"بيجى" الدماء السوداء التي ستجف في شرايين "داعش"

الأحد 31/مايو/2015 - 05:02 م
طباعة بيجى الدماء السوداء
 
تمثل مدينة بيجي ومصفاتها النفطية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام؛ ولذلك كان حريصًا خلال الفترة الماضية على الاستيلاء عليها وعلى مصفاة النفط الضخمة التابعة لها، وظلت صامدة بفضل دفاع الفرقة الذهبية أقوى فرق الجيش العراقي، ولكنها عادت وسقطت في يد داعش لمدة 7 أشهر متواصلة، ثم سرعان ما استولت عليها القوات العراقية مرة أخرى، وبينما الجيش العراقي يركز على سير العمليات في محافظة الأنبار وسبل الخروج بنتائج إيجابية منها دارت حول المدينة معركة شرسة أدت إلى انسحاب القوات والشرطة المحلية منها، وباغتت "داعش" الجميع، واستعادت السيطرة على مصفاة بيجي في صلاح الدين التي كانت فيما سبق رمز النصر على التنظيم المتطرف.
مارتن ديمبسي رئيس
مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية
 ليخرج مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية ليؤكد على أهمية مدينة بيجي ومصفاتها بوصفها جزءًا من البنية النفطية العراقية، وأن سيطرة العراقيين على بيجي تعني تحكمهم بالبنية التحتية النفطية.
 وحاولت الحكومة العراقية استيعاب الصدمة، وأعلنت على لسان محافظ صلاح الدين رائد الجبوري يوم الاثنين 11 مايو 2015، انطلاق عملية تحرير قضاء بيجي شمال تكريت من سيطرة تنظيم "داعش" من محورين، وأن تعزيزات عسكرية كبيرة من القوات الأمنية والحشد الشعبي وصلت إلى المحافظة. 
وأوضح  أن "المحور الأول يبدأ من قرية المحزن إلى منطقتي المزرعة والبعيجي، فيما بدأ المحور الثاني من المزرعة إلى جسر هونداي وتل أبو جراد وصولًا إلى بيجي، ويهدف لتحرير المناطق المحاذية لنهر دجلة، فيما يهدف المحور الثاني إلى فتح طريق مصفى بيجي، والالتحاق بالقطعات العسكرية الصامدة داخل المصفى، وأن هناك تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت من الجيش والشرطة والحشد الشعبي إلى قيادة عمليات صلاح الدين ومنطقة سيد غريب الواقعة بين قضاءي الدجيل وبلد وصولا إلى الصينية".
بيجى الدماء السوداء
 وتعود أهمية مدينة بيجي ومصفاة الصمود إلى الأسباب الآتية: 
1- المدينة تبعد عن شمال العاصمة بغداد بما يقارب 210 كم؛ مما يجعل وجود "داعش" أكثر كارثة على العاصمة. 
2- موقع المدينة والمصفاة الاستراتيجي الهام حيث تقع في وسط الطريق المؤدي إلى مدينة الموصل معقل التنظيم. 
3- يوجد بها أكبر مصفاة نفط في العراق "مصفى الصمود" بيجي سابقاً)، ولكن التنظيم الدموي سرعان ما استولى عليها مرة أخرى.
4- أدى توقف إنتاج النفط من مصفاة بيجي العراقية منذ يونيو 2014 إلى تصاعد النفوذ الإيراني الاقتصادي والسياسي في العراق وهو ما تحاول القوى السنية الحد منه باستعادة السيطرة على المصفاة وإعادة الإنتاج مرة أخرى.
5- فقدان السيطرة على المصفاة التي توفر نحو ثلث طاقة إنتاج المصافي العراقية، أجبر العراق على استيراد المشتقات النفطية التي كانت توفرها المصفاة كالبنزين.
6- الكمية الكبيرة من الغاز المستخرج من المصفاة.
7- إنتاج الطاقة الكهربائية من المصفاة. 
8- الأهمية الكبيرة لدعم الاقتصاد العراقي في حربه ضد التنظيم الذي أيضًا يحاول السيطرة عليها للسبب نفسه.
9- توقف العمل في المصفاة، بسبب الوضع الأمني في البلاد، يؤثر على مجمل الوضع الاقتصادي بالعراق، ويتسبب في حالة من القصور في توفير المشتقات النفطية، لا سيما التي تحتاجها محطات توليد الطاقة الكهربائية. 
بيجى الدماء السوداء
وعقب سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة والمصفاة بدأ في بيع برميل النفط بعشرين دولاراً بالتعاون مع شركاء إقليميين ومحليين في محاولة لتخفيف الأعباء المادية عنه، وتدعيم موقعه في المعادلة الاقتصادية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى تحقيق التوازن الاستراتيجي لقواته في العراق من خلال تحقيق ما يلي: 
1- الاستفادة من موقعه وأهميته لاستكمال سيطرة "داعش" على عدد أكبر من المدن والمحافظات.
2- الاستفادة من مركزها كنقطة للرصد والمتابعة لجميع تحركات القوات العراقية الحكومية.
3- إحكام التنظيم سيطرته على بيجي يرفع من معنويات مقاتليه ويدعم من مواقفها في مواجهة الدولة العراقية. 
من خلال ما سبق تكون مدينة بيجي ومصفاتها من المصادر المهمة، والمواقع الحيوية للتنظيم؛ حيث إنه في حال فقدها سيخسر مصدرًا مهمًّا من الموارد النفطية التي بدأت في الانتعاش مرة أخرى عقب السيطرة عليها، وهنا يطرح السؤال نفسه: هل ستكون الساعات المقبلة حاسمة في مصير الصراع على الدماء السوداء للدولة العراقية و"داعش"؟

شارك