اجتماع برلين بشأن ليبيا.. هل يضغط على الأطراف المتنازعة في البلاد؟

الأحد 07/يونيو/2015 - 12:40 م
طباعة اجتماع برلين بشأن
 
تشهد ليبيا الفترة المقبلة مرحلة مصيرية حقيقية، في ظل تفاقم الأزمة يومًا بعد الآخر، ورغم المحاولات العديدة التي يقوم بها المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون، فإن كافة الحلول لم تؤت بثمارها حتى الآن.
اجتماع برلين بشأن
على غرار ذلك أعلنت أطراف ليبية في الحوار الوطني عن تلقيها دعوة لحضور اجتماع برلين الذي سيحضره وزراء خارجية الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، بالإضافة إلى عدد من دول الاتحاد الأوروبي برعاية أممية.
وقال عضو وفد الحوار عن المستقلين بالمغرب الشريف الوافي: إنه وزملاءه تسلموا دعوة لحضور اجتماع في برلين يوم 10 يونيو الجاري، وإنهم لم يتسلموا حتى الآن جدول عمل اجتماع برلين، ولم تبلغهم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أي شيء عن هذا الاجتماع.
وكان محمد إمعزب عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته قال: إن فريق الحوار المكلف من المؤتمر تلقى دعوة من وزير الخارجية الألماني لحضور وزراء خارجية الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن.
وأوضح إمعزب أن وزراء خارجية الدول الكبرى سيجتمعون بكل الأطراف الليبية المشاركة في الحوار الليبي الذي ترعاه البعثة الأممية، قائلا: نتمنى ألا يكون اجتماع برلين مخصصًا لممارسة ضغوط دولية على الأطراف الليبية.
من جانبه أكد وزير الشئون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، أن الجزائر ستشارك في الاجتماع الذي يضم الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن بالإضافة إلى إيطاليا وإسبانيا وألمانيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأطراف الحوار الليبية.
وذكر الوزير الجزائري في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش أعمال الاجتماع السادس لدول جوار ليبيا المنعقد في العاصمة التشادية، أن هذا الاجتماع يندرج في إطار جهود المجتمع الدولي الرامية إلى حمل الأطراف الليبية على التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
في سياق متصل نقلت وكالة أكي الإيطالية عن وزير الدولة الجزائري وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة في مؤتمر صحفي، في بروكسل بالاشتراك مع الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، قوله: إن كافة الأطراف الدولية والإقليمية والليبية تبذل جهودًا حثيثة للتوصل إلى حل يتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية.
اجتماع برلين بشأن
وقال لعمامرة في أعقاب اجتماع مجلس الشراكة الأوروبي، إن بلاده تتفق مع الاتحاد الأوروبي على رؤية مفادها بأن الحل في ليبيا يجب أن يأتي من الليبيين أنفسهم، ورأى أن الأطراف في ليبيا تتمتع بالنضج الكافي للتوصل إلى الهدف، متابعًا: نحن نستبعد أي حل عسكري أو أي تدخل أجنبي في شئون ليبيا أو على الأرض الليبية.
وشدد على أن بلاده تبذل كل الجهود اللازمة بالتعاون مع المجموعة الدولية ودول جوار ليبيا لدعم جهود الأمم المتحدة متمثلة في شخص ليون، معلناً عن اجتماع تعقده دول الإقليم، في نجامينا لبحث الموضوع الليبي.
من جانب آخر حذر المحلل الأمني البريطاني ريتشارد غالوستيان من زيادة توسع تنظيم داعش داخل ليبيا خاصة في الجنوب، مع وجود دلائل واضحة على سعي التنظيم لفتح ممرات عبر إقليم فزان للوصول إلى الدول الملاصقة لحدود ليبيا الجنوبية تشاد والنيجر، حسب موقع جالف نيوز الإماراتي.
ويرى الكاتب أن جلسات الحوار التي ترعاها الأمم المتحدة والمقامة في الجزائر والمغرب ثم في بلجيكا لن تسفر عن نتائج حقيقية ولن تغير الوضع على الأرض؛ لعدة أسباب، أولها أن ليبيا في حالة حرب مع نفسها منذ أن خسر قوات "فجر ليبيا" الانتخابات يونيو الماضي، وصعوبة الوصول إلى تسوية مناسبة بين الجميع، إذ إن كل الأطراف لا تقبل المساومة أو تقديم التنازلات.
وقال غالوستيان: بعض العناصر في فجر ليبيا غير مهتمة بالديمقراطية فقط تسعى للسيطرة على طرابلس بالقوة، وفي المقابل لا يريد مجلس النواب المنتخب إعطاء أعضاء الائتلاف قوة أكبر مما حصلوا عليها في الانتخابات.
ولهذا يرى أنه من الأفضل تقديم مبادرات مناسبة للجماعات والتشكيلات المسلحة غير المتشددة في فجر ليبيا؛ لتشجيعها على الانسحاب من الائتلاف والانضمام للنسيج القبلي الليبي تسهيلاً للوصول إلى اتفاق بين جميع الأطراف.
طالب الكاتب، المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون ببحث وتقديم مثل تلك المبادرات لتشجيع الجماعات المسلحة غير المتشددة، خاصة مصراتة، للانضمام للحوار، والتخلي عن مطلبه بتقسيم السلطة بين الحكومة المنتخبة في طبرق، وبين من سماهم تشكيلات مسلحة أخرى، والذي سينتهي بشكل كارثي وسيشعل حربًا لا تنتهي. وتوقع الكاتب ألا توافق حكومة طبرق على اقتراح تقاسم السلطة، مؤكدًا أنه دون تغيير سياسة ليون ستشهد ليبيا تصعيدًا خطيرًا في الأوضاع
اجتماع برلين بشأن
فيما عبر محمد الدايري وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية المؤقتة، عن الآمال الكبيرة المعلقة على الحوار الوطني خياراً استراتيجياً، يحفظ وحدة ليبيا ويُسهم في إنهاء أزمتها، ويقضي على الأخطار التي تهددها .
تطرق الدايري في كلمته بالاجتماع السادس لدول جوار ليبيا في العاصمة التشادية إلى تطورات خطر إرهاب داعش الذي بدأ يتمدد في ليبيا، ويهدد ليس دول الجوار فحسب بل المنطقة والإنسانية جمعاء، بما يتعارض مع القيم الأخلاقية والقوانين والأعراف الدولية.
وأكد وزير الخارجية الليبي أن تنظيم "داعش" أصبح على مسافة قريبة من بعض الحقول والموانئ النفطية، معرباً عن الخشية على بلادنا من تكرار ما يشهده العراق إذا لم يتخذ المجتمع الدولي قراراً سريعاً يقضي بتسليح الجيش الليبي الذي ما زال يواجه تلك الجماعات المتطرفة بإمكانيات محدودة، واحتضنت العاصمة التشادية نجامينا، أول أمس الجمعة، أعمال جلسة للاجتماع السادس لدول الجوار الليبي.
من ناحية أخرى استبعد عضو مجلس النواب الليبي المقاطع، عن مدينة مصراته فتحي باشاغا، أن تتم مناقشة موضوع حكومة الوحدة الوطنية سواء في الصخيرات المغربية أو برلين.
يأتي اجتماع برلين الأربعاء المقبل، لمحاولة الضغط على الأطراف المتنازعة في ليبيا واقناعها بالحل السياسي، حتى تعود البلاد إلى الاستقرار والهدوء.

شارك