إطلاق "الحوثيين "صواريخ "سكود".. هل ترد السعودية بتدخل بري؟

السبت 06/يونيو/2015 - 04:03 م
طباعة إطلاق الحوثيين صواريخ
 
دخلت الحرب اليمنية محلة جديدة، حيث أعلنت السعودية إسقاط صاروخ من طراز "سكود" أطلقته جماعة أنصار الله "الحوثيين"، فهل سيكون هناك تدخل بري في اليمن.

صواريخ سكود

صواريخ سكود
أعلنت السلطات السعودية أنّها أسقطت فجر اليوم السبت صاروخاً من طراز "سكود" أطلقه الحوثيون من الأراضي اليمنية على هدف جنوب المملكة العربية السعودية. وكذلك جاء في بيان أصدره الجيش السعودي، أن قواته تمكنت مساء الجمعة من صدّ هجوم على عدة محاور بقطاع جيزان ونجران من الجانب اليمني، بحسب بيان صدر عن قيادة التحالف اليوم.
واعترف البيان بمقتل 4 جنود سعوديين، مضيفا أنه "اتضح أنه منسق ومخطط ومنفذ من قبل تشكيل للحرس الجمهوري التابع لقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وبمساندة من ميليشيا الحوثيين".
وقال سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي إنهم سمعوا صوت انفجار مدوٍّ فوق سماء مدينة خميس مشيط، وبحسب هؤلاء فإن صفارات الإنذار سُمعت لدقائق قبل أن تتوقف بعد نجاح الدفاع الجوي في صد الهجوم.
ويعتبر هذا الحدث هو التصعيد الأخطر من جانب من جانب الحوثيين وميليشيات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بعد نحو ٢٤ ساعة من معارك ضارية على الحدود الدولية بين البلدين، إذ اشتبكت القوات السعودية البرية يساندها قطعات من الحرس الوطني في صد هجوم قامت به قوة من الموالين في الحرس الجمهوري اليمني لصالح، وانتهت المواجهة بتدمير القوة المهاجمة وصدها، فيما أعلنت السعودية مقتل ٤ من جنودها بينهم ضابطان أحدهما برتبة نقيب، والآخر ملازم أول.

قدرات سكود

قدرات سكود
يعتبر صاروخ سكود من بين الأسلحة التكتيكية التي صممها الاتحاد السوفيتي السابق في فترة الحرب الباردة، وقد دخل في الخدمة الفعلية بنهاية العقد الخامس من القرن الماضي، ولكنه خضع لعملية تطوير كبيرة اعتبارًا من مطلع العقد السادس؛ ما مكنه من حمل كميات كبيرة من المتفجرات أو حتى الرءوس الحربية غير التقليدية.
ويتجاوز طول الصاروخ 11 مترًا، ويعتمد على محرك يعمل بالوقود السائل وهو أسرع من الصوت بعدة مرات.
طور الاتحاد السوفيتي عدة أجيال من هذا الصاروخ، أولها "سكود A" الذي استند تصميمه إلى صواريخ مماثلة كانت بحوزة ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ويصل مدى ذلك الصاروخ إلى 270 كيلومترًا، وكان الهدف منه تأمين القدرة على استهداف مناطق في أوروبا بالرءوس النووية.
أما صاروخ "سكود B" الذي ظهر بعد ذلك بسنوات فكان النموذج الأكثر نجاحًا، وانتشر على نطاق واسع في الكثير من الدول التي كانت ترتبط بعلاقات تحالف مع موسكو، وبوسع الصاروخ حمل رءوس نووية وكيماوية، ويصل مداه إلى 300 كيلومتر.
وطور الاتحاد السوفيتي بعد ذلك صاروخ "سكود C" الذي واجه مصاعب كثيرة، من حيث زيادة مداه العام، ولكن على حساب قدرته التدميرية ودقته، ودفع ذلك موسكو إلى تطوير نموذج رابع هو "سكود D" الذي تعثر بدوره مع التطورات الكبيرة التي شهدتها الصناعات العسكرية العالمية، ما قلل من أهميته.
وتعتبر كوريا الشمالية من بين أبرز الدول التي تواصل تطوير صواريخ سكود، ويعتبر صاروخ "روندونغ" النموذج الأبرز الذي صنعته بيونغ يانغ، استنادا إلى طراز "سكود D"، وقد أدخلت عليه الكثير من التحسينات بهدف تأمين القدرة على الوصول إلى أهداف بعيدة.

القدرات الصاروخية للحوثيين

القدرات الصاروخية
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن الحوثي يمتلك قرابة 300 من الصواريخ البالستية، بعضها موروث من ترسانة اليمن الجنوبي سابقا، وبعضها حصل عليها في صفقة معلنة مع كوريا الشمالية عام 2002، التي تضمنت 15 صاروخًا من طراز سكود بي.
كما يمتلك الجيش اليمني 20 منصة إطلاق صواريخ (سكود) زودها الاتحاد السوفيتي السابق بها في مطلع الثمانينيات، واستخدمت هذه المنصات خلال الحرب الأهلية في اليمن العام 1994م بين الانفصاليين الجنوبيين والقوات الحكومية. فيما يملك اليمن حوالي (500) صاروخ سكود من عهد الاتحاد السوفياتي، وكان قد ظهر الكثير منها في عروض عسكرية. وفيما يتعلق بالقدرات الصاروخية فهي مختلفة، أبرزها صواريخ (Scud B)، وأنواع أخرى من صواريخ أرض – أرض، وصواريخ موجهة مضادة للدروع، ونحو 800 صاروخ أرض – جو.
ورغم خطورة القدرات الصاروخية الحوثية إلا أنها غير قادرة على مواجهة الطلعات الجوية لعاصفة الحزم؛ لأن الحوثيين لديهم مضادات للطائرات محدودة الإمكانات، ورغم امتلاكهم صواريخ سام 6 المضادة للطائرات، وسام 7 إلا أنها غير قادرة على إسقاط الطائرات الحديثة، مثل إف 16 وتايفون وتورنيدو.
وكان العميد ركن أحمد حسن عسيري المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، قد قال: إن ميليشيا تمتلك صواريخ «سكود»، وتدرب أشخاصًا يمنيين ذوي 17 عامًا على كيفية الإقلاع بالطائرة.

تطور ميداني

تطور ميداني
ويعتبر مراقبون أن إطلاق صواريخ "سكود" على السعودية، تطور ميداني خطير قد يؤدي إلى قرار كما يقول خبراء عسكريون التدخّل البري في اليمن بشكل مؤكّد، إذ لا يمكن للملكة أن تغامر بأمنها وتتحمّل أن تتطوّر الأمور، لدرجة أنها يمكن أن تتلقى صواريخ تحمل أطنانًا من المتفجرات تنفجر داخل مدنها الآمنة.
وقد يكون إطلاق صاروخ سكود اليوم هو من أجل جس النبض وإفهام السعودية من قبل الحوثيين ومِن ورائهم إيران، أن المرحلة اللاحقة هي مرحلة صراع بري على الأرض وليس في الجوّ فقط.
المشهد اليمني
دخلت الحرب اليمنية محلة جديدة؛ حيث أعلنت السعودية إسقاط صاروخ من طراز "سكود" أطلقته جماعة أنصار الله "الحوثيين"، فهل سيكون هناك تدخل بري في اليمن؟

شارك