، كما أن الجماعة الجهادية الوحيدة المعروفة في تونس، وهي كتائب عقبة بن نافع مازالت تتبع تنظيم القاعدة في المغرب العربي، ومن غير المرجح أن تعلن الجماعة تبعيتها لـ "داعش".
ولا تزال التحقيقات جارية من أجل التوصل إلى معلومات أكثر دقة بشأن ما حدث اليوم، ومدى ارتباط ذلك بتنظيم داعش أو كتائب عقبة بن نافع، والرابط بين منفذ الجريمة وواقعة باردو التي حدثت في مارس الماضي.

شارك