شهادات الرهبان عن ذبح الأتراك للسريان في محاضرة لمطران كركوك

الخميس 28/مايو/2015 - 02:16 م
طباعة شهادات الرهبان عن
 
ما زالت أصداء الذكرى المئوية لإبادة الأتراك للأرمن والكلدان السريان الآشوريين واليونانيين مستمرة في إقامة فعاليات متعددة من المعارض الفنية والإصدارات الوثائقية، وفي هذا الإطار ألقى المطران يوسف توما رئيس أساقفة كركوك والسليمانية بالعراق محاضرة أمس في قاعة متحف التراث السرياني في بلدة عنكاوا تحت عنوان (مذابح سيفو من منظور الرهبان الدومنيكان في بلاد النهرين).  
بدأ المطران يوسف توما بإلقاء محاضرته بوصفه للأحداث في تلك الفترة أيام مذابح سيفو بأنها زلزال بشري زعزع المنطقة بأسرها، وذكر بأنه كان للآباء الدومنيكان في أيامها أديرة عديدة في شمال العراق مثل دير منطقة آشيثا وفي منطقة فيشخابور وغيرها. وسجل الرهبان المقيمون في هذه الأديرة مذكرات عديدة نُشرت بالفرنسية وترجمت إلى العربية عدة مرات، ومن أشهرها كتاب الأب (جاك ليتوريه) الذي حمل عنوان (المسيحيون في أنياب الوحوش)، ضمنه الكثير من المشاهد المأساوية التي يندى لها جبين الإنسانية والتي تعرض لها سكان القرى المسيحية، خصوصًا في قرى حكاري وطور عبدين . من ذلك ما جاء في مذكرات أحد الرهبان: في سنة 1914 هجمت الجاندرما العثمانية (قوات نظامية تركية) على دير الآباء الدومنيكان في الموصل وساقت الموجودين وكانوا من الفرنسيين فاحتجزتهم، واعتبرتهم من الرهائن؛ كون الدولة العثمانية كانت في حالة حرب مع دول الحلفاء، ومن بينها فرنسا. ووصف المذابح بأنها لم تكن قومية وإنما دينية.
وتطرق المطران يوسف توما في محاضرته أيضًا إلى النظريات العرقية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر، قائلا بأنها كانت نظريات إقصائية تؤمن بأنه هناك أجناس نظيفة، وأخرى عالية وأجناس واطئة، مؤكدًا على أن هذه الإقصائية كانت وراء نشر ثقافات عبرت من تلك الفترة إلى العصور الحديثة، وتبنتها السياسات الحديثة، مثل سياسة الدولة العثمانية وسياسة ألمانيا . 
واستدرك المحاضر قائلًا: يجب أن يحدث تنظيف للذاكرة من خلال الاعتراف بالمذابح، سواء التي حدثت في تلك الفترة أو التي تحدث الآن، لا يجب أن نتذكر المآسي فقط، بل يجب أن نقول للناس الواقعين في التعصب الديني الأعمى: "إن القومية والدين إذا ما وقعوا في نفس الفخ سيقومون بنفس القبائح" . 
وختم المطران يوسف توما محاضرته بقوله: إننا بحاجة إلى مجتمع يسمي الأحداث بمسمياتها دون الابتعاد عن الحقيقة، اللصوص لصوص. والقتلة مجرمون، وكل إنسان يقتنع بالخطاب الديني الإقصائي هو مجرم.

شارك