"داعش" يحتفل بمرور عام على احتلاله الموصل بتحويل كنيسة لمسجد للمجاهدين

الخميس 11/يونيو/2015 - 02:26 م
طباعة داعش يحتفل بمرور
 
مع ذكرى مرور عام على سقوط الموصل في قبضة "داعش" افتتح التنظيم الذي يحتفل بهذه الذكرى المريرة على قلوب المهجرين "مسجد المجاهدين"، الذي كان في الأصل كنيسة قديمة تحمل اسم مار أفرام، وذلك بحسب ما أشاره الموقع الإلكتروني العراقي "عنكاوا كوم"، فيما أكدت مصادر محلية النبأ لوكالة فيدس الفاتيكانية.
ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع الذكرى الأولى لاحتلال الموصل من قبل الجهاديين.
الجدير ذكره هو أن كنيسة القديس أفرام كانت إحدى أكبر دور العبادة المسيحية في المركز المدني في الموصل، وكانت تابعة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية. سبق أن حثت بعض المؤشرات على التكهن بعزم الجهاديين على تحويلها إلى مسجد، بعد أن اختار "داعش" مرافق الكنيسة عينها في يوليو الفائت مقرًّا لمجلس دولة المجاهدين. فأزيل الصليب الذي كان موجوداً على القبة. من ثم في فصل الخريف الفائت، أخليت الكنيسة من أثاثها وعرضت المقاعد والأغراض كسلع للبيع في ساحة الكنيسة.
وفي 9 سبتمبر، كانت العمليات الجوية الهادفة إلى ضرب مواقع "داعش" ألحقت أضراراً جسيمة بالمباني المجاورة لكنيسة القديس أفرام، وكنيسة القديس بولس للسريان الكاثوليك الواقعة هي أيضاً ضمن ما يسمى "حي الشرطة".
ومنذ عام احتلت عناصر (داعش) مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق، وأصبحت محافظة نينوي في قبضته بشكل كامل في 10/6/2014.
داعش يحتفل بمرور
ودقت الساعة من جديد معلنة عن بداية مأساة جديدة، بداية تمسك المسيحيين بأرض الآباء والاجداد، رغم قساوة الظروف التي عاشوها منذ عقود.. مسيحيو الموصل قد واصلوا تمسكهم في أرضهم ومحبتهم لمدينتهم التي لم يتخلوا عنها منذ أن دخلت فيها المسيحية منذ القرون الأولى للميلاد، إلى اليوم الذي أعلن فيه تنظيم داعش إخلاء المدينة من المسيحين بقوة السلاح، أو تغيّر دينهم إلى الإسلام أو مواجهة السيف، كما كتبوا على بيوت المسيحين حرف (ن) وتم مصادرة جميع أملاكهم إلى أموال داعش .
لم تتوقف أصوات أجراس كنائس الموصل إلا بعد أن احتلت داعش نينوي. منذ تلك اللحظة توقف نبض المدينة أيضاً وأصبحت لأول مرة بعد ألف وخمسة مائة عام دون سكانها الأصليين، فقد توقفت أجراس كنائس الموصل منذ تلك اللحظة معلنةً عن حقبة سوداء لا أحد يدرك نهايتها، من هنا بدأ العد التنازلي الأخير لوجود مسيحيي الموصل في عراق اليوم.
وبعد مرور عام على هذه الفاجعة، الكل وقف صامتاً دون أي تحرك أو إظهار أي أمل في العودة، ما نشاهده من تحرك لا يتعدى مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام، وكلها شعارات رنانة وكلام لا منفعة منه سوى تضييع للوقت. وفي هذا اليوم أيضاً نرى الجميع يكتب ويتحسر وكأن الكل بريء مما حصل! تُرى لدى من يكون الحل؟ هل سوف يعرف هذا الشعب المسكين مصيره عودته وعدمها؟

شارك