طرح تقرير حكومي أصدره وكيل وزارة الصحة في محافظة شمال سيناء، الدكتور طارق خاطر، عن أعداد الشهداء من قوات الأمن والمدنيين، خلال عام مضى، حيث بلغ عددهم 177 شهيداً، و466 مصاباً، جملة من التساؤلات حول مدى استمرار العمليات الإرهابية بعد نحو عامين من الحرب ضد الجماعات الإرهابية، إلى جانب استنفار كافة مؤسسات الدولة لمحاربة الجماعات الإرهابية.

مراقبون وخبراء في الحركات الجهادية، قالوا إن حرب (العصابات)، التي تلجأ إليها الجماعات الإرهابية طويلة، ولا يمكن حسمها بين عشية وضحاها، موضحين أن تواجد الجماعات الإرهابية في مناطق أهلة بالمدنيين، صعب على قوات الجيش والشرطة سرعة القضاء عليهم.

ولعل قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتوحيد القيادة العسكرية شرق القناة، بقيادة الفريق أسامة عسكر، ساعد على تقليص العمليات الإرهابية، والحد منها، ولعل شهادة العديد من قيادات تنظيم (ولاية سيناء) الفرع المصري لتنظيم (داعش)، خلال تقارير إعلامية تم نشرها على وكالة أنباء (رويترز) منذ نحو 4 شهور، كشف مدى الخسائر التي تلقاها التنظيم أخيراً، حيث قتل نحو 1000 من عناصر التنظيم، و600 تم القبض عليهم.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن خاطر قوله إن إجمالي عدد من أصيبوا بطلقات نارية، سواء من قوات الأمن أو المدنيين نتيجة للأحداث الأمنية في المحافظة بلغ 466 شخصا.

وتخصص القاهرة، جهود قوات الجيش والشرطة، في مكافحة الإرهاب، الذي صعد من عملياته في أعقاب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وهو ما لفت إلى مدى التنسيق بين الجماعة والجماعات التكفيرية التي تتخذ من كتابات القيادي الإخواني سيد قطب مرتكزاً فكرياً لهم.

اللافت إلى أن الجماعات الإرهابية صعدت من عمليتها خلال الأيام الماضية عبر استهدافهم شريحة القضاة، حيث عبر زعيم تنظيم "ولاية سيناء" أبو أسامة المصري، الذي هدد باستهداف القضاة، وقال إنهم يحكمون بغير ما أنزل الله، ويعاونون الحاكم في على ظلمه بحسب تعبيره.

من جانبه، أعلن تنظيم "ولاية سيناء" مسئوليته عن الانفجار الذي وقع أمس في العريش، عبر أحد حساباته على موقع "تويتر"، واعترف التنظيم بزرع عبوة ناسفة على كاسحة ألغام تابعة للقوات المسلحة جنوب مدينة العريش، ما أسفر عن مقتل ضابط شرطة وإصابة 4 آخرين.

وأكدت الجماعة أن هذه العملية تأتي في إطار الرد على هجمات القوات المسلحة على مواقع التنظيم في شمال سيناء.