في تحدٍ "للخليج وتركيا".. إيران تجدد دعمها لنظام الأسد

الثلاثاء 02/يونيو/2015 - 07:48 م
طباعة في تحدٍ للخليج وتركيا..
 
في تحدٍ للخليج وتركيا..
يبدو أن طهران حاولت أن تستبق التجهيزات التي تجريها دول (السعودية – قطر  - تركيا) لتوجيه ضربة عسكرية (عاصفة حزم 2) إلى النظام السوري برئاسة الرئيس بشار الأسد، حيث اعتبر علي أكبر ولايتي مستشار مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، أن "أمن سورية جزء لا يتجزأ من أمن الجمهورية الإسلامية، في مواجهة التدخل السعودي الخليجي – العثماني".
ولايتي قال لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، التي يُعتقد أن إيران تمولها، والمقربة من "حزب الله"، إن "الخطر التكفيري يواجه جميع مكونات المنطقة، المسيحيين والشيعة والعلويين والإسماعيليين والإيزيديين... الخ، بل إن أكثر ضحاياهم من السنة".
اللافت أن القاهرة ما بعد 30 يونيه 2013، باتت تنظر باهتمام أكثر إلى ما يحدث في سوريا، حيث تعارض مصر حل الأزمة عسكرياً، واعترضت على أن حلها سيكون سياسياً، إلى جانب تأكيد مصر ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، كما تتجنب الحديث عن أن الرئيس الأسد فقد شرعية، وهو ما يعزز أنباء أن القاهرة تدعم بقاء الدولة السورية حتى ولو في غياب الرئيس الأسد.
كما أن زيارة وزير الخارجية السعودي عاد الجبير إلى مصر، أمس الأول (الأحد) عكست مدى إصرار المملكة السعودية التأكيد على انها لا خلاف مع القاهرة، على حل الأزمة السورية سلمياً، وفي حين تجنب وزير الخارجية المصري سامح شكري الحديث عن فقدان الأسد شرعيته، أصر الجبير على فقدان الأخير شرعيته، إلا أنه مع الحل السلمي للقضية.

الدعم الإيراني لسوريا:

الدعم الإيراني لسوريا:
ومما لا شك فيه أن الخسارة التي تلقاها نظام الأسد في عدة مناطق، خلال الفترة الماضية، بينها منطقة جسر الثغور ومناطق أخرى، على يد تحالف "جيش الفتح"، - تحالف من الجماعات المسلحة بينها "النصرة" و"أحرار الشام" و"فيلق الشام" – دفع إيران إلى زيادة دعمها العسكري للنظام السوري خلال الأشهر الأخيرة.
ويعتقد كثير من الخبراء أن إيران أرسلت في الأشهر الأخيرة مزيدا من الخبراء لتمكين الأسد من التفوق على خصومه والبقاء في السلطة، في وقت لم تستطع فيه قواته أو مسلحو المعارضة حسم الوضع في ساحة المعركة، وتقول مصادر إيرانية مطلعة على حركة انتقال العسكريين ومصادر بالمعارضة السورية وخبراء أمنيون إن الأسد يستفيد الآن من نشر طهران مئات من الخبراء العسكريين الإضافيين في سوريا، ومن هؤلاء قادة كبار من قوة "فيلق القدس" الخاصة، وهي الذراع الخارجية لقوات الحرس الثوري الإيراني، ووفقا للمصادر، فإن مُهمة هذه القوات ليست الاشتراك في القتال، بل توجيه القوات السورية وتدريبها والمساعدة في جمع المعلومات.
وبينما أكد مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران تدعم السوريين وتحترم إرادتهم من دون أن تتورط بتقديم السلاح لسوريا أو إرسال قوات وأموال إليها، قال مسؤول إيراني سابق كان يشغل منصبا رفيعا على صلة وثيقة بالحرس الثوري، إن بضع مئات من قادة قوة القدس والحرس الثوري موجودون في سوريا لكنهم لا يشاركون مشاركة مباشرة في القتال.

قوات إيرانية على الأرض:

قوات إيرانية على
وذكر قائد في الحرس الثوري تقاعد في الفترة الأخيرة أن القوات الإيرانية الموجودة بسوريا تضم بعض المتحدثين بالعربية، وأشار إلى أن مهمة تلك القوات تتمثل في تقديم المشورة وتدريب قوات النظام وقادته، إضافة إلى توجيه القتال بناء على تعليمات من قادة قوة القدس، مشيراً إلى أن تلك القوات يدعمها آلاف من مقاتلي الباسيج المتطوعين بالإضافة إلى عناصر من شيعة العراق.
وعن طرق وصول القوات الإيرانية إلى سوريا، ذكرت مصادر من إيران والمعارضة السورية أنه يمكن للأفراد الايرانيين دخول سوريا عبر الحدود مع تركيا لأن الإيرانيين لا يحتاجون تأشيرات لدخول تركيا، ويأتي آخرون عن طريق الحدود العراقية، بينما يصل كبار القادة جوا إلى دمشق.
وتحدث مسؤول تركي عن تزايد عدد الإيرانيين العابرين إلى سوريا في الأشهر القليلة الماضية، وأوضح أن أغلبهم يحمل جوازات غير إيرانية.
بدوره قال مصدر بالمعارضة السورية إن قوات بقيادة إيرانية بدأت تعمل في الأشهر الأخيرة في مناطق ساحلية من بينها طرطوس واللاذقية، وتحمل هذه القوات بطاقات هوية محلية وترتدي ملابس عسكرية سورية وتعمل مع وحدة استخبارات سلاح الجو السوري الخاصة.
على جانب آخر ذكرت مصادر عدة أن دمشق واصلت في الأسابيع الأخيرة تلقي السلاح والعتاد العسكري من روسيا عن طريق أطراف ثالثة، ومن هذه المعدات طائرات تجسس من دون طيار وقنابل موجهة وقطع غيار للطائرات القتالية.
وقال خبير الأسلحة العسكرية ومدير مؤسسة أبحاث التسلح نيك جينزن جونز إن قاذفات صواريخ إيرانية الصنع من طراز "فلق 1" و"فلق 2" أرسلت إلى سوريا من إيران، وأضاف "رغم أنها موجودة منذ فترة فقد شهدنا زيادة في استخدامها في الفترة الأخيرة".

شارك