"داعش " تدفع بالجزائر إلى "هوة" الإرهاب من جديد

الأحد 07/يونيو/2015 - 11:59 ص
طباعة داعش  تدفع بالجزائر
 
في الوقت الذي تنطلق فيه مباحثات مصرية جزائرية إيطالية في القاهرة لمواجهة العنف في ليبيا وتداعياته على دول الجوار، ترفض "داعش" أن تغيب عن المشهد، وأن تطل بوجهها الدموي على الأحداث بأعمال عنف هنا أو هناك، وهذا ما تم كشفه بالفعل من قبل السلطات الأمنية الجزائرية، التي أعلنت عن مخطط للتنظيم يحاكي هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن، باستخدام طائرة مدنية.
داعش  تدفع بالجزائر
وقالت السلطات الجزائرية: إن الهجومين كان من المفترض أن يكونا متزامنين؛ حيث سيكون أحدهما بخطف طائرة ركاب من مطار مدينة حاسي مسعود الغنية بآبار النفط بجنوب البلاد، في حين كان يستهدف الهجوم الثاني شن هجوم انتحاري على مطار الجزائر الدولي بسيارة مفخخة، ولكن تم اكتشاف الأمر بعد الحصول على معلومات استخباراتية أوروبية استقيت من خلية تم القبض عليها أفضت إلى الكشف عن المخطط الذي كان من المفترض أن تنفذه جماعة "جند الخلافة"، واستنفرت الأجهزة الأمنية، ونفذت إجراءات جديدة مشددة في مطار الجزائر الدولي ومطارات جزائرية أخرى.
 هذا وسبق لقوات الأمن الجزائرية أن ضبطت خلية متطرفة تضم 8 أشخاص اتهموا بالتحريض على الإرهاب، وتجنيد شبان وفتيات، وإرسالهم إلى سوريا للقتال ضمن صفوف تنظيم جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة.
وقالت الجهات الأمنية الجزائرية: إن "وحدة متخصصة في مكافحة الإرهاب داهمت منازل تقع في 4 أحياء بالضاحية الجنوبية للعاصمة، واعتقلت أعضاء الخلية، وأن التحريات بينت أن أفراد الخلية لديهم اتصالات مع شبان يقيمون بولايات شرقية وحدودية على غرار قسنطينة وبرج بوعريريج والطارف وتبسة، وأن رجال أمن جزائريين بدءوا تحقيقاتهم مع شخص تم ضبطه قبل أيام وهو يحاول التسلل إلى تونس عبر موقع جبلي بولاية تبسة، في إطار بحث واسع النطاق للتوصل إلى عناصر شبكة تتخذ من العاصمة مركزًا لها، وتعمل على ترحيل جزائريين للقتال في سوريا".
داعش  تدفع بالجزائر
وكشفت عن أن الشخص الموقوف يبلغ من العمر 27 عامًا، وأقام في كل العاصمة، وقسنطينة وضبطته وحدة عسكرية، وأحالته للتحقيق قبل تمديد اختصاص الجهات الأمنية للكشف عن بقية أفراد الخلية وعددهم 7 في انتظار ما ستسفر عنه عملية الاستجواب الأمني والقضائي.
 وفي نفس السياق المتنامي للإرهاب في الجزائر قتل عقيد في الجيش الجزائري وأصيب مساعده بجروح، جراء انفجار قنبلة يدوية الصنع، فيما كان يقود عملية تمشيط في المرتفعات القريبة من مدينة باتنة الواقعة على بعد 435 كلم إلى جنوب شرق العاصمة الجزائرية.
 وفي محاولة للتقليل من الآثار الناتجة عن العمليات الإرهابية المتوقعة قامت السلطات الجزائرية بإجلاء 100 من عمال البناء الأتراك من مشروع لمد طريق شرقي الجزائر العاصمة بصفة مؤقتة كإجراء احترازي، بعد تهديد من متشددين تابعين لداعش، وجرى إجلاء العمال الأتراك لمدة 24 ساعة كإجراء "وقائي"، لكنهم عادوا إلى منطقة القبائل شرقي العاصمة. 
داعش  تدفع بالجزائر
 فيما شدد فرانشيسكو ماديرا رئيس المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب على أن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» يمثل تهديدًا جديدًا للقارة السمراء، وأن شمال إفريقيا- وبالخصوص تونس والجزائر وليبيا- من أكثر الدول تعرضًا لخطر الإرهاب أن أجهزة الأمن بالدول الإفريقية "مطالَبة برفع قدرتها على التصدي للإرهاب، ويتم ذلك بتكثيف التنسيق فيما بينها، وتطوير إمكانياتها في جمع المعلومات عن الجماعات المتطرفة التي تمارس الإرهاب".
ودعا إلى تنسيق أفضل بين أعضاء الاتحاد الإفريقي لمحاربة الإرهاب في أكثر البلدان عرضة للإرهاب بالقارة السمراء، وهي الجزائر وليبيا وتونس، إضافة إلى مالي في الساحل لأن الإرهابيين يستغلون الوضع لصالحهم، عندما يكون الفقر منتشرًا والتنمية الاقتصادية منعدمة، وأن مثل هذه العوامل تشجع على استفحال الإرهاب، ليس في إفريقيا فقط وإنما في كل منطقة بالعالم، وأن "داعش" بلا شك تمثل تهديدًا جديدًا، ولكن لا فرق بينه وبين القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، فكلاهما شنيع يقطع أجساد ضحاياه.. يذكر أن أعمال العنف من قبل الجماعات المسلحة الإسلامية في الجزائر تراجعت بعد فترة التسعينيات من القرن الماضي، إلى حد كبير، لكن بعض المجموعات لا تزال ناشطة، خاصة في وسط شرق البلاد وخاصة التي بايعت "داعش" و"القاعدة"؛ حيث تهاجم قوات الأمن، ومنذ بداية عام 2015م  حتى الآن قتل 59 إسلاميا مسلحًا في عمليات للجيش الجزائري، كما قتل أكثر من مائة إسلامي مسلح في 2014م، بالإضافة إلى أن الإنتربول الدولي سلم الجزائر قائمة بأسماء 1500 مقاتل من تنظيم "داعش" ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وحذرت المنظمة السلطات الجزائرية من محاولات دخولهم إلى الجزائر بجوازات سفر مزورة. 
داعش  تدفع بالجزائر
 يذكر أن "جند الخلافة" المنشقة عن تنظيم القاعدة والتي أعلنت مبايعة داعش لا زالت تطل بوجهها وتثير الأزمات والإرهاب في الجزائر، حتى بعد أن قتلت القوات الخاصة الجزائرية قائد جند الخلافة وعددًا من الأعضاء الآخرين، لكن الجماعة لا تزال نشطة؛ حيث قامت في العام الماضي باختطاف سائح فرنسي هو ايرفيه جورديل، وقطعوا رأسه ووجهوا تهديدًا مباشرًا ضد العمال الأجانب في منطقة "مثلث الموت" التي تضم تيزي وزو والبويرة وبومرداس، بالإضافة إلى أنه ما زال القائد الجزائري لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب عبدالمالك دروكدال الذي حكمت عليه المحكمة الجنائية بالجزائر مع 10 مسلحين، بينهم ستة بحالة فرار، متهمين بالوقوف وراء اعتداء انتحاري في ديسمبر 2007 بالعاصمة الجزائرية- بالإعدام- مختبئًا في الجبال الواقعة بشرق البلاد. 

شارك