حملة "لبيك يا حسين".. تحرير الأنبار بين الحرب الطائفية وتقسيم العراق

الثلاثاء 26/مايو/2015 - 12:53 م
طباعة حملة لبيك يا حسين..
 
العراق أعلن رسميًّا عن بدء عملية تحرير المحافظة السُّنية من قبضة "داعش" بعنوان طائفي مثير للجدل تبنته الميليشيات الشيعية.

"لبيك يا حسين"

لبيك يا حسين
أعلن أحمد الأسدي المتحدث باسم قيادة قوات "الحشد الشعبي" المؤلفة من فصائل شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، الثلاثاء انطلاق عملية "لبيك يا حسين" الهادفة لمحاصرة محافظة الأنبار غرب البلاد بهدف تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الاسدي "انطلقت عملية لبيك يا حسين في مناطق شمال صلاح الدين وجنوب غرب تكريت وشمال شرق الرمادي، والتي ستطوق الرمادي من الجهة الشرقية".
وأشار الأسدي إلى مشاركة قوات من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وأغلب فصائل الحشد الشعبي في عملية "لبيك يا حسين".
وأضاف الأسدي وهو نائب عن حزب الدعوة، أن "الجزيرة التي تربط بين صلاح الدين والأنبار سيتم تحريرها في هذه العملية التي تهدف إلى تطويق محافظة الأنبار، مؤكدا أن "العملية مقدمة لتطويق محافظة الأنبار؛ من أجل تحريرها.
وانتشرت قوات الحشد الشعبي التي تتشكل غالبيتها من فصائل شيعية في الأنبار استعدادًا لاستعادة الرمادي.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في مقابلته مع الـ"بي بي سي": "خسارتنا للرمادي جعلت قلبي ينزف، لكني أستطيع أن أتعهد بأن الرمادي سوف تستعاد خلال أيام".
وبدأت القوات العراقية النظامية مدعومة بمقاتلي الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر السنية في الأنبار باستعادة بعض المناطق شرق الرمادي خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال العبادي: إن الهجوم المضاد الكبير سوف يبدأ في الأنبار في غضون أيام.
وجسد الاستيلاء على الرمادي غرب بغداد، وتدمر في شرق سوريا من جهة أخرى قبضة الجهاديين على قلب ما يسمونه أرض خلافتهم.

حرب مذهبية

حرب مذهبية
وأثار الإعلان عن مشاركة الحشد الشعبي في معارك الأنبار، ورفع عنوان مذهبي على الجملة، مخاوف من تحول الحرب على "داعش" إلى صراع طائفي بين السنة والشيعة، يصب في النهاية بمصلحة الدولة الإسلامية.
يأتي ذلك في ظل وجود ارتكاب بعض الميليشيات الشيعية اعتداءات في المناطق السنية التي دخلتها، لا سيما تكريت التي كانت خاضعة للجهاديين.
وسجلت تقارير إعدامات جماعية وأعمال نهب وحرق منازل في كل من محافظتي صلاح الدين وديالي، بعد تحرير مناطق فيهما من قبضة التنظيم المتشدد.
كما ينظر شق واسع من العراقيين السنّة بعين الريبة لهذا التشكيل الشيعي المسلح، ويشككون أصلا في أن يكون أنشئ لقتال الجماعات المتطرفة، فيما يرى فيه آخرون ذراعًا عسكرية لإيران في العراق، بدعم وغطاء من أذرعها السياسية في الحكومة ورئاسة الجمهورية والبرلمان. ويرفض قادة من السنّة اشتراك الحشد الشعبي في المعارك بمحافظة نينوي شمالًا والأنبار غربًا، خشية ارتكاب هذه الميليشيا جرائم طائفية بعد ارتكابها جرائم مشابهة في عدد من المدن بمحافظة ديالي (شرقًا) عقب استعادتها من "داعش".
ولا تقف مخاوف أهل السنّة في العراق من تغول هذه الميليشيا الشيعية عند حدود تصفية الحسابات على أساس طائفي، بل تتجاوزها إلى مخاوف تتعلق بسيادة العراق ووحدته بعد أن اعترف الحرس الثوري الإيراني، بقيادة هذه الميليشيا ودعمها بالمال والسلاح.

المشهد العراقي

 المشهد العراقي
يبدو أن إطلاق عنوان "لبيك يا حسين" وهو شعار ديني ومذهبي بصورة كبيرة، يقلق ويزيد من مخاوف السنة العراقيين فيما يتعلق بعملية الحشد الشعبي، وكان علي حكومة العبادي الممثلة لكل مكونات الشعب العراقي أن تختار عنوانًا وطنيًّا لحملة تحرير الأنبار وليس عنوانًا مذهبيًّا، ولكن فيما يبدو أن هناك تحييدًا كاملًا لقوات الجيش العراقي والدولة العراقية، ومَن يدير العمليات هي قوات الحشد الشعبي المرتبطة أكثر بالحرس الثور الإيراني، فهل ستنجو الأنبار من نار المذهبية، أم ستؤدي معركة تحريرها إلى تقسيم العراق؟

شارك