تقرير أممي.. "داعش" تستقطب المزيد من المقاتلين وتتمدد

الأربعاء 27/مايو/2015 - 04:39 م
طباعة تقرير أممي.. داعش
 
تختلف تقديرات عدد المقاتلين في صفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على نطاق واسع، فقد كشف تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي أن هناك 25 ألف مقاتل من 100 دولة عضو في مجلس الأمن يقاتلون ضمن التنظيمات الجهادية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والقاعدة، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.
فيما كانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، خلال فبراير الماضي، قد أشارت بالأرقام لعدد المقاتلين تحت تنظيم "داعش". 

ارتفاع عدد المنضمين لـ"داعش"

ارتفاع عدد المنضمين
وأوضح التقرير الأممي أن عدد المقاتلين المنضوين تحت رايات الجماعات الجهادية ارتفع بنسبة 70% خلال الأشهر التسعة الماضية.
الارتفاع الكبير في نسبة المقاتلين المنتمين إلى جماعات جهادية سيرفع- وفقاً للتقرير- درجة القلق إزاء تزايد معدلات التطرف، مؤكداً أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تنامي وانتشار الفكر المتطرف، وخاصة في الدول الغربية.
التقرير هو الأول من نوعه الذي يصدر من الأمم المتحدة؛ الأمر الذي سيسهم في تشكيل نظرة عالمية لمشكلة المقاتلين الأجانب، التي تشمل أفغانستان وإفريقيا وسوريا والعراق.
فيما كانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، خلال فبراير الماضي، قد أشارت إلى حقائق خطيرة، وأرقام آخذة في الارتفاع، تبعث على القلق من تنامي خطورة هذا التنظيم، نشرتها الصحيفة الأمريكية، في تقرير ضمنته خريطة تشير إلى النمو الملحوظ في أعداد المنتسبين لهذا التنظيم الذي يثير قلقاً عالمياً.
وهناك تقديرات أخرى؛ فقد ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن رامي عبد الرحمن، أن لدى داعش أكثر من 50 ألف مقاتل في سوريا وحدها. وبدوره، قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية مؤخرًا إن بلاده تقدر عدد مسلحي التنظيم بنحو 70 ألفًا ينتمون لجنسيات مختلفة. وفي أواخر شهر أغسطس من عام 2014، زعم الخبير الأمني في بغداد، هشام الهاشمي، أن إجمالي عدد أعضاء داعش قد يكون قريبًا من 100 ألف شخص. وبحلول نوفمبر 2014، قال فؤاد حسين، وهو رئيس هيئة الأركان لرئيس كردستان مسعود بارزاني، لباتريك كوكبيرن من صحيفة الإندبندنت: إن تقديرات وكالة الاستخبارات المركزية كانت متدنية للغاية، وإن لدى داعش ما لا يقل عن 200 ألف مقاتل.

المقاتلون الأجانب في "داعش"

المقاتلون الأجانب
العدد الحقيقي للمقاتلين الأجانب في التنظيمات الجهادية لا يبدو أنه محل اتفاق، وتوضح تقارير إعلامية سابقة، أن نحو 5000 مقاتل انضموا إلى تنظيم "داعش" في الفترة من شهر أكتوبر 2014 إلى يناير 2015، ليصبح عدد المنضمين إلى التنظيم من الدول الثمانين قرابة 20,000، مقارنة بـ 15,000 كانت إحصائية تقديرية قد سجلتهم في أكتوبر 2014، وفقًا للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي (ICSR).
فيما أشار التقرير الصادر عن مجلس الأمن الدولي إلى أن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف "داعش" قد يصل إلى 30 ألف مقاتل، وهو ما يشكل أعلى نسبة تدفق للمقاتلين الأجانب، وخاصة إلى سوريا والعراق، بالإضافة إلى نمو ملحوظ في تدفق المقاتلين إلى ليبيا، كما يشير التقرير.
ويعتقد أن نحو 700 شخص من بريطانيا وحدها التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، حيث يصف التقرير كلًّا من سوريا والعراق وليبيا بأنها مدارس "الإرهابيين"، في وقت اعتبر أن كلًّا من تونس والمغرب وفرنسا والاتحاد الروسي يشكلون أهدافاً مقبلة للتنظيم.
ويكشف تقرير صادر لصحيفة "واشنطن بوست" في فبراير الماضي، أن للغرب نصيب الأسد من المهاجرين للقتال في صفوف "داعش" خلال الفترة من أكتوبر 2014 حتى يناير 2015، وحسب التقرير زاد عدد الوافدين من فرنسا إلى داعش ثلاثة أضعاف، فسجل التقرير توافد 1200 فرنسيا مقارنة بـ412 في أكتوبر 2014، فيما احتلت ألمانيا المرتبة الثانية في تصدير المقاتلين، وارتفع عدد الخارجين من أراضيها باتجاه "داعش" إلى 600 مقاتل مقارنة بـ 240 في أكتوبر 2014.
كذلك ارتفع بنسبة ملحوظة عدد المهاجرين إلى "داعش" من كل من بريطانيا وبلجيكا ونيوزيلندا، والسويد، وفنلندا والدانمارك، والنرويج.
وارتفع عدد المقاتلين الملتحقين بالتنظيم من باكستان من 330 إلى 500 مهاجر، أما أفغانستان فقد زاد العدد من 36 إلى 50 مقاتلا مهاجراً.

