محاولات أممية لحل الأزمة الليبية.. ومأساة المهاجرين تتفاقم

الخميس 28/مايو/2015 - 11:11 م
طباعة جانب من لقاءات الحوار جانب من لقاءات الحوار الليبي السابقة
 
جانب من لقاءات الحوار
جانب من لقاءات الحوار الليبي السابقة
لا تزال الأزمة الليبية تفرض نفسها على الساحة السياسية، ولم تزل المحاولات الإقليمية والدولية تبحث عن مخرج، حتى ولو كان المجتمع الدولي يتعامل وفق ازدواجية المعايير التي كثيرًا ما يتعامل بها الغرب، وفي الوقت الذي تشن فيه الميليشيات والجماعات الإرهابية هجومًا كبيرًا على الحكومة الليبية الشرعية، ومنع البرلمان المنتخب من القيام بدوره وفقا لإرادة الناخبين الليبيين.
وهناك جولة جديدة من الحوار الليبي من المنتظر أن تبدأ في الأسبوع القادم، وإن كانت التوقعات تشير إلى الفشل بسبب الازدواجية الغربية، ورغبة المجتمع في دمج الميليشيات المسلحة في الحكومة الليبية.
من جانبها رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا باتفاق وفدي مصراتة وتاورغاء خلال اجتماع تونس، معتبرةً إياه خطوة إضافية مهمة نحو تحقيق العدالة وضمان حق عودة أهالي تاورغاء بأمان وكرامة إلى مدينتهم، والإشارة إلى الاستمرار في دعم الاتفاق، خاصة اللجنة المشتركة للمتابعة التي اتفق عليها الطرفان استنادًا للقانون والمعايير الدولية، بغية تحقيق المساءلة والعودة الآمنة والمصالحة.
برنارد ليون
برنارد ليون
وأكدت البعثة الأممية على أن الاتفاق يعد خطوة هامة على صعيد بناء الثقة بين الجانبين، في إطار الجهود الشاملة الرامية إلى إحلال السلام والأمن في ليبيا وضمان وحدة البلاد، مع ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني، قادرة على تحمل مسئولياتها فيما يتعلق بمعالجة تلك القضية وغيرها من القضايا الوطنية الملحة.
من جانبه قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون إن ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي، في الوقت الذي تتفاوض فيه الفصائل المتنافسة على تسوية سياسية، موضحًا أنه  يحاول منذ شهور التوسط في اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا أن الأمم المتحدة تعد مسودة جديدة لاتفاق سياسي محتمل تأمل أن تقدمه للأطراف المتنافسة في الأسبوع الأول من يونيه القادم.
شدد ليون على أن الفصائل المتنافسة توافقت في الجولة الماضية من المحادثات في المغرب على 80 %  من اتفاق وإن المفاوضين يعملون على النسبة المتبقية وهي الجزء الأصعب، والاشارة إلى أن الليبيين يدركون أن الحل الوحيد هو الاتفاق السياسي لكن من الصعب القول إنه ممكن في غضون الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، وحذر من أن الوقت ينفد أمام ليبيا.
أكد ليون أن ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي والمالي، وأنها تواجه تهديدات أمنية هائلة بسبب الحرب الأهلية وأيضا بسبب خطر داعش، واكتسب التنظيم موطئ قدم له في ليبيا، إلا أن الانهيار الاقتصادي لليبيا احتمال حقيقي، فالوضع صعب للغاية فيما يتعلق بالماليات العامة الليبية."
داعش يتوغل فى ليبيا
داعش يتوغل فى ليبيا
ويرى متابعون أن ليبيا تحتل أهمية كبيرة على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي في ظل فرار آلاف اللاجئين من الصراعات في الشرق الأوسط وافريقيا يتخذون منها نقطة انطلاق لرحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط في محاولة للهجرة غير المشروعة، وبالرغم من محاولات الدول الأوروبية لصياغة قرار لمجلس الأمن الدولي يجيز مهمة مزمعة للاتحاد لتدمير قوارب مهربي المهاجرين قبالة سواحل ليبيا، إلا أن هذه الخطوة لم تتحقق بعد.
من جانبها اعتبرت روسيا أن تدمير القوارب سيكون إجراء شديد القسوة وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أيضا إن مثل هذا التصرف قد يحرم الناس من الرزق.
يأتي ذلك في الوقت الذى أكدت فيه صحفية "لوفيجارو" الفرنسية أن العملية التي أقرها الاتحاد الأوروبي في 18 مايو الماضي من أجل إنهاء نشاط مهربي البشر في البحر الأبيض المتوسط حققت المستحيل بتوافق جميع الأطراف الليبية المتصارعة على رفض المخطط الذي تعتبره غير مناسب، ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم الحكومة الليبية الموقتة المعترف بها دوليًا حاتم العروبي أن الخيار العسكري غير إنساني، مشيرة إلى أن حكومة الإنقاذ الوطني التابعة لما يعرف بـفجر ليبيا اعتبرت أيضًا أن الحل الأوروبي غير مناسب.
شددت الصحيفة على أن تزايد عمليات توقيف المهاجرين قبل ركوبهم الزوارق في الغرب الليبي، لافتة إلى أنه تم اعتقال 600 مهاجر في مزرعة مهجورة بتاجوراء بشرق طرابلس السبت الماضي، وجدت الشرطة بحوزتهم سترات نجاة وتليفونات ساتلايت وأجهزة  GPRS.

شارك