بعد صراعٍ داخلي.. "الجماعة" تسعى لإنهاء أزمتها وتصر على "العنف"

الإثنين 01/يونيو/2015 - 05:09 م
طباعة بعد صراعٍ داخلي.. حسام الحداد
 
انشغل الرأي العام العربي والعالمي خلال الأيام القليلة الماضية بالصراع الدائر بين الحمائم والصقور في جماعة "الإخوان"، ذلك الصراع الذي كاد أن يقضي على الجماعة بعمل انقسام داخلي لا يعلم مداه وتطوراته أحد، فتم تبادل الاتهامات، وكشف أوراق لم تكن مكشوفة من قبل، إلى أن اجتمع بعض الفرقاء في تركيا، حيث يدور حوار داخلي بين قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" المصرية، في المدينة التركية إسطنبول، وفقاً لما أفاد به القيادي في الجماعة، ومسئول لجنة العلاقات الخارجية في حزب "الحرية والعدالة"، محمد سودان، وكشف سودان أن المتحاورين يناقشون أطروحات عدّة لحلّ الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين، لافتاً إلى أنه "من الممكن الإعلان، قريبا عن انتهاء الأزمة الداخلية بالجماعة، والكشف عن تفاصيل المرحلة المقبلة".

بعد صراعٍ داخلي..
ويأتي كلام سودان في وقتٍ ذكر فيه مصدر قريب من المشاورات الجارية في إسطنبول، أنه "يتمّ التداول باقتراحٍ يحظى بتأييد الكثير من المجتمعين، ويقضي بإجراء انتخابات جديدة لمجلس شورى الجماعة"، وأضاف: "يختار المجلس بعد انتخابه مكتب إرشاد جديدًا، على ألا تشارك فيه أي من القيادتين المتنازعتين في الانتخابات ترشحاً، في حين تُعتبر لجنة إدارة الأزمة التي تم انتخابها في فبراير 2014، بمثابة إدارة انتقالية لحين إجراء الانتخابات". كما يتضمن الاقتراح "التعاون للتوصّل إلى صيغة وسطية بين وجهتي النظر المتعلقة بمنهج الجماعة في مواجهة ما تطلق عليه الجماعة "الانقلاب العسكري" في مصر، وتجمع بين السلمية والمنهج الثوري".
ويدعو الاقتراح إلى "وضع ضوابط واضحة للعمليات النوعية وعدم التوسع في عمليات عنف عشوائي، يصعب معها كبح جماح الشباب في الرد على انتهاكات العسكر، مع إقرار آلية تتيح الدفاع عن النفس والعِرض والممتلكات"، وهو المبدأ الذي تبنّاه بيان "نداء الكنانة"، الموقّع من 150 عالم دين، على أن تصدر وثيقةٌ من الجماعة، يتم تعميمها على الصف الإخواني بالصيغة التي تمّ التوصّل إليها.
وكان مصدر قيادي بالجماعة في تركيا، قد كشف أن "عضو مكتب الإرشاد محمود حسين، رفض منذ أيام قليلة، مقترح إجراء انتخابات في هذه المرحلة، في ظلّ حالة من التراشق الإعلامي والاستقطاب بين جميع الأطراف"، ما قد يؤدي، بحسب المصدر، إلى "إنتاج قيادة أكثر اندفاعاً، بخطابٍ ثوريٍ يقود إلى مواجهةٍ عنيفةٍ مع الدولة، قد تعصف بوجود الجماعة".

بعد صراعٍ داخلي..
وفي السياق كشف قيادي إخواني عن "إجراء عددٍ من رموز الجماعة في دول عربية، اتصالات عدة بين مختلف الأطراف لتهدئة الوضع، وتسريع الوصول لحلّ يُنهي الأزمة، ويحافظ على تماسك الجماعة، حتى لا يضيّع الخلاف الحالي دماء الشهداء، وتضحيات المصابين والمعتقلين هباءً".
وتوافد إلى تركيا العديد من قيادات "الإخوان المسلمين" المصريين من أعضاء مجلس الشورى، ممن تبقّوا خارج السجون، وتمكّنوا من الخروج من مصر في أعقاب فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، واجتمع نحو 25 قيادياً، في مقدمتهم أحمد عبد الرحمن مسئول المكتب الإداري للإخوان بالخارج، وأسامة سليمان محافظ البحيرة السابق، وأيمن عبد الغني أمين شباب حزب "الحرية والعدالة"، ويحيى حامد وزير الاستثمار الأسبق، وعمرو دراج وزير التعاون الدولي السابق.

بعد صراعٍ داخلي..
وتمرّ جماعة "الإخوان المسلمين" بأزمةٍ داخليةٍ تُعدّ الأعنف منذ نحو عامين، في أعقاب المقال الذي نشره عضو مكتب الإرشاد محمود غزلان، أحد أقطاب القيادة التاريخية للجماعة، والذي دعا خلاله للسلمية المطلقة، وهو ما تسبّب في انفجار حالةٍ من الغضب لدى شباب الجماعة الذين يتمسكون بالنهج الثوري في مواجهة ما يسمونه بالانقلاب العسكري.
فكما هو واضح، أن الجماعة حتى في اجتماعها لرأب الصدع الداخلي، ومحاولتها لمعالجة الانقسام الذي بات قريبًا بسبب اتخاذها العنف منهجا وأسلوبا للتغيير كما تدعي الا انها تصر على استخدامه في مواجهة الدولة المصرية بمؤسساتها وشعبها، فما اثار ثائرة التنظيم الدولي والذي بيده جزء كبير من الاموال التي تصرف على الشباب ما نادى به غزلان من استبدال لغة العنف والرصاص بالسلمية، فراحوا يحفزون الشباب ويثيرونهم حتى حدث ما حدث من توتر بين الشباب والتنظيم الدولي من ناحية، وبين غزلان ومكتب الارشاد من ناحية اخرى، نخلص من هذا الى ان العنف مازال في البنية الذهنية وآلية مهمه من آليات الاخوان في الضغط على الدولة المصرية شعبا وحكومة تحقيقا لمقولة ذاع سيطها قبيل فض اعتصام رابعة "يا نحكموكوا.. يا نقتلوكوا" تلك المقولة وجهها الاخوان للشعب المصري منذ اخر خطاب للمعزول مرسي حينما قال "ادافع عن الشرعية حتى اخر نقطة من دمي" وحينها كان اكثر من 30 مليون مصري في الشارع يطالبون بعزله ومحاكمته.

شارك