حركة "حماس" تدرب فتيات على القتال وتُهيئ الفرصة أمام العدو

الأربعاء 27/مايو/2015 - 12:27 م
طباعة حركة حماس تدرب فتيات
 
مع مواصلة مساعيها لفرض سيطرتها على قطاع غزة، تسعى حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" لافتتاح مخيمات طلائع التحرير الصيف الحالي، متخصصة في تدريب الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 14 إلى 20 عاماً على الفنون القتالية والعسكرية.
حركة حماس تدرب فتيات
الخطورة الحقيقية التي تتسبب فيها "حماس"، هي استغلال إسرائيل لفرصة تدريب مقاتلين وشن هجماتها على قطاع غزة بحجة أن عناصر مسلحة بدأت تنتشر في القطاع ولم يتبق فيها مدنيون.
على غرار ذلك، شنت بالفعل مقاتلات حربية إسرائيلية سلسلة هجمات على قطاع غزة مساء أمس الثلاثاء 26 مايو 2015، وقالت إسرائيل: إن الهجمات استهدفت "مواقع إرهابية"- على حد وصفها- وجاءت ردًّا على الاعتداء على مدنيين إسرائيليين انطلاقا من القطاع.
يقول متابعون: إن الهجمات استهدفت مواقع عسكريه تابعة لفصائل فلسطينية، تتبع مختلف التنظيمات المسلحة، من بينها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.
وفي مدينة رفح، جنوبي القطاع، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية صاروخًا تجاه أرض زراعية قرب مطار غزة الدولي، وآخر على موقع "مهاجر" التابع لسرايا القدس.
قصفت الطائرات موقع "حطين" في "خان يونس"، التابع للجان المقاومة الشعبية بأكثر من 4 صواريخ على فترات متقطعة؛ الأمر الذي ألحق بالمنطقة خسائر كبيرة.
وأغارت طائرة حربية إسرائيلية على موقع يتبع لكتائب القسام شمال غرب بيت لاهيا شمال القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أربعة "مواقع بنية تحتية إرهابية" في جنوب قطاع غزة، مؤكدًا أن الطائرات أصابت أهدافها.
حركة حماس تدرب فتيات
وقال بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش في بيان رسمي: "إن هذه الضربات رد مباشر على حماس والاعتداء على مدنيين إسرائيليين انطلاقًا من قطاع غزة".
وجاءت الهجمات بعد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي أن صاروخًا واحدًا على الأقل أطلق من قطاع غزة وسقط في منطقة خالية في جنوب إسرائيل.
وقال مسئول رفيع في الجيش الإسرائيلي: "نعتبر حماس مسئولة عن أي فعل في قطاع غزة".
وعقب إعلان الجيش الإسرائيلي، أخلت الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لحركة حماس كافة مقراتها تحسبًا لرد إسرائيلي، حسبما قالت مصادر فلسطينية لـ"بي بي سي".
ويرى مراقبون أن حركة حماس تتعجل بإصدار بعض التصريحات في غير صالحها، وذلك بعد إعلان نيتها تدريب فتيات من غزة عسكريًّا، موضحين أن الاحتلال الإسرائيلي سيستغل هذا الحدث؛ من أجل إقناع العالم أنه لا يوجد مدنيون في غزة، وسيبرر جرائمه التي يرتكبها .
يرى خبراء أن الأولى هو أن حركة حماس تنفق أموالها في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الأخيرة في غزة؛ لأن مدارس الوكالة تعج بالمشردين حتى اليوم .
ورأى محللون في الشأن الفلسطيني أن إسرائيل التي ارتكبت مئات المجازر والحروب والجرائم لا تنتظر مبررات، وأن دولة الاحتلال تطبق نظرية ميكافيلي التي تقول: إذا أردت أن توحد مجتمعاً فاصنع له عدوًّا خارجيًّا، وربما وجدت إسرائيل بالشعب الفلسطيني مطية سهلة لتوحيد مجتمعها، فلم تُجْدِ معه استراتيجيات البكائيات، وأن موضوع تدريب الفتيات في غزة عسكريًّا ليس بحاجة للسرية، حيث لم يعد هناك سرية في ظل التكنولوجيا التي سيطرت على الشعوب.
حركة حماس تدرب فتيات
ويرى متابعون أن إسرائيل ظاهرة عنيفة ولدت من منطق العنف والإرهاب وهي لا ترى نفسها إلا بالعدوان، وعندما تنوي وتقرر العدوان هي ليست بحاجة لذرائع؛ لأن الذريعة طوال الوقت متوفرة والنظام العالمي يوفر لها أفضل ما لديه من سلاح لممارسة العدوان .
من جانبها قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها اليوم الأربعاء 27 مايو 2015: إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ارتكبت جرائم حرب بحق مدنيين فلسطينيين في قطاع غزة أثناء حربها ضد إسرائيل في 2014 .
وقال تقرير العفو الدولية نفذت قوات حماس حملة وحشية من أعمال الاختطاف والتعذيب والقتل غير المشروع استهدفت الفلسطينيين المتهمين بالتعاون مع إسرائيل وغيرهم خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي ضد غزة.
وفي تقرير سابق في مارس الماضي انتقدت العفو الدولية أيضًا إسرائيل، واتهمتها بارتكاب جرائم حرب أثناء الصراع.
وأطلق النشطاء في غزة آلاف الصواريخ وقذائف المورتر الهاون على إسرائيل.
وجاء في تقرير العفو الدولية اليوم عدد من الحالات التي وصفتها بأنها تقشعر لها الأبدان تَعَرَّض فيها فلسطينيون اتهمتهم حماس بمساعدة إسرائيل للتعذيب والقتل.
وقالت العفو الدولية: في فوضى الصراع أطلقت إدارة حماس القائمة بحكم الواقع العنان لقواتها الأمنية لتنفيذ انتهاكات مفزعة من بينها انتهاكات ضد أشخاص محتجزين لديها. وكانت هذه الأفعال التي تقشعر لها الأبدان والتي يعد بعضها جرائم حرب تهدف إلى الانتقام وبث الخوف في أرجاء قطاع غزة.
حركة حماس تدرب فتيات
وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالعفو الدولية إنه لأمر مروع لأقصى حد أنه بينما كانت إسرائيل تنزل الموت والدمار بشعب غزة على نطاق هائل.. انتهزت قوات حماس الفرصة لتسوية الحسابات بلا رحمة منفذة سلسلة من عمليات القتل غير المشروع وغيرها من الانتهاكات الجسيمة.
في ذات السياق، أجرت حركة حماس تغييرات في المناصب القيادية على مستوى الصف الأول في الحركة.
كان متابعون توقعوا في وقت سابق بأن هناك مساع حثيثة لعقد تهدئة متوسطة إلى طويلة الأمد في قطاع غزة، حيث يشارك في الوساطة لذلك الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ووفد "لجنة الحكماء" الدولية.
وقد زار كارتر مؤخرا العاصمة القطرية الدوحة والتقى رئيس حركة حماس خالد مشعل لهذا الغرض، كما يزور الضفة الغربية وقطاع غزة لذات الغرض.
وتشتمل الوساطة إنجاز مصالحة فلسطينية تدعم التهدئة وتعطيها غطاء شرعيًّا فلسطينيًّا، وإن كانت في جوهرها تعتمد على التفاوض مع حركة حماس. 

شارك