الشباب التونسي قنبلة موقوتة مع توسع نفوذ "داعش" في ليبيا

الثلاثاء 09/يونيو/2015 - 04:36 م
طباعة الشباب التونسي قنبلة
 
بالرغم من التحذيرات السابقة بشأن تدفق مزيد من التونسيين إلى تنظيم "داعش" خارج البلاد، إلى جانب انضمام عدد كبير من التوانسة إلى الجماعات الإرهابية في ليبيا، إلا أنه لم يتم التوصل إلى حلول مناسبة لوضع حد لتدفق مزيد من الشباب التونسي إلى الجماعات الإرهابية، بالرغم من التدابير التي تتخذها وزارة الداخلية التونسية مؤخرًا.
الرئيس التونسي الباجي
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي
 من جانبه أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أنه عرض على أعضاء مجموعة السبع المسار الطويل المحفوف بالصعاب الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الذي قطعته تونس منذ الثورة، وتفاؤله بأن تتحسن الأمور خلال الفترة المقبلة.
وأكد السبسي على أن تونس لا تمتلك الثقافة ولا الأدوات لمقاومة الإرهاب؛ لأنه ظاهرة غريبة عن المجتمع التونسي ويتطلب مساندة من طرف المجموعة الدولية ومكافحة مشتركة، وفي إطار من التشاور، مطالبًا بضرورة مكافحة هذه الظاهرة من خلال معالجة أسبابها، مثل البطالة ومن خلال تقديم حلول لمشاكل الفقر والتهميش التي تعاني منه الجهات، مشيرًا إلى أهمية أن تعمل الحكومة على معالجة ظاهرة الفقر التي تدفع البعض إلى الإحباط والانتحار، وتدفع البعض الآخر إلى الانضمام للجماعات الإرهابية.
الشباب التونسي قنبلة
يأتي ذلك في الوقت الذي حذّر فيه الخبراء والمتابعون من تسلل عناصر من تنظيم "داعش" إلى الجنوب التونسي، في ظل سيطرة التنظيم على عدة مدن ليبية ووصوله إلى مدينة سرت، وأمام توتر الأوضاع في الجنوب التونسي، خاصة في محافظة قبلي والفوار ودوز، وهو ما دعا الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي إلى التأكيد على أن هذا التنظيم احتل مناطق بأكملها في ليبيا، المسافات لم تعد مسافات مع اعتماد السيارات رباعية الدفع، وهو ما يوفر إمكانية لانتشار التنظيم الإرهابي في مختلف المناط، وجذب مزيد من العناصر للانضمام إليه.
شدد العروي على أن مسئولية حماية تونس هي مسئولية مشتركة ولا تقتصر فقط على الدولة، وأوضح أنه لا يجب خلق مناطق تكون سهلة الاختراق من طرف الجماعات الإرهابية، خاصة على الحدود، مشيرا إلى أنه توجد مخاوف حقيقية من تسلل "داعش" إلى الجنوب التونسي، في ظل التوتر الحاصل هناك، فلم يعد يفصل داعش عن تونس سوى عشرات الكيلو مترات.
الشباب التونسي قنبلة
وقال شهود عيان: إن هناك استياء كبيراً من أهالي الجنوب مما يحصل مؤخراً من رفع للرايات السوداء وتسلل عناصر غريبة عن جهتهم، وإن الرأي العام في الجنوب وفي ولاية قبلي ضد العنف وضد حرق المراكز والاعتداء على المنشآت العمومية، في ظل قيام أطراف مجهولة وغريبة عن الجهة تقوم بغلق الطريق وتمنع النواب من لقاء الأهالي.
وتأتي هذه المخاوف في ظل تنامي الغضب والاحتجاجات في الشارع التونسي، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وانتهاك حقوق العمال، حيث اشتبك مؤخرًا محتجون غاضبون مع القوات الأمنية في مدينة دوز في جنوب البلاد، وأحرقوا مركزين وعربة للشرطة مطالبين بالتنمية والتوظيف، ونتج عن ذلك إصابة رجال شرطة خلال مواجهات استخدمت فيها قنابل مولوتوف وبنادق خرطوش على خلفية خروج مئات الشباب للتظاهر مطالبين بوقف التهميش وإيجاد فرص عمل، ووظائف في شركات نفطية تعمل بالمنطقة، إلى جانب حملة أطلق عليها اسم "وين البترول".
ويرى خبراء أن الشباب في الأحياء الفقيرة يعد من الشرائح الأكثر تهميشاً في تونس في الوقت مجرد خزان انتخابي للأحزاب الانتخابية دون الاهتمام بجذور المشكلة التي تعني الشباب، في ظل عجز الأحزاب السياسية عن التعامل بشكل جيد مع الشباب، من خلال تغييبهم عن مراكز صنع القرار، وعدم تمكينهم من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة، وهو ما يزيد من صعوبة الموقف خلال الفترة المقبلة.

شارك