الأزمة السورية بين تراجع نظام بشار وتعزيز الدعم الإيراني في مواجهة الميليشيات

الأربعاء 03/يونيو/2015 - 10:53 م
طباعة من ينتصر فى المعركة من ينتصر فى المعركة السورية
 
الميليشات تتقدم
الميليشات تتقدم
تسيطر الأزمة السورية على غالبية مباحثات الرؤساء العرب مع نظرائهم الأجانب، وكان ملحوظًا أن يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمره الصحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنهما ناقشا باهتمام الملف السوري، ومحاولة طرح بدائل وحلول للأزمة.
يأتي ذلك في الوقت الذى خاضت فيه قوات سورية ومسلحون موالون لها معارك اليوم لصد هجوم تنظيم داعش على مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، ووجهت وحدات حماية الشعب ضربات قوية لتنظيم داعش في أماكن أخرى في شمال شرق البلاد منذ بداية مايو الماضي وطردته من مساحات من الأراضي في المحافظة الواقعة على الحدود مع العراق وتركيا.
وتقسم مدينة الحسكة إلى مناطق تسيطر عليها بشكل منفصل قوات الجيش السوري  وإدارة كردية تتلقى وحدات حماية الشعب التابعة لها والمنظمة بشكل جيد دعما جويا من التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يشن ضربات جوية على تنظيم داعش.
بشار يتراجع
بشار يتراجع
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن شهود عيان معلومات تفيد أن تنظيم داعش عازم  فيما يبدو على تعويض خسائره بمهاجمة مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة في مدينة الحسكة، إذ تعتبر القوات السورية خصمًا أضعف من الأكراد، مع الإشارة إلى أن تنظيم داعش استخدم سيارات ملغومة لمهاجمة قوات الحكومة على بعد كيلومترين جنوبي المدينة، وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن تنظيم داعش يكثف من هجماته فى محاولة للتعويض عن خسائر أخرى.
يأتي ذلك في الوقت الذى ترتب على تنامى نفوذ المعارضة المسلحة في سوريا في جبهات رئيسية في سوريا إلى زيادة الضغط العسكري على الرئيس بشار الأسد، الذي ترى حكومته على نحو متزايد أن المناطق الغربية الواقعة قرب العاصمة والساحل تمثل أولوية لها في الصراع الدائر منذ أربع سنوات، خاصة وأن الأسد يسعي إلى تعزيز سيطرته على المنطقة الغربية بما في ذلك العاصمة دمشق بمساعدة حليفه حزب الله اللبناني.
عناصر من حزب الله
عناصر من حزب الله
من جانبه أكد حزب الله – الحليف المقرب للجيش السوري في أرض المعارك - إنه سيطر على أراض من مسلحين قرب الحدود السورية اللبنانية ليوسع بذلك هجومه المشترك مع الجيش السوري سعيا لإخلاء المنطقة من جماعات متشددة منها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، وأعلن الحزب عن نجاح مقاتليه في السيطرة على ثلاثة تلال في المنطقة الجبلية الواقعة إلى الشرق من بلدة عرسال اللبنانية التي كانت هدفا لهجوم شنته جبهة النصرة وتنظيم داعش في أغسطس الماضي.
وتزامنا مع هذه الخطوة، كشفت تقارير مؤخرا عن بدء تدفق  7 آلاف مقاتل عراقي وإيراني إلى سوريا للدفاع عن العاصمة دمشق التي أعلن مقاتلون جهاديون أنها باتت هدفهم المقبل،  ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية تصريحا لقائد فیلق القدس اللواء سلیماني جاء فيه أن العالم سيفاجئ بما نعد له نحن والقادة العسكريون السوريون حاليا.
ميركل والسيسي
ميركل والسيسي
وأكد خبراء ومتابعون أن الهدف من إيفاد 10 آلاف مقاتل هو لمؤازرة الجيش السوري والمسلحين الموالين له في دمشق أولا، وفي مرحلة ثانية استعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور التي تفتح الطريق إلى المدن الساحلية ومنطقة حماة في وسط البلاد.
وقال مسئولون عسكريون سوريون إن عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة، بعد توافق السعودية وقطر وتركيا الجهات الإقليمية الثلاث المناوئة لنظام بشار الأسد، يشنون اليوم سويا هجمات كثيفة ضد مواقع الجيش، وتجلى ذلك في زيادة دعم تركيا للمسلحين وتنظيم داعش، كذلك ما أعلنه  أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني بشأن مهمة مقاتليه في سوريا في الفترة المقبلة، ومن أهمها إسقاط النظام ورموزه وحلفائه.

شارك