داعش "النسخة الليبية ".. تقوّض نفوذ الإخوان وتتصدر المشهد الدامي

السبت 30/مايو/2015 - 07:49 م
طباعة داعش النسخة الليبية
 
دخل الصراع بين  فرع تنظيم "داعش" في ليبيا وجماعة الإخوان مرحلة تصادمية جديدة، على الرغم من تبني كلاهما  نفس الأفكار الهادفة  إلى اسقاط الدولة الليبية  وجرها الى مستنقع  الفوضى حيث  سيطر التنظيم على مطار سرت ومشروع النهر على أطراف المدينة الواقعة غربي البلاد  بعد انسحاب ميليشيات "فجر ليبيا" من مواقعها في سرت واستغل التنظيم الدموي حالة الاقتتال الداخلي بين ميليشيات "فجر ليبيا"  وعملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر والحكومة الشرعية الليبية ليبسط  نفوذه على كل المواقع الحكومية والحيوية بمدينة سرت بعد أن استولى على مطار سرت الدولي وقاعدة القرضابية المجاورة. 
وكشفت مصادر ليبية عن أن عناصر التنظيم دخلت مطار سرت المدني الدولي المجاور لمهبط الطيران العسكرى لقاعدة القرضابية الجوية التى تبعد حوالى 20 كيلومترًا عن وسط المدينة، أقاموا نقطة استيقاف قرب مدينة سلطان الأثرية شرق سرت التى تبعد عن بلدة هراوة بعشرة كيلومترات، وشوهدت آليات عسكرية عند النقطة،  وهو ما يدفع الى احتمالية  تخطيط "داعش" للهجوم على هراوة التي سبق أن هاجمها أكثر من مرة خلال الأشهر القليلة الماضية. 

داعش النسخة الليبية
وجاء استيلاء داعش على باقي أجزاء سرت وتقدمه نحو الجفرة كرد فعل  لتهديد سابق  لمحمد زادمة قائد الشرطة العسكرية قال فيه إن رئاسة أركان المؤتمر أعطت أوامرها ببدء عملية اقتحام المدينة الساحلية الواقعة بين طرابلس وبنغازي،  وأن قوات الكتيبة 166 ولواء المحجوب أحد مكونات قوات فجر ليبيا بدأت عمليات واسعة لاقتحام المدينة من أكثر من محور وأن تأخر تنفيذ عملية الاقتحام جاء رغبة في إخلاء الأحياء القريبة من المقار الحكومية التي تسيطر عليها عناصر تنظيم الدولة، وأن القتال مستعر منذ ساعات بكافة أنواع الأسلحة ومن كل محاور المدينة،  وأن قوات المؤتمر تقدمت باتجاه مقار الحكومة التي تسيطر عليها العناصر المتشددة"
وكرد فعل من جانب السكان غادرت  العديد من العائلات مساكنها بسرت تخوفًا من أى طارئ بعد إحكام "داعش" سيطرته على مدينتهم وانسحاب الكتيبة 166  التابعة لفجر ليبيا من كامل مواقعها وعودتها إلى مدينة مصراتة وأكد شهود عيان في منطقة أبو قرين غرب سرت أن عددًا من تلك العائلات النازحة مر على الطريق الرئيس أبو قرين فى اتجاه الغرب. 
 وقال العقيد سعد عقوب آمر محور عين مارة ، أن تنظيم "داعش" أسر وأعدم أحد عناصر الجيش خلال هجومه اليوم على بوابة لملودة وهو جندى  يدعى إيهاب الشلوطيه أثناء الهجوم، وقامت بقطع رأسه بعد عودتها به إلى مدينة درنة،  وأن محور لملودة يشهد هدوءًا حذرًا وانتشارًا للقوات الأمنية بعد أن تمكنت عناصر الجيش بدعم السكان من صد الهجوم. 
 واستغل التنظيم هذا المكسب الجديد على حساب الإخوان في الاتجاه الى  المناطق المجاورة لمدينة سرت وسط ليبيا  وتوجه جنوبا صوب منطقة الجفرة جنوب وسط ليبيا.

وتتمثل أهمية مدينة الجفرة فيما يلى

وتتمثل أهمية مدينة
1- أنه في حال استيلاء داعش عليها ستمثل ضربة جديد للإخوان لأن المنطقة تقع حاليا تحت سيطرتها 
2-  يمثل موقعها أهمية خاصة حيث  تبعد عاصمتها مدينة هون 30 كيلو مترا من الجفرة، وتبلغ المسافة بين مدينة سرت شمال وسط ليبيا والجفرة في الجنوب نحو 350 كيلو مترا وهو ما سيمثل سيطرة على خطوط أمداد قوات فجر ليبيا الموالية للإخوان 
3- تمثل  مدينة الجفرة  خط إمداد عسكري هام لفجر ليبيا وفقدها سيمثل ضربة قوية لخطوط الامداد العسكرية 
4- قربها المدينة  من حقل المبروك النفطي  يجعل داعش قادرة على استهدافه، وبالتالي امكانية السيطرة علية مما يتيح  لها بمصادر جديدة للتمويل 
5- يحاول داعش للسيطرة على الجفرة لقطع طريق الامداد بين  فجر ليبيا المتواجدة في سبها، والمتواجدة في مدينة مصراتة.
 ويعود هذا الصراع بين "داعش "ليبيا  وقوات فجر ليبيا  الى مرحلة ظهور التنظيم ومبايعته لداعش رغم أنه كان متحالف مع الاخوان قبل ذلك  وهو ما دفع  قوات فجر ليبيا الى محاولة  طرد التنظيم  من  سرت  ولكن المعارك بين فجر ليبيا وداعش  التى قادتها  الكتيبة 166، كشفت حقيقة التباعد الفكري والعسكري 

داعش النسخة الليبية
و قال اللواء عادل سليمان الخبير العسكري والاستراتيجي إن تنظيم داعش المسلح خطر على الجميع، في مصر وليبيا وسوريا والعراق وغالبية البلدان التي انتشر فيها التنظيم وأن إصرار فجر ليبيا على طرد مقاتلي داعش من سرت ليس لإثبات التباعد الفكري بين قوات الفجر والتنظيم المسلح فقط، وإنما لإدراك أن حكومة طرابلس قادرة على حماية أمنها، وأن سيطرته  على سرت الواقعة بين طرابلس وبنغازي يعني بداية سقوط الأولى والتي يسيطر عليها المؤتمر الوطني العام.
وتابع: الحوار الليبي هو الحل الأمثل للخروج بالأزمة الليبية إلى بر الأمان، لافتاً أن كلا المتناحرين في ليبيا لن يستطيع أحدهم القضاء على الآخر، وبالتالي فالحل في ليبيا لن يكون إلا سياسياً وأن فجر ليبيا يرد على التفجيرات التي تبناها داعش منذ يومين في مدينة مصراتة والذي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
وسبق أن أعلنت حكومة طرابلس مدينة سرت منطقة عمليات عسكرية استعداداً للهجوم عليها وخوض معارك ضد المسلحين، وفرضت حظراً للتجوال ليلاً في المدينة، وهو ما دفع التنظيم إلى تبني العديد من عمليات التفجير في طرابلس، استهدفت مقرات لبعثات دبلوماسية وأماكن حساسة، وأسفرت عن مقتل ليبيين وأجانب.


شارك