المعارك تتفاقم في سوريا.. ومحاولة جديدة للأسد لتعويض تراجعه

الخميس 04/يونيو/2015 - 05:40 م
طباعة المعارك تتفاقم في
 
بالتزامن مع تراجع الدفاعات السورية نتيجة تنامى العلميات التي يقوم بها تنظيم داعش، وتكبد عناصر الجيش السوري وقوات حزب الله أقرب المتحالفين معه الكثير من الخسائر، قام وزير الدفاع السوري بزيارة وحدات للجيش إلى الشرق من مدينة حمص في زيارة هي الأحدث بين سلسلة من الزيارات التي قام بها مسئولون كبار لمواقع عسكرية لرفع الروح المعنوية، بعد أن فقدت الحكومة مساحات كبيرة من الأراضي في الشهرين الأخيرين لصالح جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الذي سيطر الشهر الماضي على مدينة تدمر الأثرية بمحافظة حمص.
من جانبه قال العماد فهد جاسم الفريج وزير الدفاع ونائب القائد العام للقوات المسلحة للجنود السوريين في ريف حمص، إنه واثق من قدرتهم على الدفاع عن سوريا في مواجهة ما وصفه بالإرهاب ومن يدعمه، ولم تحدد وسائل الإعلام السورية المكان الذي زاره الفريج، بعد أن ظهر في تسجيل مصور عربات تسير في طريق مترب في منطقة صحراوية بينما كان الفريج يلقي كلمته امام الجنود.

المعارك تتفاقم في
ويرى خبراء أن هذه الزيارة تعد الثانية التي يقوم بها مسئول كبير لحمص منذ سقوط تدمر، حيث سبق أن زار أيضا رئيس الوزراء وائل الحلقي محطة للغاز تعتبر مصدرا رئيسيا للطاقة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بعد أن خسر الجيش السوري وقوات تدعمه مناطق كثيرة في محافظة ادلب الشمالية الغربية لصالح تحالف من مقاتلي المعارضة يضم جبهة النصرة.
وفى هذا الإطار أكد  محافظ حمص طلال البرازي  ثقته في الجيش متوقعا استعادة القوات السورية لتدمر وان تستعيد كل الأراضي وصولا الى بلدة السخنة الى الشرق، مشيرا إلى أن كل السوريين في المناطق القريبة من جبهات القتال مع المسلحين يشعرون بالقلق، وأن هذا القلق يتنامى مع اقتراب المسلحين أكثر من المكان، لأن هذا "الوحش المجرم" يثير قلق المدنيين، والتأكيد مجددا على أنه لم يحدث أي انهيار او هزيمة نفسية ، وأن الجيش قرر عدم محاربة داعش في تدمر حتى لا تحدث خسائر في الارواح بين المدنيين وحفاظا على المدينة التاريخية.

المعارك تتفاقم في
يأتي ذلك في الوقت الذى أفاد فيه ناشطون بمقتل العشرات من أفراد الجيش السوري وعناصر مسلحي "داعش" مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين على المشارف الجنوبية لريف الحسكة، خاصة وأن هذه الاشتباكات ترافقت مع قصف للطيران السوري على مناطق تمركز عناصر التنظيم في مدينة "الشدادي" وريف الحسكة الجنوبي الغربي، وقال شهود عيان إن هناك اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية من جهة ومسلحين من تنظيم "داعش" في محيط سجن الأحداث ومحطة الكهرباء الرئيسية وقرية صخر.
ونقلت تقارير عن شهود عيان  سقوط قتلى وجرحى بغارات للطيران السوري على مناطق في بلدة "تل رفعت" بريف حلب وبلدة " اللطامنة" بريف حماة الشمالي، وذلك مع تواصل المعارك بين فصائل مسلحة وداعش في محيط بلدة صوران إعزاز/ ومدينة "مارع، كما قضت وحدة من الجيش على أوكار للمسلحين شرق المشفى الوطني وشمال حي الكرك وجنوب بناء "كتاكيت" في منطقة درعا البلد، التي تعتبر شريان إمداد المسلحين بالسلاح والذخيرة، إلى جانب وقوع اشتباكات قوية دارت على أطراف منطقة درعا المحطة بين الجيش والمسلحين، مشيرين إلى سقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

المعارك تتفاقم في
من جانبها أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن الحزب الطائفي الإرهابي لن يهزم من قبل نفس القوى التي ساهمت في تكوينه، والاشارة إلى أن حملة الحرب على الإرهاب التي بدأها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش منذ 14عاماً والتي بدا أنها لن تنته، بدأ الحبل يلتف حول عنقها".
أكدت الصحيفة في تحليل لها كتبه لسوماس ميلين بعنوان "الآن تنكشف الحقيقة: كيف ساهمت الولايات المتحدة في بزوغ نجم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، موضحا أن محكمة بريطانية اضطرت إلى إيقاف محاكمة رجل سويدي يدعى بيرلهين جيلدو بتهمة ممارسة الإرهاب في سوريا، بعد الكشف عن أن المخابرات البريطانية كانت تمول نفس الجماعة المعارضة التي ينتمي إليها".
نوه التقرير إلى أن تداعيات هذا التمويل واضح بصورة كافية، فبعد مرور عام على الثورة السورية، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يدعموا ويسلحوا المعارضة التي تترأسها مجموعات إسلامية متشددة فقط بل كانوا مستعدين لدعم تنظيم الدولة من أجل إضعاف سوريا، والاشارة إلى أن هذا لا يعني بالضرورة أن الولايات المتحدة هي من أسست تنظيم داعش، مع أن بعضاً من حلفائها الخليجيين لعبوا دوراً في ذلك.

شارك