المقاتلون العرب في "داعش"

المقاتلون العرب في
وإذا كان تقرير الصادر عن مجلس الأمن الدولي، لم يشر إلى حجم المقاتلين العرب من خارج العراق وسوريا في صفوف الجماعات الإرهابية، فإن صحيفة "واشنطن بوست"، أشارت إلى أن عدد المنضمين إلى "داعش" من الشرق الأوسط، لم تسجل أي زيادة ملموسة، في عدده من دول الخليج، وذلك مقارنة بالتقرير الصادر عن المنظمة يناير الماضي.
وفي شمال إفريقيا لم يرصد التقرير أي زيادة، بالجزائر 250، وتونس 3,000، والمغرب 1,500، وهي نفس الأعداد المطابقة للإحصائية السابقة.
كما أكدت الاحصائية التقديرية أن أحدًا من دول الخليج العربي لم يلتحق بداعش خلال الشهرين الماضيين، باستثناء الإمارات التي ازداد عدد المقاتلين منها مقاتلًا واحدا فقط من (14) إلى (15).
ولم يرصد التقرير أي زيادة في أعداد المقاتلين، خلال هذين الشهرين من الكويت والسعودية والبحرين واليمن والعراق وقطر.
ووفق التقرير، فإن عدد المنضمين لداعش من الكويت 71، ومن السعودية 2500 ومن الإمارات 15، فيما يلتحق بالتنظيم من قطر 15 والبحرين 12، واليمن 110، والعراق 247.

اجتماع مجلس الأمن

اجتماع مجلس الأمن
من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة المقبل، لمناقشة مشكلة المقاتلين الأجانب والتدابير الممكنة لمكافحة هذا التهديد.
ويأتي التقرير مع تنامي الجدل حول الآليات الواجب اتخاذها من قبل الدول الغربية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وفي الأيام الأخيرة، نجح تنظيم الدولة في تحقيق تقدم كبير في كل من العراق وسوريا على الرغم من الغارات التي تشنها الولايات المتحدة والتحالف الدولي؛ الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نبرة الانتقادات للرئيس الأمريكي باراك أوباما وصناع القرار في المنطقة.

تمدد "داعش"

تمدد داعش
ارتفاع أعداد المنضمين لداعش من المقاتلين الأجانب والعرب أسهم بشكل أو بآخر ليس في صمود التنظيم فحسب، ولكن في توسع وتمدد التنظيم في العراق وسوريا، فالتنظيم يسيطر على مساحات كبيرة في سوريا ومحافظة الرقة، محافظة دير الزور، ومناطق "الشدادي، مرقدة، والعريش" في محافظة الحسكة، ومنطقتي "جرابلس، منبج" في محافظة حلب.
ويتوسع في العراق فقد سيطر على مناطق "الموصل، الحمدانية، تلعفر، الهدار، وبيجي" بمحافظة نينوي، ومناطق "الدبس، داقوق، والحويجة" التابعة لمحافظة كركوك، ومناطق "الشرقاط، وقضاء الدور، وجزء من مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين، كما يفرض سيطرته على مناطق "القائم، الرطبة، عنى، هيت، والفلوجة" في محافظة الأنبار.
وفي الأسبوع الماضي استولى تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق، وهو ما اعتبر أنه أهم انتصار حققه التنظيم منذ سيطرته على الموصل قبل نحو عام من إعلان دولته المزعومة.
ويبدو أن كل الإجراءات التي اتبعتها الحكومات الغربية والعربية والأجنبية من أجل مواجهة تدفق المقاتلين إلى تنظيم "داعش" لم تنجح في وقف انضمامات الآلاف إلى التنظيم في شهور قليلة جدًّا، وهو ما يشير إلى أن "داعش" سوف تستمر حتى موقف حازم وقوي من الحكومات العربية والغربية والأجنبية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. 

شارك